معظم التوقعات أظهرت أن النقود التي تغادر افريقيا كل سنة الى البنوك والصفقات في الغرب، هي ضعف حجم النقود التي تدخل افريقيا. الحقيقة هي أن الكثيرين من القيادات الافريقية السياسية والاقتصادية تنهب أممها وتضع المنهوبات في مأمن العالم الغربي.
كذلك الحرب التي تقاتلت فيها اثيوبيا واريتريا قبل بضع سنوات كلفت أربعة مليارات دولار. قبل ذلك كانت اثيوبيا منغمسة في حرب اوغادين وتيغراي، هذا دون الحديث عن حرب تحرير اريتريا التي دامت لعقدين.
في حالة أنغولا، التي تحتل الموقع الرابع بين الامم الافريقية المصابة بالمجاعة، فالبيان جلي ايضاً. ففي العقود الثلاثة الماضية حصلت انغولا على دخل من صادرات نفطها وماسها يساوي مائة مليار دولار، وهو ما يكفي لجعلها من أغنى دول القارة. لكن نصف سكان البلاد يجدون أنفسهم الان على حافة المجاعة. السبب؟ حرب أهلية طويلة انتهت في العام الماضي فقط، وحكومة متعارف عليها دولياً كمدمنة سرقة.
الحرب والفساد هما أساس مجاعات دول اخرى من موريتانيا حتى السودان مروراً بليبريا وزمبابوي. في زيمبابوي، استولى الرئيس روبرت موغابي على الارض من المزارعين البيض ومنحها لزمرته، وبذلك دمر عن سبق اصرار القطاع الزراعي الذي كان ينتج نصف كمية الغذاء للامة.
تبعاً لمنظمة الغذاء والزراعة (فاو) فإن افريقيا الان اكثر قابلية للمجاعة عما كانت علية قبل جيل مضى، عندما كانت القارة جزئياً تحت الاستعمار.
منذ 1960 خفضت اسيا من احتمالات المجاعة في بلدانها من نسبة 43% الى اقل من 13%. أما في دول افريقيا المعنية فأن النسبة قد ارتفعت من 18% الى 38%.
المجاعة ليست فقط ظاهرة طبيعية، انها النتيجة الحتمية لسياسات تسلطية ولانظمة فاسدة لا يمكنها البقاء بدون حروب واضطهاد داخلي. قبل الطعام تحتاج افريقيا الى الحرية، فحيث توجد الحرية لا توجد مجاعة.
تقبل مروري أخي قوس المطر
__________________
Just me
|