عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-01-2009, 09:14 PM   #2
صلاح الدين
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: تونس ثورة الأحرار
المشاركات: 4,198
Post

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية لكم من أعماقنا ومن أرض الحرمين ومن عدد من العلماء والدعاة وطلبة العلم ونرجو أن تصل هذه التحية المعطرة إلى كل الشرفاء المناضلين عن قضية من أبرز قضايانا وهي قضية فلسطين كان الله في عونكم وشد من أزركم ونصركم على عدوكم، نصركم نصر للأمة ونحن نهنئكم على النصر القادم بإذن الله والذي باتت تلوح بوادره كما نهنئكم على هذا النصر القائم الآن من الثبات والصمود والمقاومة . أخي الكريم إن تحرير الرايات مطلب ، وتمايز الصفوف وجمع الكلمة من الأهمية بمكان ، نوصيكم بالصبر والتقوى .وقد سرّنا ما سمعنا من كلمات تؤكد هذه المفاهيم.

ثمة عدد من الأسئلة أرجو أن يتسع الوقت لها أنقلها لك نيابة عن عدد من الإخوة والمشايخ.




أخي الكريم، يُخشى أن يفعل اليهود في غزة من القصف والتهجير مثل ما فُعل في نهر البارد في لبنان فهل هذا وارد وما هو الواجب الذي ترونه تجاه هذا إن كان وارداً؟

الحقيقة أن العدو ظن أنه بالقصف سيضعف من عزيمة المجاهدين أو يدفع الشعب للانقلاب على المجاهدين لكن بفضل الله سبحانه وتعالى امتص إخوانكم الضربة الأولى ثم مضوا في طريقهم ، رفعوا علم الجهاد والتف الشعب حولهم . ولذلك يشدد العدو قصفه الآن لأبناء شعبنا العزل لكي يضغط على المجاهدين . وأشير هنا إلى أنهم يرتكبون من الحماقات والجرائم ما لا يظهر في وسائل الإعلام وأضرب لهذا مثلين سريعين : أولهما ما قاموا به من قتل الأطفال في مدينة بيت حانون والصور التي بثتها وسائل الإعلام هي برصاص أصيب به الأطفال في صدورهم وهم نيام عشرات من الأطفال قتلوا وهم نيام في فرشهم وسط بيوتهم والهدف من ذلك هو الضغط على المجاهدين فالقتلى هم إما أبناء المجاهدين أو من أقاربهم و أهليهم، المسألة الثانية قصف المدرسة والتي احتج العدو بأن المجاهدين يطلقون صواريخهم منها على العدو ورغم تكذيبنا لذلك فإن الله سبحانه وتعالى قد فضحهم وتبين كذبهم إذ أعلن في الأمم المتحدة أن أياً من المجاهدين لم يكن يتواجد لا في المدرسة ولا في قربها ولا حتى في محيطها ولم تكن هناك عمليات حربية في هذا المحيط وأن قصف هذه المدرسة إنما تم عن قصد . وحتى الآن سبعمائة بيت هدمت في غزة وأكثر من خمسمائة بيت تضررت في غزة وما زالت المسألة تتواصل . نحن نرجو أن يرتفع الصوت عالياً عن حرمة الإسلام وحرمة المسلمين ودمائهم وأعراضهم وأقول لقد فوجئ عدونا بردة فعل هذه الأمة ونحن في اتصالاتنا السياسية ندرك ذلك كثيراً فقد رأى المؤامرون أن تمر المسألة في أسبوعها الأول دونما تحرك من هذه الأمة وقد يتم إنجاز هذا الأمر في هذا الأسبوع لكن فاجأهم صمود المجاهدين وثباتهم بفضل الله سبحانه وتعالى في أرض المعركة . وعندما نسأل المجاهدين عما يحتاجونه فوالله إن كل ما يقولونه هو : نرجو أن تدعوا لنا أن يثبتنا الله وأن تسألوا كل صالح في هذه الأمة أن يعيننا بالدعاء فلا نرجو إلا رحمة الله وتأييده ونصره .



أما المفاجأة الثانية لعدونا فهي تحرك الأمة من اليوم الأول وبعضهم يقول لنا صراحة إننا ندرك أن موقفكم هذا يزداد قوة بتفاعل الأمة معكم لا سيما عندما يتكلم العلماء الأعلام في هذه الأمة ووالله إننا نكتشف أن تأثير خطاب العلماء الذي ربما يستهين به البعض في عالم السياسة هو أشد على عدونا من حديث كثير من الساسة وذلك أن عدونا يدرك ما هو دور العلماء وما هي مكانتهم لهذا نحن سندافع عن أرضنا وحقنا وشعبنا وأهلنا فإننا نرجو أن يشاركنا أبناء الأمة في الدفاع عن ذلك قبل أن تحل الكارثة فهذا عدو لا يرقب في مؤمن إلاًَ ولا ذمة ولعله مع يأسه وفشله كل يوم يلجأ أكثر إلى مزيد من القتل والمجازر أكثر مما فعل.



بارك الله فيك، سمعنا في أخبار اليوم أن صواريخ الكاتيوشا أطلقت من جنوب لبنان.. ما هي آثار هذه الصواريخ على العدو وهل هي من جهات يمكن أن تغير النصر لصالحها؟

في الحقيقة حتى اللحظة نحن لا زلنا نتقصى الأمر لنعرف من هي الجهة التي ربما تقف وراء إطلاق الصواريخ وأطمئنكم أن من يطلق الصواريخ بغض النظر عن رغباته وأهدافه فإننا بإذن الله سبحانه وتعالى لا نقبل أن يغير صمود المجاهدين وصبرهم وجهادهم وتضحيتهم في صالح راية غير الراية التي نحمل ونؤمن أن الجهاد تحت لوائها فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. نعم نحن نسعى لتحرير أرض فلسطين لكن لا نفعل ذلك لا على عصبية ولا لانتماء لعرق ولا لجنس ولا لقوم وإنما نفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى ولو كان فعلنا هذا لمنفعة في الدنيا فإن الذي يريد هذه الدنيا لا يقبل أن يُقتل فإن ذلك يفوت كل المنافع.

أما مدى تأثير ذلك على عدونا فأصدقكم القول إن العدو يقلقه أن يفعل أي أحد من أمتنا شيئاً ضده في هذه المعركة فهو يريد أن يظهر العمليات وكأنها فقط ضد حركة حماس وضد المجاهدين على أرض فلسطين ولهذا فالعدو يؤلمه ويؤذيه أن يتحرك احد من أبناء هذه الأمة بمقاومة ومدافعة . ولا شك أن معرفة الفاعل تزيدنا اطمئنانا لكننا على أية حال تعالى سنجعل من ذلك بعون الله فائدة ومنفعة للمجاهدين وليس ضرراً عليهم أو على قضيتهم.



أخي الكريم، المشايخ الأكارم يقومون بالدفاع عنكم في هذه القضية وبتأكيد تحرير الرايات. ما المعطيات التي من الممكن أن تزيدونا بها طمأنينة في مثل هذه القضية؟

إخواني الكرام بمناسبة الحديث عن الراية التي لا بد أن تكون واضحة أقول أولا : إننا ونحن نمارس الجهاد والمقاومة ونمارس السياسة أيضاً لم نغفل قضية نعتبرها الأصل ونعتبرها الأهم وأعني بذلك قضية الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وتربية الجيل على طاعة الله سبحانه وتعالى وعلى العقيدة الصحيحة . ولولا فضل الله علينا بذلك لما ثبتت الصفوف ولما قاوم المجاهدون ولما تواصل الجهاد ، ذلك أن الذي يفضي إلى هذا الصبر والمصابرة في الميدان إنما هو عقيدة راسخة تربط الإنسان بالله سبحانه وتعالى ولا تربطه بأشخاص في قيادة أو بقرار في تنظيم . وأعتقد أن هذه المسألة وأعني بها التربية الصحيحة وربط الإنسان بالله وقوة العقيدة هي التي تعصم المجموع من الوقوع في الزلل حتى ولو أخطأ البعض في هذا المجموع فإن مجموع المجاهدين سيكونون عوناً إلى رده إلى جادة الصواب ، هذه هي المسألة الأولى.



أما المسألة الثانية فنحن واضحون في كل علاقاتنا إن أي علاقة هي علاقة سياسية وإننا لا نقبل أن تتجاوز علاقاتنا هذه الحدود إلا مع من يحمل عقيدتنا ونطمئن إليه في هذا ويطمئن إلينا ولا تأمنوا إلا لمن تبع دينكم، فنحن لا نأمن إلا لهؤلاء لكنني أقول وفي المقابل أيها الإخوة إن الباب مفتوح لمن يشاركنا في جهادنا وصبرنا وبلائنا وانتصارنا أيضاً .. كل من نثق في دينه وعقيدته من أبناء أمتنا، نحن نعلم أن ضغوط السياسة قد لا تتيح للبعض أن يقف موقفاً واضحا ونعلم أن حسابات السياسة وربما حسابات المصالح العامة قد لا تسمح له أن يقول ما يعتقده وما يؤمن به لكننا هنا وفي هذه المعركة وفي ظل هذا التجاذب الذي تعيشه أمتنا ويعرفه علماؤنا نريد تضحية أيضاً في هذا الجانب بالوضوح وضوح الوقوف إلى جانب المقاومة وإلى جانب حركة حماس وإلى جانب المجاهدين في فلسطين حتى لا يُترك الأمر إلى مزايد . ونحن لا نملك ضبط المزايدات ولا منعها بغض النظر عمن يقوم بها ومدى قربه أو بعده . لكننا ندعو إخواننا ممن نثق بهم من هذه الأمة أن يقفوا موقفاً صريحاً وواضحاً لا يقف عند حد التأييد بل إعلان التأييد والتأكيد عليه فنحن من هذه الأمة وندرك أننا لن نعتز إلا بدين الله سبحانه وتعالى وأن الأساس في ذلك تمام العقيدة وصوابها .

ثالثا : أود أن أشير أيها الإخوة إلى أمر هام يدركه بشكل واضح كل من يشاهد ما يجري في فلسطين . لكم أن تعرفوا أن غزة وحدها قبل أربعين عاماً لم يكن فيها سوى بضع عشرات من المساجد أما غزة اليوم ففيها أكثر من ألف وثمانمائة مسجد يعمرها الناس بالعبادة ويقوم عليها خيرة من العلماء الأفاضل الذين درسوا على أيدي مشايخ هذه الأمة وعلمائها ويعلّمون الناس دينهم وهذه هي القاعدة عندنا ومن أحب أن يرى ذلك فإنني أسأل الله عز وجل أن يفتح علينا قريباً وأن يفتح هذه الحدود ليأتي العلماء ويروا ما هو الخير الذي يعيش عليه إخوانكم بفضل الله سبحانه وتعالى.



( يتبع )
__________________

صلاح الدين غير متصل   الرد مع إقتباس