عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-01-2009, 09:17 PM   #3
صلاح الدين
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: تونس ثورة الأحرار
المشاركات: 4,198
Smile

أخي الكريم، هناك تخوف ممن يشاركونكم الهم ، هذا التخوف من أطراف عربية تسعى من خلال المفاوضات إلى ترتيبات معينة مثل المبادرة المصرية الفرنسية. ما رأيكم في ذلك؟

لا شك إخواني الكرام أن التخوف من المشروع العربي أمر وارد، وهو حاصل، ولعلي أشرت في حديثي أن كل الجهود حتى الآن تتجه في اتجاه فرض شروط العدو وأخذها بعين الاعتبار. والبعض يبرر ذلك بأن الأمة ضعيفة، وأننا لا نستطيع أكثر من ذلك، ونحن نقول لهم إن المجاهدين في أرض الميدان مستعدون بإذن الله سبحانه وتعالى للصمود والثبات، ونحن واثقون في ذلك، ولكم أن تثقوا في الله عز وجل، كما يثق هؤلاء المجاهدون وأن تصمدوا في السياسة ولو يسيراً حتى يتراجع عدونا. هذا القرار موجود فلذلك نحن نرجو أن يكون للعلماء قولهم في هذا الجهد. في هذا السياق أود أن أتحدث عن المبادرة المصرية فأقول التالي : حقيقة أيها الإخوة المبادرة المصرية وُضعت بعد تشاور مع الجانب الفلسطيني الذي تشاور مع عدونا فيما يحقق له المصلحة.

إني أقولها لكم وبصراحة إن هذه المبادرة تخدم العدو ولا تخدم مجاهدينا في أرض المعركة وقد ناقشنا الجانب المصري في تفاصيلها فكان الكلام واضحاً على النحو التالي: إن وقف إطلاق النار لمدة قصيرة يعني وقف المقاومة وهذه المدة القصيرة ليست للاستعداد ولا للإعداد، وإنما كي يكون هناك تفاوض مع العدو مباشر من طرف أبي مازن أو غير مباشر بالوكالة عنا، ويهدف هذا التفاوض إلى مسألتين:

الأولى: تحقيق وقف طويل المدى للمقاومة لا يقل عن عشر سنوات.

والثانية: أن هذه المفاوضات للتسوية وصولاً إلى أي اتفاق يتفق عليه الفلسطينيون والصهاينة وقد ناقشنا ذلك معهم وكان هذا النقاش قبل إعلان المبادرة، وقلنا إن هذه المبادرة تضر بمصالحنا وتضر بالمجاهدين وتضر بالمقاومة كان الرد واضحاً إن الرئيس المصري سيعلن هذه المبادرة بغض النظر عمن يقبلها أو يرفضها وبغض النظر عما تقولون فهذه المبادرة سيتم الإعلان عنها وأنتم إن لم تستجيبوا لها فهذا سيضر بكم في صيغة من التهديد . فكان جواب إخواننا : لكم أن تعلنوا ما تشاؤون إذا لم تسمعوا هذا فنحن نقول لكم إننا لن نقبل ذلك وسنرد ذلك وميدان الجهاد هو الذي سيحدد إن كانت هذه المبادرة سيكتب لها النجاح أو يكتب لها الفشل ولا نحسب أن المجاهدين سيأخذون بها.

المسألة الثانية أيها الإخوة في المبادرة المصرية أن وفد وزراء الخارجية العرب الذين ذهبوا إلى مجلس الأمن الدولي ورغم إدراكنا أن مجلس الأمن الذي تؤثر فيه وتقوده الولايات المتحدة لن يخدم مصالح هذه الأمة ولن يدافع عن المجاهدين فيها فقد كان أساساً في قتال المسلمين تحت عنوان الإرهاب ومكافحة الإرهاب ورغم إدراكنا لكل ذلك فقد فوجئنا وفوجئ وزراء الخارجية العرب أن وزير خارجية مصر يطرح مبادرة خاصة بمصر غير المبادرة العربية التي توافق وزراء الخارجية على طرحها ويطرح ذلك مفاجئاً لهم ودون اعتبار للموقف الذي اتفق عليه وهذا دفع الكثيرين للسؤال عن تأثير ذلك وإحداثات ذلك على الموقف العربي وعلى الدور العربي وعلى هذا الجهد الذي يُبذل وعما إذا كان المطلوب جهداً يضعف المجاهدين ويحبط قدرتهم ويحبط موقفهم، كذلك أيها الإخوة هذه المبادرة في مضمونها الحقيقي هي طلب من المجاهدين كي يعلنوا الاستسلام وليس دعماً للمجاهدين، لكننا هذه المرة سنظل بإذن الله صامدين في ميدان الجهاد وهذا الجهاد لن يوقفه كل بيان وكل موقف أو أي موقف وأي بيان لا ينحاز إلى المجاهدين ولا ينحاز إلى جهادهم ولا ينحاز إلى حقهم وقضيتهم.

أما ما يتعلق بدخول آخرين على الخط؛ فأنا أقول لكم وبكل صراحة فقد قلنا للكثيرين ممن سألوا هذا السؤال: نحن لا نريد من أحد دعماً أو إسناداً بقتال أو معركة هنا أو هناك بل إننا نريد من أمتنا الدعم المادي والمعنوي وأنا أعدكم أننا لن نسمح أو سنبذل كل جهد ممكن. ونرجو أن تكون أمتنا معنا في ذلك وأن تبذل الجهد في ذلك إلى جانبنا لا نفرح بأن يقترف هذا النصرَ وأن يقترف هذا الجهاد وهذه التضحيات أحد لا نثق به ولا نعتمد عليه ولعلي هنا أقول إننا نرجو أن يكون العلماء والمشايخ هم ومن يوافقهم من السادة والقادة إلى جانب هذا الجهاد على أرض فلسطين لأننا نرجو أن يكونوا شركاء معنا في هذا النصر إن شاء الله تعالى كما كانوا شركاء في دعم هذه المقاومة منذ أن انطلقت ولله الحمد والمنة.



ماذا تقترحون علينا في دعم القضية سوى الأشياء المعتادة والتي تزيد في عزائمكم ومن جانب آخر توهن أعداءكم؟ وإلى ذلك، كيف تقييمكم لمبادرة اتحاد العلماء التي زارت عدداً من القادة؟

أولاً أخي الكريم وإخواني الكرام، نحن نحسن الظن بأمتنا، ونعرف من يسأل سؤال الحريص، ومن يسأل سؤال المشكك الطاعن في الجهاد، ونعلم أن علماءنا الكرام وهم يسألون ويتحققون أن هذا من دافع حرصهم على سلامة المسيرة وصواب المنهج، وهذا من فضل الله، أن هذه الأمة بخير وأن علماء هذه الأمة لا يزالون يحرصون على صواب المنهج وسلامة المسيرة، وهذا أمر نحمد الله سبحانه وتعالى عليه؛ فنحن لا يسرنا كثيراً أن يختل المنهج وأن نضل الطريق مهما كانت الإنجازات التي تتحقق وإنما ما يسرنا ويسعدنا أن يكون المنهج على خير وعلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى. ذلك أن غاية ما نرجو في هذه الدنيا أن يرضى الله عنا، وأن يكتب لنا الأجر وأن يرحمنا يوم نلقاه؛ ولهذا نحن نقدر أن سؤال العلماء في هذه المسألة هو للتثبت من جهة، وللنصح من جهة أخرى، وللرد والدفاع عن المقاومة والجهاد على أرض فلسطين من جهة ثالثة.

أما ما يتعلق بدور العلماء والمشايخ وأبناء أمتنا في دعم المجاهدين؛ فالحمد لله لم تقصر هذه الأمة معنا، لكننا إذ نطلب من علمائنا الكرام مزيداً فإننا نقتدي بما قاله أهلنا الطمع في الأجاويد كما يقال عندنا في فلسطين، ونحن نطمع بالعلماء وفضلهم؛ فإن هذا يعني مدعاة فخر أن العلماء هم من يدافعون عن هذا الجهاد على أرض فلسطين نحن هنا نعني نرجو من إخواننا العلماء الاعتناء بمسألتين:

المسألة الأولى: تحريض هذه الأمة على دعم الجهاد فقولهم وفعلهم له مكان مؤثر بين الناس، وأنا أذكر فيما أذكر أخانا الشيخ نزار ريان أحسبه شهيداً عند الله سبحانه وتعالى، هذا الرجل الذي أفتى بعدم جواز الهروب من البيوت تحت وطأة التهديد، وهو الذي دفع الناس لمواجهة المشروع "الإسرائيلي" قبل أربع سنوات، كان "الإسرائيليون" يتصلون ببيت من البيوت لتحذير أصحابه بأن البيت سيقصف بعد ربع ساعة أو نصف ساعة ويطلب منهم الفرار من البيت؛ فيفر أهل البيت، ثم يقصف البيت؛ فتصدى لذلك داعياً أبناء شعبه ليشكلوا رداً على هذا ويحتشدوا في البيوت؛ فيحرقها كيد العدو هذا الرجل عندما طُلب إليه أن يغادر بيته رفض ذلك قائلاً إن من يفتي للناس عليه أن يلتزم هو أولاً بفتواه، وكان دفع لذلك ثمناً ربما يعتبره البعض باهظاً، لكننا نرجو أن يكون ذلك شاهداً من شواهد صدقه مع الله سبحانه وتعالى. إذن تحريض الناس تحريض الأمة على الجهاد أمر مطلوب، وعلى دعم ونصرة المجاهدين أمر مطلوب، ونرجو أن يشدد عليه في هذا الوقت خاصة وأن عدونا يراهن على الزمن كي تضعف عزيمة الأمة وكي تتراجع.

أما المسألة الثانية التي نرجوها من العلماء فهي الحديث مع أولي الأمر بألا يتركوا هذه الحركة وهذا الجهاد على أرض فلسطين ليستفيد منه غير الصالحين، وألا يتركوا هذا الجهاد على أرض فلسطين كي يزايد فيه البعض أو يزايد عليه البعض وألا يتركوا المجاهدين في الميدان وحدهم وأن يكونوا إلى جانبهم وأن يتجاوزوا كثيراً من الضغوط وأن يتجاوزوا كثيراً من النميمة التي تقال لهم في أسرة السياسة الدولية حول الحركة والمجاهدين وقد ثبت بالواقع أن ما يقال في السياسة الدولية هو تحريض يهدف إلى دعم الكيان الصهيوني وليس حرصاً على الأمة. هذا الأمر أصبح أكثر إلحاحاً وأصبح مطلوباً أكثر اليوم، ذلك أن البعض من أبناء أو من قادة هذه الأمة ورجالاتها لا زال ينظر إلى الأمور نظرة في غير موضعها، نرجو أن يسدد العلماء وأن يصوب العلماء ذلك وألا يُترك المجاهدون في الميدان واحذروا من التضليل. نحن نعلم أن الناصر والمعين والمغيث هو الله سبحانه وتعالى، ونحن لا نرجو شيئاً إلا من الله سبحانه وتعالى هو حسبنا لكننا أيضاً نحسب أن هذه الأمة هي جزء من عدة الجهاد والمواجهة مع عدونا، وهي أمة جعلنا الله سبحانه وتعالى جزءاً منها (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) ولسنا بصدد أن نتبرأ من أمتنا أو نخرج على أمتنا أو أن نسيء الظن فيها، ونحن نرجو من علمائنا أن يقفوا معنا.

هاتان مسألتان أساسيتان فضلاً عما تفضلتم وأشرتم إليه من عمل يتم بشكل دائم من دعم للمجاهدين وتوفير لمقومات هذا الدعم، وأنا أقول لكم بصدق أيها الإخوة، المقاومة والجهاد على أرض فلسطين مما منَّ الله به علينا فهذا الجهاد إنما يرتبط بالأمة، وهي التي تسنده، والأمة لا تقصر ولا تبخل؛ فكل فعل يجري اليوم على أرض فلسطين هناك ثواب فيه لكل من قدّم ذلك؛ فهذا هو فعل هذه الأمة وبلاء هذه الأمة.

أما مبادرة اتحاد العلماء؛ فنحن نشكر لهم ذلك؛ فالتعبير عن دور العلماء في هذه الأمة لابد أن يكون واضحاً، وإن كنت أتمنى أن يزداد ضغط العلماء على أولي الأمر وعلى صانعي القرار؛ لأن كثرة الإلحاح تحقق النتيجة وربما تعادل شيئاً كثيراً من الضغوط السياسية ضد هؤلاء القادة، ولا شك أن القادة سمعوا كلاماً واضحاً من العلماء نرجو أن يترك أثره لكنني أرجو أيضاً أن يتابع العلماء هذا الجهد بأشكال ووسائل مختلفة دعماً لهذه المبادرة وتأكيداً لها وأيضاً دعماً للجهاد والمقاومة على أرض فلسطين ولا شك أن دعوة اتحاد العلماء لجعل يوم الجمعة يوماً لنصرة المسلمين هي دعوة طيبة نرجو أن يبذل كل قادر جهده لإنجاحها وأن تتواصل هذه النصرة حتى يكتب الله سبحانه وتعالى لنا الفرج والنصر إنه ولي ذلك والقادر عليه.


( يتبع )
__________________

صلاح الدين غير متصل   الرد مع إقتباس