عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-01-2009, 09:21 PM   #4
صلاح الدين
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: تونس ثورة الأحرار
المشاركات: 4,198
Lightbulb

أخي الكريم.. في عبارات مختصرة هل قُسِّمت غزة فعلاً، وما العلاقة بفصائل الجهاد الأخرى في فلسطين، وانتهاء ولاية عباس ماذا أعددتم لها؟

أولاً بالنسبة لتقسيم غزة، تحدث العدو طويلاً عن تقسيم غزة إلى نصفين، وعلل ذلك أن دخول آلاته العسكرية إلى منطقة بيت ساريم هو إنجاز له في هذا الجانب. أقول لكم وبصدق عندما وضع إخوانكم خطة للدفاع عن غزة منذ أكثر من عام درسوا هذه المنطقة التي يتحدث العدو عن دخولها، وكان تقييمهم أن هذه المنطقة لا جدوى عسكرية من الدفاع عنها أو الوجود فيها، وأن من يتواجد فيها هو هدف سهل للعدو بطائراته بالدرجة الأولى، ولذلك كان قرار المجاهدين ألا يتواجد فيها أحد إلا على طرفيها بعيداً عن العدو الذي استهدف من منطقتين، والكل يعرف أن المعارك في هاتين المنطقتين شرسة والضغط على العدو من هاتين المنطقتين أيضاً كبير وأعني بذلك حي الزيتون ومنطقة المخيمات الوسطى ولهذا لم يحدث دخول العدو إلى هذه المنطقة تأثيراً أساسياً في المعركة ولا خللاً على أداء المجاهدين بفضل الله سبحانه وتعالى. يحاول العدو اليوم أن يضغط على منطقة في جنوب قطاع غزة ليحدث اختراقه ولكن صمود المجاهدين حتى اللحظة يمنعه من ذلك نسأل الله لهم الثبات والنصر والتمكين هذا ما يتعلق بتقسيم غزة.

أما ما يتعلق بانتهاء ولاية محمود عباس؛ فنحن أعلنا أنه بانتهاء ولايته لن تكون له شرعيته القيادية. أما ماذا أعددنا لذلك؛ فنحن قد قررنا أن نتعامل مع المسألة بما لا يعمق الخلافات الداخلية، لكن في المقابل بما لا يعطي لهذه الراية مبادرة ولا مكاناً ولا فرصة كي تقدم تنازلات، ولهذا أعلنا يوم أمس بوضوح أنه إذا ما انتهت ولايته فلن يتم شيء أبرمه أو اتفق عليه مع عدونا، ونحن من طرفنا سنتعامل من خلال إدارة الأمر في غزة قبل المعركة وبعدها بإدارة تخدم الناس وتقيم بينهم العدل بإذن الله سبحانه وتعالى.

وقد دعونا إلى لقاء يضم قادة قوى الشعب الفلسطيني ورجاله كي يتم بحث موضوع القيادة الفلسطينية، ولعل انتهاء هذه المعركة بنصر للمجاهدين يسهل كثيراً من الإجابات وكثيراً من التغييرات، أملين من الله سبحانه وتعالى أن يوفق في أن تتحول قيادة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية إلى من يخشى الله سبحانه وتعالى ويؤمن به ويتوكل عليه ونحسب أن أموراً كثيرة ستتغير وأن مسار هذه القضية سيتغير إلى محبه وما يرضي الله سبحانه وتعالى.

بالنسبة للفصائل الأخرى، نحن دعونا كل الفصائل للتنسيق، وشكلنا ما يمكن تسميته بغرف فتح عمليات لكي تسهل المشاركة، وتنسق الجهود، والحمد لله رب العالمين، هناك مشاركات جيدة من الإخوة في الجهاد الإسلامي، رغم محاولة البعض إحداث خلل بيننا؛ فقد اتصل محمد دحلان ببعض القياديين في حركة الجهاد الإسلامي، وطلب إليهم ألا يشاركوا في المعركة واعداً إياهم بالتدخل لدى "الإسرائيليين" بألا تقصف مواقعهم ومؤسساتهم ومجاهدوهم، وأن يكون لهم نصيب في إدارة الأمور في غزة بعد انتهاء هذه المعركة وهزيمة حركة حماس، قائلاً إن هذه المعركة ليست معركة الشعب الفلسطيني، وإنما هي معركة حماس؛ فكان أن رد عليه الإخوة بكلمة واحدة فاصلة: نحن لا يمكن أن نكون عملاء ضد المجاهدين، ونحن في هذه المعركة لسنا مع حماس فقط، بل نحن حماس في هذه المعركة، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى، وفي الميدان، تجاوز المجاهدون كثيراً من الثغرات في العلاقة، وكثيراً من السلبيات، وهم يقفون جنباً إلى جنب، ونحن حريصون على دعم كل راغب في الجهاد في مواجهة هذا العدو، طالماً أننا نرى فيه خيراً، ولهذا كثير من المجموعات التي ترفض انتماءاتنا في البعد السياسي المتواطئ مع العدو، قمنا بدعمهم ومساعدتهم؛ كي يساهموا في هذه المعركة، ونحن نسددهم، وإضافة إلى الدعم المادي؛ فأبشركم أننا قد خطونا خطوة ربما لم تكن معهودة من قبل؛ فكل فريق من هؤلاء نحرص أن يصاحبه إما داعية أو شيخ من مشايخنا؛ فيحسن التوجيه؛ ويكون إلى جانب الجهاد والقتال في المعركة والبلاء في الميدان محاولة لتصويب المسار والفهم لما يرضي الله سبحانه وتعالى، بما في ذلك بعض مجموعات في كتائب الأقصى، لاسيما مجموعات أيمن جودة. والحقيقة أن إخوانكم قد تركوا تأثيراً فيهم، حتى أنهم يعني الآن قُطع عنهم كل دعم من قِبَل أبي مازن ومجموعته في رام الله، ويهدَّدون ويُضغَط عليهم كثيراً؛ لأن من كان يدعمهم سابقاً، يعتبرهم قد ضلوا السبيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.



كلمة أخيرة ؟

أخي الكريم، ينبغي أن تعلم أنكم أحييتم معاني العزة في الأمة، ولئن اشتكى منكم عضو أو أعضاء؛ فقد تداعى له سائر أجساد الأمة المسلمة من عرب أو عجم. نحن نعتبر أن مثل هذه الأمور هي مكاسب في هذه المعركة، إضافة إلى مكاسب أخرى، المشايخ وطلبة العلم حريصون على تدوينها، وعلى الاستفادة منها، ليس لكم فقط، بل لكل مجاهد صادق.

نعم نحن نقول بكل عزة وافتخار لم يعد للإمكان اليوم الحديث عن مآثر حماس وحدها؛ فغزة كلها حماس، وإن شئت فقل فلسطين كلها حماس، بل كل الشرفاء في داخل فلسطين أو خارج فلسطين هم كلهم، من عرب أو عجم، من أسود وأبيض، بل من امرأة ومن رجل، من صغير أو كبير، كلهم حماس، وكلهم مجاهدون صادقون، لا يغمطون حماس حقها، ولا يغمطون الفصائل المقاومة،كذلك حقها، وكان بودنا أن تطلعوا على بعض مشاعر الأطفال، عندنا لتعلموا كيف يقف الناس خلفكم، وكيف يدعون لكم.



إنا ندرك أن فضل الله سبحانه وتعالى علينا عظيم أن هدانا للإيمان، والله، إن العزة التي يستشعرها إخوانكم مصدرها هذا الدين، وهذا الانتماء إلى الله سبحانه وتعالى الذي قال في محكم كتابه: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) والله لا يعلم هذه العزة منافق ولا يستشعرها ضال، إنما يستشعرها المؤمنون من أبناء هذه الأمة، ونحن والله نشعر بذلك، ونشعر أننا نقوى بأمتنا وبإخواننا، وأننا اليوم على ثغر من ثغور الإسلام، لا نقاتل فقط دفاعاً عن أنفسنا، وإنما نقاتل في مقدم أمتنا وليس نيابة عنها، لأننا ندرك أن تحرير فلسطين، إنما هو بفعل هذه الأمة مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "تقاتلون اليهود فتقتلونهم ويقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله.. (لا يقول يا فلسطيني أو يا عرب.. وإنما يا مسلم يا عبد الله) هذا يهودي ورائي تعال فاقتله" أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، هذه هي معادلة المعركة عندنا، وهذه ثقتنا وإيماننا بالله عز وجل وحسن ظننا بالله بنصره وتأييده والله سبحانه وتعالى لا يخيب رجاء عبده بنصره.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منكم وأن يعينكم وأن يوفقكم لما فيه خير هذه الأمة، وخير الجهاد على أرض فلسطين، وأن يجزيكم خير الجزاء، أن وسعتم صدركم واستمعتم لأخيكم الصغير، بارك الله فيكم حفظكم ورعاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



الشيخ ناصر العمر:

السلام عليكم، يا شيخ، الحقيقة أنا لا أستطيع أن أعبر أكثر مما عبر أخي الشيخ، وما تفضلتم به، ولكن أريد الإشارة إلى نقطة أشرتم إليها، وأشار إليه الشيخ في حديثه، كل بلد يعبر بطريقته المناسبة عن الظرف، ومن أعظم ما نراه نحن الآن في بلاد الحرمين في المملكة العربية السعودية، هو ما يتعلق بالقنوت في المساجد؛ فهي تضج صباحاً ومساءً في آخر الليل بالدعاء لكم، الشيوخ والصغار والكبار، لو تسمعون كيف يدعو الناس في الرياض وفي غيرها وفي مكة وفي المدينة وفي كل مكان، يدعون لكم ويرفعون أيديهم بالدعاء، من هؤلاء الشيوخ والكبار والصغار والرجال والنساء، والله سبحانه وتعالى لن يخيب ظنهم، نعم والله جل وعلا قادر على نصركم، ولكنه يبتلي من عباده (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) (محمد:4-6)، نعم (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) (آل عمران:141)، فأبشروا، إخوانكم الآن في كل المساجد، بل في كل الأوقات وبالذات في وقتي المغرب والفجر، الشيوخ والناس في سجودهم أفراداً وكباراً كلهم يتضرعون إلى الله، أحببت أن أشير إلى هذه النقطة المهمة في التعبير عن بعض ما يمكن لنصرتكم، وحقكم أكبر من ذلك، لأننا نتكلم عن الأمة، لا نتكلم عن جماعة، ولا عن حزب، وإنما نتكلم عن معركة شرسة بين هذه الأمة العظيمة وبين أعدائها المخذولين بإذن الله فأبشروا وأمّلوا وسترون النصر (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (الروم:60).



( انتهى الحوار )
__________________

صلاح الدين غير متصل   الرد مع إقتباس