عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-01-2009, 05:25 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

يتبع..
إنّ الحرية هي حرية القلب من سلطان الأهواء، وغلبة الذنوب، وقهر المطامع الرخيصة، وذل المناصب والألقاب التي أتتهم بغير رصيد.


يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه: "أَمَتُّ مطامعي فأرحتُ نفسي فإنّ النفس ما طمعت تهون والقلب المشغول بالمعاصي قلب مسترق، لا تدعه المعاصي وحيدًا بغير أن تشغله بأخواتها، وتحبب إليه الفجور الذي فيه هلاكه وضياعه وضياع من معه".

يقول الإمام ابن القيم: "تزوجت الحقيقة الكافرة بالبدعة الفاجرة فتولد منهما خسران الدنيا والآخرة".

وقال شيخه ابن تيمية: "تزوجت بدعة الأقوال ببدعة الأفعال، فاشتغل الزوجان بالعرس، فلم يفجأ المسلمين إلاّ أولاد الزنا يعيثون في بلاد الإسلام، تضج منهم البلاد والعباد". [مدارج السالكين 1/175].

ومن هذا المنبت الخبيث تأتي الثعالب وتتوالد الخفافيش، الخفافيش التي يقتلها دائما النور، ويُحييها الظلام، فلا تفتأ تتخابث وتمكر، استكبارًا في الأرض، وعبثًا بالحق، واستمتاعًا برضاب الآثمين، ومثلها إن مُكِّن لها ـ ولا يكون إلاّ عن غفلة من الأمة وتقصير ـ لا يخرج منها إلاّ الرخيص من الأفعال، والساقط من منكر الأقوال وزورها، ممّا يُفسد على فريضة التحريضِ عملها، ويُبْطِلُ سعي المُحَرِّضين في تحريضهم.

فليس يصلح عليها التَلّبُسُ بشيء من مسكرات الفنون، ومخدرات العصبيات التي بالغوا فيها حتى استنبتوا بها في الأمة كل مسترذل ومستقبح، وفضحت به المعالم، وسقطت الأقدار.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه: «المنافقون ليس لهم همٌّ إلاّ أنفُسهم، أجبنُ قومٍ وأَرغبُه، وأخذلُه للحق». [رواه الترمذي، (3279)، وصححه الألباني في صحيح جامع الترمذي، (3008)].
نُعيذ أمتنا بالله أن يكون فيها من يرضى لنفسه بالهوان، "فإنّ شرَّ النّاس من ينصرُ الظلومَ ويخُذلُ المظلوم" فاحتسبوا أنفسكم أيّها المسلمون جميعا على الله، لاتحرموا أنفسكم شرف الشهادة بطلبها، وأخذ الأهبة لها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "كرُم المؤمن تقواه، ودينُه حسَبُه، ومروءتُهُ خُلُقُه، والجبانُ يَفِرُّ عن أمه وأبيه، والجريء يقاتل عما لايؤوب به إلى رحله، والقتلُ حَتْفٌ من الحُتُوف، والشهيد من احتسب نفسه على الله".

{فاتقوا الله وأطيعون (150) وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ} [الشعراء: 150ـ 152].


صدر عن جبهة علماء الأزهر


السادس من المحرم 1430هـ
الموافق 3 من يناير 2009م
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس