الموضوع
:
تأويل سورة ويل للمطففين
عرض مشاركة مفردة
11-12-2008, 12:25 PM
#
7
جمال الشرباتي
كاتب إسلامي مميز
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 639
قال الطبري رحمه الله
القول في تأويل قوله تعالى :
وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ
(30)
وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ
(31)
وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ
(32)
وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ
(33)
.
<
يقول تعالى ذكره: وكان هؤلاء الذين أجرموا إذا مرّ الذين آمنوا بهم يتغامزون؛ يقول: كان بعضهم يغمز بعضا بالمؤمن، استهزاء به وسخرية.
وقوله: (
وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَاكِِهِينَ
) يقول: وكان هؤلاء المجرمون إذا انصرفوا إلى أهلهم من مجالسهم انصرفوا ناعمين معجَبين.
----------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقد كان بعض أهل العلم بكلام العرب يفرق بين معنى فاكهين وفكهين، فيقول: معنى فاكهين: ناعمين، وفكهين: مَرِحين. وكان غيره يقول: ذلك بمعنى واحد، وإنما هو بمنـزلة طامع وطَمِع، وباخل وبخل.
قال الطبري رحمه الله
وقوله:
( وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ
) يقول تعالى ذكره: وإذا رأى المجرمون المؤمنين قالوا لهم: إن هؤلاء لضالون عن محجة الحقّ، وسبيل القصد (
وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ )
يقول جل ثناؤه: وما بعث هؤلاء الكفار القائلون للمؤمنين (
إن هؤلاء لضالون )
حافظين عليهم أعمالهم. يقول: إنما كُلِّفوا الإيمان بالله، والعمل بطاعته، ولم يُجعلوا رُقباء على غيرهم يحفظون عليهم أعمالهم ويتفقدونها.
****************
قال الطبري رحمه الله
القول في تأويل قوله تعالى :
فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ
(34)
.
يقول تعالى ذكره: (فَالْيَوْمَ ) وذلك يوم القيامة ( الَّذِينَ آمَنُوا ) بالله في الدنيا ( مِنَ الْكُفَّارِ ) فيها ( يَضْحَكُونَ ) .
------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
القول في تأويل قوله تعالى :
عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ
(35)
هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
(36)
.
( عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ
) يقول: على سررهم التي في الحجال ينظرون إليهم وهم في الجنة، والكفار في النار يعذّبون.
---------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقوله: (
هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
) يقول تعالى ذكره: هل أثيب الكفار وجُزُوا ثواب ما كانوا في الدنيا يفعلون بالمؤمنين من سخريتهم منهم، وضحكهم بهم بضحك المؤمنين منهم في الآخرة، والمؤمنون على الأرائك ينظرون، وهم في النار يعذّبون.
و
( ثُوِّبَ )
فعل من الثواب والجزاء، يقال منه: ثوّب فلان فلانًا على صنيعه، وأثابه منه.
------------------------------------------------------------------------
آخر تأويل سورة ويل للمطففين
__________________
مؤسس ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb/
جمال الشرباتي
عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو
إيجاد المزيد من المشاركات لـ جمال الشرباتي