عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-01-2009, 10:16 PM   #5
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
Post



يقول كاتب المقال:



فهذا كل ما استطعت جاهدا جمعه من جرائم و مذابح اليهود الصهاينة على مدار تاريخ دولتهم الأسود ،

والذي استأنفوه بالمذبحة الأخيرة في غزة تلك المذبحة التي اعتبرها المحللون والمتتبعون بأنها

الأبشع على الإطلاق، وهذه الجرائم هي عبارة عن محطات سريعة من سجل المجازر الصهيونية، ولا

يمكن للتاريخ، وعلى امتداد السنوات والقرون الآتية، أن يسقط من بين أوراقه صورهذه الجرائم التي

ارتكبتها الصهيونية ولا تزال ترتكبها اليوم بحق الإنسانية، من دون أن يرف لمجرمي الحرب بين قادتها

الحاليين جفن.‏ فمسلسل العدوان الإجرامي مستمر، وكل يوم يسجل الاحتلال الصهيوني رقما قياسيا

جديدا في الوحشية والهمجية والإرهاب والدموية، ليُشهد العالم على حب الصهاينة للقتل، لمجرد القتل،

والتلذذ بمنظر الأشلاء الممزقة والدم المتناثر من أطفال ونساء ورجال الشعب الفلسطيني المظلوم و

المقهور، ولسان حالهم يقول: "أنا أقتُل .. إذن أنا موجود". وتجدر الإشارة إلى أن جريمة المجازر الكبرى

التي ارتكبها ويرتكبها الكيان الصهيوني على امتداد التاريخ لا تقف عند حد القتل، وإنما تمتد إلى

التشفي على قاعدة إبادة الحياة، أي حياة في أي أرض يحل بها اليهود.. إنها ليست أخطاء حرب ولا

ضرورات قتال في معركة بين جيشين، وإنما هي طبيعة بشرية جبلت على الخسّة، وتشبعت

بالوحشية. .. وحتى يكون الأمر أكثر جلاء أتوقف أمام ذلك البيان الذي بثته القناة السابعة في التلفاز

الصهيوني يوم 17-7-2006، والصادر عن مجلس الحاخامات في الضفة الغربية ، ويدعو فيه الحكومة

الصهيونية إلى إصدار أوامرها بقتل المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين ، مؤكداً أن التوراة تجيز قتل

الأطفال والنساء في زمن الحرب، وقال بيان الحاخامات: «إن الذي يترحم على أطفال فلسطين ولبنان،

فإنه يقسو بشكل مباشر على أطفال إسرائيل»! الشئ الذي يؤكد على أن الفكر الديني الذي يحكم

يهود إسرائيل اليوم هو الفكر المستمد من التلمود، الكتاب الموضوع على يد بعض حاخامات اليهود في

القرون الميلادية الأولى، وهو كتاب مليء بالعنصرية والحض على كراهية الأمم غير اليهودية، حتى أنه

يدعو صراحة إلى استحلال دماء وأموال ونساء تلك الأمم، أما العهد القديم، أو التوراة، فلا وجود له في

الثقافة اليهودية المعاصرة. وهذا المسلسل الإجرامي المتواصل، من ارتكاب جرائم التعذيب والقتل

والتدمير، والتلذذ بارتكابها ونشر صورها، ليس عملا فرديا أو اعتباطيا، وإنما يأتي في سياق التدمير

النفسي المنهجي والمنظم للإنسان العربي والمسلم، واهنة كرامته الإنسانية، بل هي رسالة موجهة

إلى كل الشعوب العربية والإسلامية، بأن تلك الجرائم ستحل بكل من يقف في وجه المشروع

الأمريكي الصهيوني، الذي يهدف إلى الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وتغيير هوية شعوبها

الثقافية ومحاربة الإسلام .



ولاشك أن لكل مجزرة من المجازر السالفة الذكر مجرمها الأكبر، الذي تم تسجيل اسمه في

تاريخ الكيان الصهيوني بنوع من الفخر، وتمت مكافأته، إما بترقيات عسكرية أو مواقع سياسية متقدمة،

وفي نفس الوقت فإن هؤلاء القادة المجرمين سجلهم التاريخ الإنساني في صفحات العار، هكذا كان

الحال منذ حرب العام 1947 حتى الآن ، وغني عن البيان، فإن كل القادة الصهاينة الذين ارتكبوا المجازر

في حق الشعب الفلسطيني أو اللبناني يتفاخرون بها، وينالون في الوقت نفسه جوائز قيمة من

