الموضوع: مناظرات شعرية
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-11-2008, 04:27 PM   #3
ياسر الهلالي
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 186
إفتراضي

جواب الأديب ناصر الدين شافع بن عبد الظاهر


سألت ولم تعرف وكم من مباحث ** جرت من أهيل العلم في ذي الحقيقة


وما أنت يا ذمي مبتكر كما ** توهمته من دون ماضي البرية


نعم كل شيء كائن بقضائه ** وتقديره حتما بأوضح حجة


وهل واقع ما لا يشاء بملكه ** لقد ضل من ذا رأيه في القضية


وإن الرضا غير القضاء فلا تكن ** تنازع فيما شاءه من مشيئة


له المحو والإثبات جل جلاله ** فلا تعترض في حكمه وتثبت


وكن بجوابي مسلما ومسلما ** وكن باتباع الحق من خير أمة


جواب الشيخ شمس الدين بن اللبان


ألا بعد حمد الله باري البرية ** على ما هدانا من كتاب وسنة


بأفضل مبعوث إلى خير أمة ** عليه من الرحمن أزكى تحية


فإن صحيحا كون ما شاء ربنا ** ونفي سوى ما شاءه من مشيئة


ولم يرض كفر العبد أي لا يحبه ** له لا ولا يثني عليه بمدحه


وحيلة من لم يهده الله أنه ** يلاحظ وجه العجز في كل لحظة


وينفي القذى عن عين فكرته ولا ** يميل بأسباب الحجى عن محجة


ويجهد كل الجهد في قصد ربه ** بصدق وعزم وابتهال وحرقة


وحينئذ يرجى له فتح كل ما ** غدا مرتجا من باب فضل ورحمة


فإن قضاء الله يطلق تارة ** بكفر وإيمان فيحفى لحكمة


وآونة يجري تعلقه بنا ** على سبب نعتاده كالشريطة


كسم لموت أو دواء لصحة ** وطوع وعصيان لسعد وشقوة


وقد جعل الله الحكيم لعبده اختيارا ** لأسباب الرضا والقطيعة


ويسره من بعد هذا لما قضى ** عليه ليمضي فيه حكم المشيئة


وقطع لسان الإعتراض ونفي لم ** ولبس جميل الصبر عند المصيبة


وأما رضانا بالقضاء فواجب ** ومعناه تسليم لحكم المشيئة


وكونك ترضى بالشقاء شقاوة ** لأنك لا تدري القضاء بأية


وآيته أن تخلي القلب من هوى ** وترضى بإيمان صحيح العقيدة


وترضى بما يرضى الله وبالذي ** قضاه وتلغي حيرة بعد حيرة


وقولك ربي إن يشا الكفر شئته ** صحيح كذا إن شئت إحداث توبة


وثبت تثبيتا مشيئته لها ** كما بان بالمعلول تأثير علة


وأنت فعاص حين خالفت أمره ** وإن كنت قد وافقت حكم الإرادة


وللعبد لا شك اختيار فقائل ** بتأثيره مع قدرة أزلية


وآخر قال الفعل مشتمل على ** خصوص صفات مثل حج وزنية


للفاعل التأثير في كونه زنا ** وحجا وأصل الفعل فعل القديمة


ومذهب أهل الحق والأشعر أنه ** ليس بتأثير بحادث قدرة


ولله خلق الفعل والقدرة التي ** تقارنه للعبد كالسبيبة


وهذا اختيار ماله أثر به ** علينا غدا لله أعظم حجة


وجملة ما فصلته لك راجع ** إلى أننا ملك لباري البرية
ياسر الهلالي غير متصل   الرد مع إقتباس