عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-11-2008, 10:38 PM   #19
هـــند
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: May 2008
الإقامة: بلاد العرب
المشاركات: 4,260
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة jasmine-36 مشاهدة مشاركة
هنودتي المتألقة

موضوعك جميل جدا لأنه يطرح إشكالية فلسفية يصعب الإمساك بها لأن حقيقة المفهوم تتلون تبعا للمنظومة القيمية التي تحكم

كل مجتمع على حدة.

وبما أننا نعيش في مجتمع ديمقراطي فإن حرية الرأي فيه تتخذ أشكالا متعددة غير أنها لا تخرج عن إطار القمع

والتعنيف والسلطوية ولكي تتضح الصورة أكثر يمكن تقديم الخلطة السرية التي تربينا في كنفها ورغم أننا درسنا وتعلمنا قواعد

جديدة أو لنقل بديلة عن سابقتها فإننا فشلنا في تبنيها لكوننا نهلنا من معين الخلطة الأولى فصعب علينا التخلص منها وقد

أذهلتني صراحتك وزادتك قدرا في عيني لجميل صدق القول الذي توسمته فيك حين ذكرت بأنه ينتابك شعور استبدادي في

لحظات تريدين من خلالها ممارسة السلطة على الآخر لتكريس رأيك وهذا أمر طبيعي جدا

لأننا كلنا نعيش نفس الحالة فقد نشأنا على قواعد الخلطة السرية التي سألخصها لك فيما يلي من خلال تجربتي المتواضعة

في الحياة

منذ طفولتي المبكرة تلقيت تربية لا تعترف بوجود الأنا ككائن له رأيه الخاص فقد تعودت أن أتلقى الأوامر من لدن والدتي

وتنفيدها بالحرف الواحد دون نقاش، وإن تجرأت وأبديت رفضي لرأيها قابلتني بالعنف فلا رأي بعد رأي أمي وقبل الانتقال

إلى المدرسة أخبرني والداي في المنزل أنني سأصبح تحت إمرة رجل يدعى المعلم فيا ويلي إن تجرأت عليه في شيء فانتقلت

السلطة القمعية من يد الأم ليتسلمها فريق من الأساتذة حتى الوصول إلى أسلاك التخرج، وكلهم يمارسون سلطة لا يسمحون

فيها بتجاوز الخطوط الحمراء بمعنى أنني كطالبة ملزمة إلزاما إجباريا أن أتبنى وجهة نظر الأستاذ وإن كنت لا أستسيغها،

وكم من الجدالات الكلامية العنيفة التي أوقعت عددا من الطلاب في الرسوب أو الطرد بسبب إبداء آراء معارضة لآراء

أساتذتهم! إنه لأمر مخز

فإذا كان المثقف العربي يرفض الرأي المعارض لفكره بمعنى أنه غير قادر على التخلص من ترسبات الماضي القريب ـ أقصد

الخلطة السرية ـ لتجده يقف بهيلمانه يناصب العداء لأحد طلبته حول فكرة لا تستحق كل هذا الكم من الجدل العقيم لتتحول

القاعة إلى حلبة للصراع بين الطالب وأستاذه فقد اتضحت الصورة بجلاء وضوح الشمس في كبد السماء

وعليه أقول بأن حرية الرأي في بلداننا ترتبط بمفهوم السلطة إذ أن كل واحد منا يحب أن يفرض رأيه على الآخر من خلال

موقع السلطة الذي يمتلكه، فالأم تتخذ مكانتها السلطوية في البيت ذرعا واقيا يخول لها بسط آرائها على الأبناء مستفيدة

من مركز القوة الدينية التي تمنحها صلاحية الأمر

والنهي فتقمع في أبنائها حرية إبداء الرأي فما بالك بالمعارضة، لنجد القمع يسري في المؤسسات التعليمية وقد عانيت الويلات

من بعض الأساتذة سامحهم الله لكثرة قمعهم

وهكذا دواليك هي نفس العلاقة القمعية التي تربط الأزواج ببعضهم نجدها حاضرة بين المدير وموظفيه في الشركة وبيننا أيضا

في حوار الخيمة

فمن الطبيعي أن نكون ديمقراطيين بطبعنا يا هنودتي ما دمنا قد نهلنا من رحم الخلطة السرية

يقولون شر البلية ما يضحك وبليتنا في مفكرين ومتقفين لذا نضحك بدل ان تجف العيون من الدموع
__________________

هـــند غير متصل   الرد مع إقتباس