المجتمع الصهيوني، إذ يخرجون من الجيش ليصبحوا قادة سياسيين للأحزاب أو للدولة، مثل بيجين

وشارون وبيريز وباراك وغيرهم، واليوم فإن ما يقترفه أولمرت وليفني وباراك من مجازر هي محاولة

لشق الطريق إلى حكم الكيان الصهيوني على أشلاء أهلنا في غزة ! واللافت في قادة تلك المجازر

أنهم ليسوا فقط من الموصوفين بالتطرف من اليمين أو من الأصوليين أو من حزب الليكود، بل ساهم فيها

بإصرار وتصميم زعماء موصفون بالاعتدال من اليسار، ومن العلمانيين، ومن حزب العمل، من ديفيد بن

جور يون إلى آخر تلامذته شمعون بيريز . ومن هؤلاء المجرمين نذكر أولمرت ووزير دفاعه عمير بيريتس

اللذان ارتكبا مجزرة تدمير الأحياء السكنية في ضاحية بيروت، وبينهما مجزرة قانا اللبنانية الثانية،ثم

شيمون بيرز، الموصوف بأنه رجل الاعتدال والسلام، والذي ارتكب مجزرة قانا الأولى، وأرييل شارون

الذي يحمل عن جدارة لقب «رجل المجازر»، فقد ارتكب سلسلة من المجازر عبر حياته، منذ كان ضابطاً

إلى أن أصبح رئيساً للوزراء، أهلته لأن يحمل هذا اللقب. ومن أبرز تلك المجازر:

مجزرة صابرا وشاتيلا التي اقترفها شارون في ضاحية بيروت الجنوبية، بعد انتهاء المعركة العسكرية عام

1982، ومجزرة مخيم جنين (2002)، التي ارتكبها الجيش الصهيوني خلال اجتياحه للمدينة، وقوبل

بمقاومة عنيفة، ولم يخرج من المدينة إلا بعد أن حولها إلى كومة من التراب، وتركها مدينة أشباح، وبقي

الضحايا من المدنيين تحت أنقاضها أشهراً عدة .

أما بنيامين بن اليعازر قائد وحدة شاكيد في الجيش الإسرائيلي فهو يتقدم إلى واجهة المجازر، أيضاً،

بقيادته لمجزرته الشهيرة في سيناء ضد الأسرى، المصريين بعد انتهاء معارك حرب عام 1967. وقتل فيها

ما لا يقل عن 250 أسيراً مصرياً وفلسطينياً (يعمل تحت إمرة الجيش المصري)، بعد استسلامهم، وبعد

نزع السلاح منهم، مسجلاً بذلك جريمة حرب كاملة الأوصاف والمعايير. القصة قديمة ومعروفة، لكنها

عادت إلى الأضواء مجدداً بعد فيلم وثائقي أذاعه التلفزيون الصهيوني، وجاء متضمناً شهادات لجنود

وضباط عايشوا تلك المجزرة.كما أصدر المؤرخ الإسرائيلي (أوري ميليشتاين) كتاباً عن المجزرة في عام

1994، استند فيه إلى العديد من شهادات الضباط والجنود.

وفي 16/8/1995 تحدث المؤرخ الإسرائيلي آرييه إسحاقي عن تلك المجزرة في الإذاعة الإسرائيلية،

ذاكراً بعض تفاصيلها.

وفي العام 1995، وفي لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين والرئيس المصري حسني

مبارك، فاتحه الرئيس مبارك في شأن تلك المجزرة في سيناء، وأقر رابين بوقوعها.

وأخيراً، جاء فيلم التلفزيون الإسرائيلي الوثائقي تحت عنوان «روح شاكيد»، وأخرجه الإسرائيلي (ران

أدرليست)، وعرض الفيلم لأول مرة يوم 25/2/2007. حيث قدم شهادات جديدة عن المجزرة، وليعيد

إحياء وقائع الجريمة، وليحدد مسؤولية بن أليعازر عنها،

والغريب والمؤلم في الوقت نفسه أن بن أليعازر إنبرى للدفاع عن نفسه، وبلور في هذا الدفاع جريمة

عنصرية جديدة، وذلك حين قال إن القتلى لم يكونوا من المصريين، بل من الفلسطينيين، وإذا كان ذلك

صحيحاً، فهو لا ينفي الجريمة، بل يؤكدها على لسان صاحبها.وقد أصبح هذا الرجل بعد ذلك وزيراً للبنية

التحتية في الكيان الصهيوني في وزارة إيهود أولمرت (2007)، وسابقاً هو وزير الدفاع في وزارة آرييل

شارون، التي تشارك فيها حزبا الليكود والعمل (2001)،وقد أشرف، وهو وزير، للدفاع على مجزرة مخيم

جنين، في الضفة الغربية، حيث قام الجيش بأوامر منه، بهدم البيوت على أصحابها بالجرافات، وحيث قام

الجيش بأوامر منه بقتل الأسرى في ساحة المخيم عقاباً لهم على أنهم قاتلوا الجيش الإسرائيلي،

وحيث قامت إسرائيل بتوجيهات منه، ومن رئيسه شارون برفض استقبال لجنة التحقيق التي شكلتها

الأمم المتحدة في شأن مجزرة مخيم جنين، أما في قطاع غزة فقد ارتكب بن اليعازر مجزرة أخرى في 1/

7/2002، حين قامت طائرة من نوع (إف ـ 16) بإلقاء قنبلة تزن طناً على عمارة سكنية بهدف اغتيال

المسؤول في حماس صلاح شحاذة، يومها استشهد صلاح شحاذة، وقتل معه 15 شخصاً، منهم 9 أطفال و

3 نساء ورجلان طاعنان في السن، وجرح 150 شخصاً، كان 15 شخصاً منهم في حالة الخطر، يومها

اعترف بن اليعازر بجريمته علناً، وقال مبرراً، «إن المعلومات التي استخدمت للتخطيط للعملية لم تكن

دقيقة»، وقال «حسب المعلومات التي جمعناها لم يكن من المفروض وجود مدنيين في الموقع»،

و«الموقع» الذي يتحدث عنه هو عمارة سكنية، فماذا يوجد في عمارة سكنية غير السكان المدنيين؟

ألا تستحق هذه الجرائم الصهيونية إحياء العالم لذكراها، أسوة بإحياء ذكري المحرقة ؟!



نحن إذن أمام كيان لا يحترم آدمية الآدميين، كيان لا يعرف القيم الإنسانية، نحن إذن أمام شعب لا يعرف

من القيم الإنسانية إلا النزر اليسير.. و نحن أمام كيان تديره عصابة دولية، تضم شرار الخلق على

الأرض، كل وظيفتها تسليط حمم إجرامها وحقدها على كل من تقع عليه أعينها من بني البشر، لايقبلون

شريكاً لهم في أرض فلسطين ، ولا يطيقون أن يروا على مرمى البصر عربياً أو مسلماً.. ولا نبالغ إذا

قلنا: إن تلك هي طريقتهم، وتلك هي طبيعتهم وخصالهم التي تحولت إلى عقيدة يزعمون أنهم بتطبيقها

يطيعون ب الرب. وفي الوقت نفسه، يقيمون الدنيا ولا يقعدوها بشأن مزاعمهم لما جرى لهم على يد

هتلر، حتى أنه لا يستطيع أي ألماني أو أي شخص في العالم ذكر محاسن هتلر ، وإلا اتهم بالعنصرية،

ولعلنا تابعنا ماجرى للمفكر الفرنسي المعروف رجاء جار ودي، عندما شكك في المحرقة .


وتأسيسا على ما ورد ذكره يمكن القول، إن ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني في فلسطين تلك

الجرائم البشعة ضد الأبرياء والعزل هي سياسة رسمية منهجية وعمل متأصل في الثقافة الصهيونية،

وهي ثقافة مجبولة على كثير من العنف والإجرام وجوهرها ينطوي على الكثير من الشر والعنصرية، إنها

الثقافة التي تجعلهم يتلذذون بالقتل والتعذيب، وتبيح لهم المتاجرة بأعضاء المصابين والقتلى، وتسمح

لهم باستخدام صور الأشلاء الممزقة لجني الربح وجلب الشهرة، فأي ثقافة وحشية هذه التي يسعون

لفرضها على البشر؟!! ويمكن القول في ذات السياق بأن «غزة» لن تكون المذبحة الأخيرة، وذلك كلما

بقي صهيوني بأرض فلسطين وكلما بقي بيننا المنهزمون والمنبطحون من دعاة الانكسار والتطبيع و كلما

بقي بيننا المهرولون وراء طيف السلام !

وأقول مضيفة باختصار شديد:

لقد آن الأوان لكي نحارب العدو بشتى الأسلحة التي نمتلكها، وباختلاف أطيافنا وثقافاتنا.. كل منا ومن

موقعه الخاص بحزم وإصرار وقوة لأننا كلنا في خندق واحد.

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس