[محى الدين]

و أعود فأقول :

زملاؤنا الذين قالوا إن مصر متواطئة مع إسرائيل في الحرب علي غزة وان الدبابات الإسرائيلية تدمر غزة وتقتل سكانها بالبترول المصري. واهمون.. فمصر لا تصدر بترولا لإسرائيل منذ عام ..2001 الحقيقة سهلة ومتاحة لمن يطلبها لكننا نتكبر ونشكك ونهيل التراب متصورين ان هذه حرية وديمقراطية.
لا أحد فكر ان يسأل نفسه هل تصدر مصر بترولا إلي إسرائيل الآن أم لا؟ مصر كانت تصدر لإسرائيل 2 مليون طن زيت خام طبقا لاتفاقيات كامب ديفيد.. الملحق الثالث في اتفاقية السلام الموقعة بين السادات وبيجين ينص علي انه يحق لإسرائيل التقدم بعطاءات.. مثلها مثل أي دولة أخري للحصول علي بترول مصر.. ويحق لمصر الاختيار بين المتقدمين للعطاء بنفس الشروط التجارية المطبقة في العالم كله.. فالذي يقدم أعلي سعر يحصل علي الصفقة.
في عام 2000 وعقب تعثر معاهدة السلام بين فلسطين وإسرائيل برعاية كلينتون. قرر الرئيس مبارك ألا تحصل إسرائيل علي بترول وتستبدله بالغاز.. فالبترول سلعة استراتيجية حيوية يمكن ان تستخدمها الآلة العسكرية الإسرائيلية أو في الطائرات المقاتلة أو غيرها.
اقنع مبارك الإسرائيليين ان مصر لديها فائض من الغاز ويمكن استخدامه في الأغراض المدنية والمنزلية وتوليد الكهرباء بطريقة أكثر نظافة.
أهمية العرض الذي طرح أنه كان يخلق سوقاً للغاز المصري في العالم. خاصة أن كثيرا من الشركات العالمية للتنقيب عن الغاز يديرها يهود.. والأهم أن فائض الغاز لا يمكن تخزينه. بل من الواجب التصرف فيه سريعاً.. الغاز لا يصلح للتخرين وهو ليس سلعة استراتيجية لأن استخدامه في المنازل وتوليد الكهرباء فقط.
الأهم من هذا أن زملاءنا الذين زعموا زوراً وبهتاناً مساهمة البترول المصري في العدوان الإسرائيلي الوحشي علي غزة عليهم أن يسألوا أنفسهم هل تأكدوا أن البترول في الدبابات مصري؟ هل للبترول المصري رائحة تميزه عن البترول القطري.. البترول يا سادة في الدبابات والطائرات التي تقصف غزة قطري 100%. معامل تكرير البترول في حيفا تعمل بالبترول القطري.. الشركة الوحيدة لتكرير البترول في إسرائيل هي شركة هوفر في حيفا وهي قادرة علي تكرير 9 ملايين طن من الزيت الخام سنويا "66 مليون برميل" وبرجا التكرير العملاقان لهذه الشركة من معالم حيفا.. الشركة يرأسها يوسي روسن ومديرها العام ياشار بن موردخاي واتفقا في عام 2007 علي أكبر صفقة توردها قطر لإسرائيل. ولولا البترول القطري كما تقول جيروساليم بوست في فبراير 2007 لتوقفت صناعة من أهم الصناعات الاقتصادية في إسرائيل.
يبقي شيء هام وهو أنه حتي لو كانت مصر تصدر 2 مليون طن لإسرائيل. فمن أين يأتي ال 7 ملايين طن الأخري؟ اسألوا عن الامدادات النفطية القطرية وزيارة وزير البترول القطري عبدالله بن حمد العطية لإسرائيل من أجل الترتيب لصفقات تصدير البترول والغاز.
علاقات قطر الاقتصادية بإسرائيل أقوي 100 مرة من علاقات مصر بالدولة العبرية رغم وجود تمثيل دبلوماسي بين البلدين.
بقي أن نحسب ما يمثله تصدير الغاز المصري لإسرائيل وما كان يمثله البترول المصري.. فكما قلت مصر كانت تصدر 2 مليون طن سنويا لإسرائيل. وإذا حسبنا مكافيء الطاقة المنتج من هذه الكمية مقارنة بالغاز سنجد أن النسبة لا تتعدي 2%.. وهي نسبة هامشية إذن ان 2% من 2 مليون طن تعني حوالي 40 ألف قدم مكعب من الغاز وهذا هو المتوسط السنوي لما تصدره مصر لإسرائيل طبقا لاحصائيات عام ..2008 لذلك نقول لا تزايدوا علي مصر.. البترول في الدبابات والمقاتلات الإسرائيلية قطري و.... ومصر أوقفت صادراتها البترولية لتل أبيب.. ثم اتعرفون من الذي حاربته إسرائيل ببترول سيناء؟ جيشنا في حرب 1973 عندما كانت الدولة العبرية تنهب ثروات سيناء وأهمها البترول دون أن يسددوا مليما واحداً!

و أؤكد ليس هذا دفاعا بقدر ما هو مطالبة للجميع بعدم الجرى وراء سراب أسمه العرب و قمة العرب