25-01-2009, 07:09 AM
|
#25
|
|
قـوس المـطر
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
|
وقالوا، إن صلاح الدين كان إنسانا قبل أن يكون سلطانا، فقد أوصى ابنه ونائبه في حلب "……أحذرك من الدماء والدخول فيها والتقلد بها، فإن الدم لا ينام…. ولا تحقد على أحد فإن الموت لا يبقي على أحد" وأين هذا من تصرف الملوك والرؤساء!!
وقالوا " إن صلاح الدين كان للوطن العربي كله، لا لمسقط رأسه فحسب، فقد كانت تكريت في العراق موطن صباه، وكانت بعلبك مسرح شبابه وفيها تعلم الفروسية، وفي دمشق أصبح مدير شرطتها، وفي القاهرة وزيرها، وللوطن العربي كله سلطانه". وأين هذا من ملوك الانفصال، ورؤساء التجزئة!!
وقالوا: إن صلاح الدين أنفق كل ما تجمع بين يديه من أموال في سبيل الجهاد، فقد "مات ولم يخلف في خزائنه إلا سبعة وأربعين درهما ناصرية، وديناراً واحداً ذهباً صورياً، ولم يخلف ملكا ولا دارا ولا عقارا ولا بستانا ولا مزرعة".
وأين هذا من كنوز الملوك، وخزائن الرؤساء؟!
وقالوا: إن صلاح الدين قد التزم في حياته الجد والبساطة، فقد عزل نائب ديوانه "حين استجد دارا في دمشق لينزل فيها السلطان وأنفق عليها أموالا كثيرة، وقال له "هذا منزل لا يصلح لمثلي أبدا".
وأين هذا من قصور الملوك والرؤساء!!
وأخيرا، قالوا، " أن جنازة صلاح الدين لم تختلف عن جنازة سائر الناس، وغطى نعشه ثوب مخطط.. ولم يسمح لأحد من الشعراء أن ينشد في رثائه. وجرى اقتراض ثمن التبن الذي بلت به الطين اللازمة لقبره. ودفن معه سيفه الذي لزمه في الجهاد".
وأين هذا من مواكب الذين ماتوا من الملوك والرؤساء!!
ذلك كان صلاح الدين. أما الملوك والرؤساء فإن المواطن العربي يعرف أكثرهم، ويعرف لكل واحد منهم أكثر من حكاية، بالقصور، بالمظالم، بالدماء، بالكنوز، بالبغضاء، بالأحقاد، بالغدر، وبالخيانة.
فما أبعدهم عن صلاح الدين، وما أبعد هاماتهم عن مواطئ أقدامه…
وما أبعد الليلة عن البارحة!!
|
|
|