عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-02-2009, 11:34 PM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم ا لله الرحمن الرحيم

أخي العزيز أدهم /
أهلاً بك في هذه الخيمة وأنا ضيف ثقيل عليك فاعذرني لهذا الثقل ، لكن ما كتبته يستحق الوقوف عنده
طويلاً جدًا سواء لما فيه من وجوه الإجادة أو وجوه التقصير .
***
خصائص عامة :
*الخيال والقدرة على صنع العبارات المجازية .(شاعرية اللغة )
*طول النفَس والقدرة على التواصل والسرد .
*وجود إطار شكلي للعمل من حيث البداية ونهاية المشهد وغلبة الطابع السينيمائي .
*الحاجة المُلِحة إلى الانتباه للتشكيل (الفتحة الكسر الضمة) وبعض قواعد تراكيب الألفاظ.
***
على بركة الله ..
رباب اسم منتشر بشدة في الأوساط المصرية لاسيما الوسط الشعبي ، وربما يكون استلهامًا لأسطورة معينة ، لكن لا علم لي ولا دراية بالموروث الثقافي والتراث الشعبي لها ..
كيفما اتفق .. فالقصة أو الخاطرة من حيث العنوان تدور حول رباب ..
رحلت رَبَابُ فى ليلة ميلاد القمر
من هنا كانت الإشارة لرحيل مبكر ، وهنا يُحسب لك أنك جعلت القارئ على علم بالأحداث وتتابعها حتى لا تكون النهاية صادمة له .أسلوب الحكي اعتمدت فيه على أسلوب ضمير المتكلم ، وضمير المتكلم يعني أن المتحدث عن القصة أو الحدث كان غالبًا عنصرًا في هذه القصة حاضرًا وقتها .

تعبير ليلة ميلاد القمر كانت موفقة في إظهار حالة ألق الطبيعة وسحر الليل والقمر هنا يحتمل تأويلات عدة قد يكون القمر الحقيقي وقد يكون قمرًا بمعنى مجازي كالابن أو شيء مما يدور في هذا الفلك .

مع بزوغ الفجر والليل قد إندثر
تعبير الليل قد اندثر تعبير جميل يوحي بحالة الغياب وعدم الرجوع . اندثار الليل تعني لك أن الليل
عنصر تستلهم منه السحر لذا يبين في كلامك نبرة الحزن على غيابه وأقصد بنبرة الكلام السياقات المتعددة التي تبرهن فيها على حالة الحزن لفقد الليل. لكل مبدع أن ينظر إلى الليل كما يشاء فهو الظلمة في عيون البعض ولكنه في عيون الآخرين استغراق الفرح ونشوة العمر.
وجنحت ذيول لثامه وأدبَر
الذيول واللثام كلمتان لا تتناسبان مع بعضهما والتركيب كان ضعيفًا نوعًا ما وألتفت سِترَةُ رِدَائِهِ
جميل أنك اتخذت من الثياب بيئة التشبيه فجعلت منها اللثام والذيول والرداء لكن اللثام والذيول
كما أسلفت بعيدان عن بعضهما .
حولَ تمرد حِلكة الظلام ُالأغَرِ
جميل للغاية التعبير الظلام الأغرّ ، فالأغر بمعنى الأبيض أو المنير، وهنا تبرهن مرة أخرى على أن الليل يتميز بأنه أغرّ جميل ومنير بالقمر لكن لفظة الظلام لا تنناسب مع معنى السرور وحالة الاستنارة أي الظلام الأغر عبارة بعيدة عن التصور المنطقي والمجازي.وفَاحَت رائحةُ قبعةَ الطيورَ
تعبير غير مفهوم
اتكأت فوقَ وجهِ الصبحِ الحزينِ
تعبير فيه نوع من الإحالة المنطقية.
أسمعُ
كلماتٍ مترنحة ً
تخرجُ من عناب ثََغرهَا
وحروفٌ غَافِياتُ
حروف غافيات شبهت الحروف بأنها تنام .. أحسنت
تنسابُ من بين شَفَتَيٍِِها
لتداعب جدارَ قلبى
جميل تعبير جدار قلبي ، تعبير عن قدرة الكلمات على تحويل
القلب الصلب إلى قلب رقيق

فيغفوُ النبضُ متأرجحاً
ما بين سكونٍِ وثورةٍِ
لاحظ يا عزيزي أنك قد استخدمت التعبيرات المجازية بشكل فيه إسراف كبير بحيث يرهق القارئ
والمستمع ويسبب له التشتت سأشرح لك هذا بعد الانتهاء من التعليق بإذن الله .
تَتَملصُ من قبضةِ خيوطِ الكفنُ
تُتمتمُ فى وجه اللقاءِ المنظورُ
تنَظرُ ألوانَ الطيفِ المُتَقَهقرِ
كلماتٌ مَريرةُ تَصعدُ مع الشَهيقِ
وترفضَُ إلا أن تذوبَ فى الشَراينِ
أحبَبتُها ألفَ ألفَ مرةٍ
عَشِقتُها ألفَ ألفَ مرةٍ
هى رَبــــــَــابُ

بعد انتهاء المقطع الأول يمكن القول بأنك بالغتفي السرد والسرد يعني الحكي المستمر كقولك خرجت من البيت ، ووقفت ، وانتظرت السيارة ، وركبت السيارة ، ودفعت تذكرة الأتوبي .....ثم التقيت صديقي بعد الإفطار. إذًا لقد كان الموضوع ينصبّ على اللقاء ، فكان ذكر التفاصيل غير مفيد.
هنا التفاصيل أردتَ منها تأكيد قيمة هذه المحبوبة كأداة تتكئ عليها في تبرير أسباب الحزن ، لكن الوصف كان أكثر من اللازم بشكل يجعل القارئ يصاب بالملل . عمومًا لا يُعاب عليك ذلك الآن لأن التجارب الأولى غالبًا ما تكون فيها الكثير من الأخطاء وبالوقت تتلاشى بإذن الله .
هذا المقطع الأول كان كله شرحًا للمحبوبة ، وكأنك بعدها بعد الحكي بدأت تدخل القصة وتسردها .. فلندخل إلى القصة ..

هى رَبــــــَــابُ


دخَلت من ثقبَ عُمرى
تعبير جميل يعبر عن الاختراق وعن أن المساحة القليلة المتبقية من العمر
لم تكن لتكفي إلا لها ، هذا يدل على قدرتها على اختراق القلب وهنا كان
عنصر الحجم بين العمر والثقب فيه تصوير بديع

وأختَرَقت جدارَ قلبى
مكررة جدار قلبي
لتُحاصرَ الصمتَ الباردُ فى أعَمَاقى

كطوقٍٍ يؤَصِدُنى

تَمَلَكَت تاجَ رُوحى
تعبير فيه مبالغة غير مستساغة لأن الروح ليست شيئًا ملموسًا كالجسد بحيث يمكن أن
تعرف أوله وآخره وأعلاه وأسفله .
لِتُصبحَ رعشةٌ فى جَسَدى
من الممكن أن يُفسر هذا المقطع على حالة الاستثارة الحسية .تعبير يخرج عن الحالة الشعورية
الرومانسية إلى البوهيمية ، إلا لو كان ذلك تمهيدًا لأنها زوجة
.
وتَوَشَمَت على خَديِها من مُخَ عظمى
عبارة لا معنى لها ، وفيها إعجاز عقلاني فالوشم يكون على الجلد لكنك تريد القول أنها
منحوتة حتى في المخ ، وهنا المفارقة في كلمة مخ العظم أي قلب العظم وسط العظم
أعمق نقطة في العظم ... تعبرات جامدة نوعًا ما .
ومن شَراين قلبى نَسَجت قلائِدُها

وبِسَيِفى رَسَمَت كُحلَ عِيِنيِها
حالة الرسم للشخصية العربية الفارسة كانت حاضرة لكن
لا أتفق في تعبير بسيفي رسمت ...فكأن السيف قلم حواجب !!

وتَتَوَسَد قلبى حينَ تُغَنى قََصَائِدُهاَ
الله ! ما أجمل هذا التعبير حينما يكو ن القلب كالوسادة .. حالة النعومة
والانسجام والتآلف رسمتها بشكل سليم .

وتُلبِسُنى عَمَامَةُ فارسُ قبيلتها
جميل كذلك هذا التعبير والذي اتخذ شكل البيئة المتكاملة السيف العمامة ...إلخ
وتَبيتُ باسطةً على سَاعِدى جَدَائِلُها
جميل هذا الوصف والذي يدخِل إلى الجو الرومانسي
وأنا أعزِفُ على الربَابَة من أباتِ شِعرِِِها
جميل كذلك التكامل في هذه البيئة ...
وأنظرُ إلى عيِنِيِها المُبَرقعةَ بالأُنُوثَهَ
معقول هذا التعبير لكنه قد يكون مرهقًا للقارئ عند التصور لماذا؟ لأنك وصفت
عينيها ، وشعرها وتوسدها قلبك ، وهذه كلها تعبيرات ضمنية عن الأنوثة لا داعي لذكر الأنوثة
لأن به تكراراًا غير مطلوب.

وأقتَحمُ خَيمةُ مُحُيِاها
خيمة َمحياها (مفعول به منصوب )
وأضرِبُ كلَ قوانينِ الأرضً من أجلِهًا
جميل هذا الوصف والوصول إلى الفانتازيا
وأنسجُ من نثرِها موجَ الليل
جميل هذا التشبيه لنثرها وحكاياتها كأنها الموج ..حالة الانسياب وصفتها بدقة .لكن الأمواج
كانت فقط لإحداث حالة من المشهدية التصورية وهي بعيدة عن الجو الشاعري لأن الليل
يكون يكون مرعبًا . لعلك تأثرت بامرئ القيس (وليل كموج البحر أرخى سدوله ...)

وأضيعُ فى ثَنَايِا خُصُلاتِ ظَفَائِرُهَا

ويَتوُقُ أنفى من عِطرِ نَحرِها

وأشهِرُ سَيفى من أجلِ نُصرَتِها

كى أحمى ترابِ قد وطَِئَتها

وأشعلُ الشِعرَمن تَحتِ بَطحاءِ قََدَمِيها

وأطُفىُء نارَ الظلمِ فى أبياتٍ قد نَظَمَتهَا

تأسُرنى ربـــــــــاب فى تِيهها

.

بتهمة التسكعِ فى حَناياها
تعبير فيه نوع من الابتذال والتكلف المقيت.أنت حاولت عمل مواءمة بين الأسر وبين سبب الأسر ولكن العلةكانت متكلفة
ومراوغة قلبِها بالكسرة

والتَنَقُلِ عَلى أغَصَانِ شَغَفِهَا
جميل تشبيهها بالشجر ذي الأغصان
وأتنفسُ عبيرُ أنُوثَتِها
والقهوةُ العربيةُ فى يَدِيَها
وأختَصرُ الياءَ والتاءَ من فَريسَتى
ماذت تعني ؟ لا أفهمها
وألبسُ جلدَ فرسى لإنقَاذِها
وأهدِيِهَا قلبى فى يومِ عيِد ميِلادها
وبُرقعاً مُرصَعاً
غير متناسب أن تكون الهدية برقعًا بينما المجتمع بدوي ليس فيه
أصلاً عيد ميلاد .

بخيوطِ الشمسِ وضيائُها
وأُسقِيها كأساً من نهرِ عَواطفى
حباً يتغنى فيهِ رجالُ قبيلتى
وتشدوا بهِ كُلَ نِسَائَُها

***


لا داعي للقول بأنا أسَرَتك لأن كل الكلمات الماضية تدل على أنها آسرة ... تكرار لا داعي له .
لاحظ كم مرة قلت و...و...و..... ما يزيد عن 11 مرة .السؤال : وماذا بعد كل هذه الصفات ؟ هل كل هذا لتقول إنك تحبها ؟ معلوم من السياق أنك تحبها فكان التكرار مؤديًا إلى الترهل والانفلات عن الأصل.
مثال : فلان من الناس يمشي بالنميمة ، يحاول الخداع ، ليس موثوقًا على شيء ، وبعد ذلك تقول إنه إنسان دنئ .. معلوم أنه دنئ دون أن تقول ذلك ..الصفات كلها دلت عليه

***
رَبـــــَـــابُ

نَحَرتُ الأهاتِ فى مذابِحُها

قُرباناً لخَلَجَاتِ وِجدانُها

أعزِفُ أنغَاماً معسُولةٍ

على أوتارِ أشواقِها

كنتُ أُنَادِيها مرةًفتاةَُ البادية

ومرةً ملِكةُ الشام السرمديه

ومرة أميرةُ النساءِ

ومرة

ربـــــــــــاب

]
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس