عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-02-2009, 11:49 PM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

ما زلت تكرر الوصف فيها مرة أخرى ، هذا أدى إلى الشعور بأنك محكوم بعواطفك وتكتب كل كلمة تقع عليها عيناك ، هناك الكثير من الأوصاف يمكن اختصارها في أبيات قليلة.محمد الماغوط يقول في قصيدته حزن في ضوء القمر :
أيها الربيع المقبل من عينيها
أيها الكناري المسافر في ضوء القمر
خذني إليها
انظر كيف اختزلت كلمة الربيع كل مفردات الشجر والثمار والأنهار ...إلخ عمومًا هي مرحلة
وسوف تتطور بعدها بإذن الله.
ربـــــــــــاب

قًَََرُبَ الفجر000ُ والليلُ يعانقُ السماءَ

وحُزنٌ يُحيطُ بى وصمتٌ وخواء

أنظرُ إليهَا وهى تُقَاوِم إمتِصَاصُ الهواءِ
ما معناها ؟

شاحت بوجِهِهِا نحو َمُهرَتِها الشهباءُ

ِتَرمُقَها بطرِفِ عيِنيِها الكحلاءُ

وهى فى حضنِ الموتُ تُغلفِها رائحةٌ فيحاءُ

تَمتَطينىِ نَظَرَاتُها بِكلماتٍ من نخيل

كفارسٍ يمسكُ لجَامَ جوادهِ الأصيل

ومن هولات أنينى وجُروحى

دَوَنتُ تراتيلُ إشتياقى

وواريتُ ما تجمدَ بينَ أجفانى

وطليتُ الأهاتِ بلونِ نزفِ شَريانىٍ

فتَثورُ عَيناىِ من ظمأِ إنِتِظارىِ
فتُفجرُ ينابيعَ دُمُوعى
انظر كم مرة قلت فــ،فــ،فـ
وكم مرة قلت و ...و... و.....
مازالت كل هذه الأوصاف على جمالها مهدرة القيمة لأنها مجرد عملية
وصف لم يتم دمجها بالموقف النفسي وغلب عليها الطابع السردي من ناحية
والتمثيلي المسرحي من ناحية أخرى .
فتَغرقُ سَفينتى فى قاعِ عَينى

وتَرقَبنى قراصِنةُُ الليلِ
ماذا تقصد بالقراصنة ؟ هل هي أحداث اللليل الحزينة ؟
وتصفقُ لهم حُشودُ الرملِ

ويقتَحمُُ الحرمانُ حُصونُ جسمى
تعبير غير مفهوم
ويُفَتتُ مخالبُ الحنينِ أحَشَائى
تعبير متناقض فالحنين ليس له مخالب والحنين في القلب وليس الأحشاء العلاقة بين الجسد
والنفس كانت غير منطقية
.
ويتركنى غريقاً بينَ أوتارِ قلبى
تائهاً فى ثَنَايا جَسدى أتلمسُ فِراقَ حَبيبتى
جزء من هذه التشبيهات كان جميلاً لكنها لم تكن موفقة في إظهار حالة نفسية فريدة
أسيُر فى شوارعِ عَُمرى المغطاةُ
جميل هذا التعبير وما فيه من روعة فلسفية والتشبيه كان متميزًا لاتساع العمر
بعد أن كان العمر ثقبًا صار شوارع

بالحصى والاشجارِ الجرداء

المنزوعةُ الأغصانُ

وثمارها المتساقطه بطعم الأشجَانِ
جميل للغاية هذا التعبير تشبيه الثمار بالشجن والوجه في الشبه يكمن في المذاق
وفى حزنٍ شَديد

وصمتٍ يطرقُ أبوابَ الخيال

وعواصفُ تعارك أوراقَ الزمانِ

وقلبٌ يَفتَرشُ أرضهُ للأحزانِ

وتتجرد المفردات من مَعانِيها

وتخونُ العبراتِ مشاعرُ الأسى

وتمحو أثار ماضيها

أجدُ حُبى أهدابهُ مُمُزقه

أظهرت أرقامًا قياسية في الواوات المتوالية !! كل هذه التعبيرات عبقرية للغاية
لكنها كانت مشتتة مفتتة .بعد سبعة أو ستة أسطر قلت أجد حبي أهدابه ممزقة.. ترهل ممل للغاية.



وليلهُ أعمىُ ضُريرُ

وفجاةً
هنا يبدأت جوهر القصة .. متى بدأ جوهر القصة ؟ بعد مرور عدد كبير للغاية من الأحداث التي قد
ينساها القارئ

رفَعَت ربــــــــابُ رَأسُها

كنخلةٍ تُمازحُ السماءَ بِرُطَبِها
هل الرطب ترتفع أعلى السماء ؟

أقتربتُ منها لأسمع هَمَساتها الشامخه..لا يتناسب الهمس مع الشموخ .. البيئتان غير
متحدتين


وأتلمس تراقصُ شَفَتِيها .........تراقص َ

ربـــــــابُ

لَهَا همسٌ كَغنج العصافيرِ
يتدحرجُ على صفحاتِ وجهى كَالحَريرِ
جميل هذا الوصف ولكن وجود القوافي الكثيرة يشعر بالتكلف خاصة أن العمل ليس شعرًا .
وتَلِجُ بإستِحياءٍ لِتَلُفَنَى كَطفلٍ صغير
تعزفُ مُقلتيِها وتُذرِفُ حزناً كبير
وتسكبُ ألمَ الفُراق بين مسافات اللقاء المرير
وجهُهُا يتشردُ تَحتَ نفق العشق العسير

غي مفهوم هذا التعبير !
سمعتها تقول

من هنا مرت قوافلى

وهنا قُطفت ثمرةُ حبى
كلمة مكررة أو مستهلكة بين الناس لا داعي لها .
كى تلجُ إلى سِويداءُ قلبى
وتتوغلُ بينَ جَوانِحى
وتتوسدُ على أضلُعى
تتوسد أضلعي وليس على أضلعي
لا تَحزن يا حَبيبى

بعد كل هذا الحدث جاءت لتقول لا تحزن يا حبيبي ؟؟لاحظ أنك
لم تتحدث على لسانها ولم تشرِكها في الحوار وكان الكلام كله من ناحيتك وهذا
يعطي حالة من عدم التوازن في سرد الحدث .

وقَطراتُ عَرقٍٍ على جَبينها نَزفت
تعبير ركيك ... ونزفت على جبينها قطرات عرق
ثم إرتَعَشت
ودُمُوعها على صَدرى رَشَفت
أشد ركاكة هذا التعبير
وعلى جُدرانِِ الزمانِ حُبها نقشت
لا تحاول عمل تقفية موسيقة لأن النثر لا يحتاج لذلك
وروُحها الطَاهِرةُ فى صمت أبلغ من الكلام
إلى بارِئُِها صََعَدت

كل هذه الحكايات لتصف مشهد موتها .. ابتدأت بوصفها ثم وصف الموقف الذي جمعكما ثم مقتلهاوتركت
الباب مفتوحًا للقارئ ليتخيل كيف ماتت ؟
العمل فيه إطالة أكثر من اللازم وهذا العمل لو اختزل إلى الثلث أو اقل لكن أفضل بكثير.
ما كنت أؤجل الحديث عنه هو أن اللغة المجازية ليست غاية في ذاتها بل وسيلة لتحسين العمل الأدبي بمعنى لا يمكن أن أقول مشيت على شطآن الهوى المتأرجح فوق بحر المشاعر المستقر في خلجات تهيؤ عتمة الليل ...
التعبيرات المجازية كثرتها تؤدي -كمايؤدي السكر الزائد - إلى الإرهاق .
العمل كما أسلفت لك فيه عناصر تصويرية رائعة لكن الحشد المتوالي لها يجعلها مفتقدة القيمة .
السرد كان طويلاً جدًا .قصره .
النحو والتراكيب فيهما أخطاء حاول تداركها وكلي يقين أنك بالوقت ستكتسب بإذن الله خبرة أكثر
في التعامل مع النص .تحياتي
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس