الاستاذ الفاضل المشرقي الاسلامي
تحية ومودة
ربما لايمكن لكاتب ما ان يحيط بجوانب الأتقان بصورة كاملة .وهذا شأن الحياة فلا كمال مطلق ولاجمال مطلق
لكن يسعدني ان اعطيك تصوراً عن طبيعة الكتابة لديّ وكيف ومتى تكون .
من النادر ان اكتب نصاً على الورق !
وإذا ما فعلت فسادخل عند مراجعته في دوامة عدم الاستقرار على رؤية لصورة معينة أو كلمة ما وذلك لتزاحم
الأفكار وربما احياناً تتشعب مسارات النص أكثر مما رسم في ومضته الاولى من إدهاش لي على الأقل وسط
ضباب أو ظلام الحالة التي أمر بها .
لذلك اكتب النص وأرسله الى منتدى ما . وفي الغالب اعود لانقح الكلمات املائياً .فتخيل اي هاجس يدفعني
لذلك سوى المباشرة في انفاذ الكلمة والاحساس الى مداه دون التريث حتى في ما إذا كان سيصيب المبتغى
أم سيشوبه شيء من تعثر هنا وهناك .
هذا النص ربما كتبته في حالة مشطورة بين الانفعال اللحظي وبين محاولة لاسترداد كبرياء ربما دون ان يدرك الاخر
انه قد لامسه عن غير قصد .لذا كنت ولازلت لااعير اهمية للعنوان ولكن حين ادرجه بعد الكتابة اجد في جملة ما آنية
تكثيف لحالة مباشرة .وعنوان النص يكاد يكون أقرب الى حالة التيه التي كنت فيها لحظة الكتابة بين ان اكون كما اعلم
على الاقل عن ذاتي وكينونتها وبين ان اتنازل تحت تأثير ظرف ما لأبدو كأني افقد ماهيتي .
لذا كانت القصيدة ككلمة هي المرآة لكل ما كنت اشير اليه خفية أو بصورة غير مباشرة من عنفوان ونكوص
وقد تلبست الكلمة المعنيين في تكرارها .وكلمة انا هي محاولة للتوازن لي على الاقل في مباشرتها ورمزيتها .
اما قمح القصيدة فهو القدرة على الكتابة متى ما اشاء وايضا ذات القدرة على سحق السنابل حتى من غير قطاف
أو من دون رغبة حتى في ما تمثله من خصب ونماء متجدد وله الوفرة في الرمزية التي تسعى اليها جاهدة الكلمات
لتمنح الارهاصات الذاتية جواز عبور الى الطرف الاخر !
ربما ساكون مقصراً في تثبيت ما توالى من تجريد لك وبقدرة فائقة لمحتوى النص ربما لانها كانت قرائتين متتابعتين
وكانك وقفت عند الحد الفاصل مابين التداعي في الجزء الاول ومابين محاولة الثبات في الجزء الثاني الذي باشرت
في نقدك القيم له .ولست ادري أكان ذلك شعورا منك أم مصادفة أن تقف عند ذلك الفاصل !
العمل بمجمله لايختلف عما كتبت من الاعمال التي سبقته هنا أو في أي مكان آخر . هي كلمات مباشرة
حين ارسلها اشعر انها كتفتح زهرة بعيداً عن الناس وتستحم بضوء الشمس . ربما لو كانت بعد يوم من الكتابة
لشعرت انها كزهرة ارسلها وهي توشك على الذبول !
الارتجال سمة ما أكتب . لذلك في تجربتي الرائعة في هذا المنتدى وما وجدت لديك من قدرة على الايغال في مجاهل ا
الكلمات .منحتني احساساً رائعاً .على الأقل اني من خلال تحليلك أستعيد بعض تلك اللحضة التي تمخض عنها
هدير أو إنسياب لحالة منفعلة تجشمت الكلمات عناء رسمها وإن كانت في أغلبها على عجل .
قد أعود مرة ثانية الى إجابتك على محاور نقدك التي اعتقد اني قد تجاوزتها والتي اشرت بها للنص في تعقيبك الاول
لاني سأجني من ذلك غنى في تجربتي على صعيد الكتابة ومحاورة الآخر .والمثقف المتخصص على وجه التحديد
رؤية أولى لي في الرد ..وحتما ستتبعها رؤى اخرى !
تقبل مني ايها المفضال فائق الشكر والاحترام والمودة .
سلمت..حماك الله
محبتي
__________________
الفكـرة ُ..العالـية ُ..
لا تحتاجُ.. لصوتٍٍ..عـال ٍ..
|