وقبل الإنحدار إلى ظلم أهل طائفة بعينها نسجل: لن تنسى فلسطين أن أهل الشيعة قد سقطوا شهداء دفاعا عن فلسطين في بعض المواقع. ونحن هنا لا نتحدث عن طوائف بل إننا هنا نتحدث عن أجندات. أجندات ومحاور. لا طوائف. ولهذا سنفرمل انسياب معالجات هذا المطروح هنا دون الدخول في الفروق العقائدية بين السني والشيعي إدراكا منا لحقيقة أن المشكلة مش هناك.
عود على مرجعيات مشعل
لكن زلة مشعل بألفي زلة وهو قد وجه (بعد منزلقه القطري) صفعة جديدة من طهران لأهل السنة في محيط سني كبير لجا مشعل إلى جزيرة فيه صغيرة لا سنة فيها إلا قليلا. لا أحد يستكثر على مسلم شيعي مذهبه ولا نريد من أحد خلا أن يتركنا نعيش مذهب رسولنا الذي قال: تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا بعدي أبدا. كتاب الله وسنة رسوله. وفي مدينة كاشان هناك مزار لأهل الشيعة يزحفون إليه ويبكون حوله. وفيه حسب الإعتقاد مسجى قبر أبو لؤلؤة فيروز ملقب بابا شجاع الدين قاتل عمر بن الخطاب. يترحمون عليه ويؤدون تسابيح يلعنون فيها خلفاء الرسول الراشدين تقربا بذلك إلى رحمة الرحمن.
لا يقبل مشعل بالملك عبد الله بن سعود العربي وليا لأمر المسلمين ولا يقبل بشيخ الأزهر ولا قاضي قضاة فلسطين او الرئيس محمود عباس وليا لأمر المسلمين. وسيكون لولي أمر المسلمين عند مشعل حق البت في شأن الحرب والسلام بفلسطين وتمديد التهدئة فيها إلى حين شاء من شاء فيها أم أبى المساكين.
يا أبو الوليد..لقد يسجل التاريخ إنه في لحظة ما وفي قديم عام 2008 قد رات غزة طائرات تقلع من إسرائيل لضرب الحياة في القطاع. وكان لغزة مصلحة في حقن دماء من فيها وكان أطفالها نيام آمنين يحلمون أحلام الصغار ضارعات أمهاتهم لله بطول عمر فلذات أكبادهن وصحة الابدان وراحة البال والأمان يا ألله رب الكون حافظ الصغار ومن يرعى الكبار. كان في غزة ساعة الفجر الأخير من السلام من يقول: اللهم ألهم قادتنا حقن الدماء واجعلهم اللهم يهتدون لتمديد التهدئة فلا يقتل من فلسطين من أحب الإحتفاظ برجليه ويديه وعينيه وبيته الذي بنا وزوجه الذي اختار. واتصل بك زعماء العرب محبي فلسطين وقالوا لك: يا ابو الوليد مشان ألله ومشان الناس! فوتوا الفرصة على إسرائيل واقبلوا تمديد التهدئه! وقيل لك أن الرئيس الفلسطيني كما افصح بلسانه من القاهره قد تعالى على جراحه واتصل بناس من حركتك لمناشدة ألا توقفوا الهدنه. وقال لك قادة من حماس متوسلين: يا ابو الوليد! لم يكتمل تحضيرنا للحرب. المخازن فارغة والمستشفيات على نقص من الأنفس والأموال والبطانيات والاسرة والسولار. فمدد التهدئة يا ابو الوليد وأنت تعلم أن إسرائيل تتحين الفرص. لكنك جعلت الباطون في أذنيك عن دعوة كل من دعاك وخاب مقصد من رجاك وجاءت قنابل إسرائيل صوتها كمن نفخ في الصور. فطارت المنازل وحلقت السقوف وسقطت ودفن الأحيات ونفق الحلال وبترت السيقان وصرخت الحرائر إذ احترق لبناسهن على الجلود فصرن عاريات وهرعن بصدوهن المكشوفات إلى المستشفيات وجاءت الكاميرات إلى سيقان المستورات وهن عاريات. وهذه تصرخ وذلك يتلوى على الأرض بنصف ساق تبقى وأنت تتحدث عن "الكرامة والدفاع عن عزة الأمة". تقول لا نريد توريط جيوش الأمة بحرب هذا ليس وقتها. رفضت التهدئة أبا الوليد رغم مناشدات أصحاب الوطن ممن لم يعلموا أنك وليت أمرهم من يغفل عنهم. ولي أمر المسلمين. هنيئا لك يا ابو الوليد. الآن علمنا مقصدك بالحديث عن المرجعيه الجديده يا بئس الخيار!
أنت كالنافع
سنهدئ الأنفاس الآن. ونستفغر الله. ونستذكر أنه في عامي 2006 و2007 حامت شبهات التشيع على نهج حماس وقيل من الإشاعات غير المثبته أنهم فتحوا مكاتب للتشييع في غزة ونادى متظاهرون من فتح بحناجر مئات الألوف: شيعه شيعه! وشجبنا ذلك ورفضناه احتراما لطائفة الشيعه وإبقاءا للحقيقة في نصابها. ونفينا التهمة رسميا ولكنهم عادوا الآن وأكدوها! وخذ لك التشبيه الآن. يقوم فيه الرأي العام بفلسطين مقام المحقق "أمير" والمتهم هو السيد مشعل يقوم مقام "نافع" والتهمة هي التشيع والتوقيت هو 2006 2007 و 2009 :
استوفى الرأي العام الفلسطيني تحقيقه كاملا مع رجل ملتحي لا يشبه عرفات في شيئ . وصارت الجلسه الأخيرة من التحقيق وعرضوا على "المتهم" سيجارة أخيرة يعج عليها مع المحقق الصبور. وقال المحقق مصوبا نظرته إلى الشباك: "خالد! لقد تبين إذن أنك بريئ من التهمة وقد قررت أن أفرج عنك اليوم. ولكن تعدني أن تكون سنيا في توجهك فلسطينيا في ولائك في قادم الايام. تمام؟!". لم يبدو الحبور ساعتها على وجه المتهم. "القائد" كان متمشكلا مع أتباعه وحركته ويبحث عن سبب للإبتعاد عنهم ولو في طهران. لكن المحقق لم يكن على اطلاع بذاك. ونظر من فوق نظارتيه المتدليتين فوق فتحتي أنفه تقريبا إلى خالد قائلا: أسألك يا خالد من أجل إتمام شكليات محضر الجلسه بشكل قاطع ونهائي: "إنت ما في عندك ولاءات خارجيه معاديه للعالم العربي السني.. مزبوط؟": تنهد المتهم طويلا وكتم نفسه متفكرا وقال زافرا: "لع عندي.. أبحث عن مرجعيه جديده لمنظمة التحرير.. آه وعندي ملايين.. شايف يا بيك.. وعندك أخرى كمان مخطط للإنقلاب في الضفة الغربيه إسمه ملف 8. وكذبت على الرئيس عباس قبل الإنقلاب في غزة وقلت له إطمئن يا أخ ابو مازن لن يكون هناك استيلاء على الحكم. والآن أنا لا أعترف به كمرجعية لفلسطين أو وليا لأمر البلاد. وفي نظري أعتبر أن ولي أمر المسلمين هو في إيران. وقلتها صراحة في مؤتمر صحافي"!
|