الموضوع: مناظرات شعرية
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-11-2008, 04:20 PM   #1
ياسر الهلالي
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 186
إفتراضي مناظرات شعرية

السلام عاليكم ورحمة الله وبركاته

ما اتيتكم بجديد ولكن حبيت اتحف اسماعكم ببعض روائع سلفنا الصالح

في المشرق ظهر سؤال الذي أظهره بعض المعتزلة في بداية القرن الثامن الهجري وكتم اسمه وجعله على لسان بعض أهل الذمة وهو :


أيا علماء الدين ذمي دينكم ** تحير دلوه بأوضح حجة


إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم ** ولم يرضه مني فما وجه حيلتي


دعاني وسد الباب عني فهل إلى ** دخولي سبيل بينوا لي قضيتي


قضى بضلالي ثم قال ارض بالقضا ** فها أنا راض بالذي فيه شقوتي


فإن كنت بالمقضي يا قوم راضيا ** فربي لا يرضى لشؤم بليتي


وهل لي رضا ما ليس يرضاه سيدي ** وقد حرت دلوني على كشف حيرتي


إذا شاء ربي الكفر مني مشيئة ** فها أنا راض باتباع المشيئة


وهل لي اختيار أن أخالف حكمة ** فبالله فاشفوا بالبراهين حجتي


ويقال إن هذا الناظم هو ابن البققي الذي قتل في ولاية تقي الدين ابن دقيق العيد القشيري.


فانتدب أكبر علماء مصر والشام لجوابه نظما منهم الشيخ علاء الدين الباجي الشافعي
فقال:


أيا عالما أبدى دلائل حيرة ** يروم اهتداء من أهيل فضيلة


لقد سرني أن كنت للحق طالبا ** عسى نفحة للحق من سحب رحمة


فبالحق نيل الحق فالجأ لبابه ** كأهل النهى واترك حبائل حيلتي


قضى الله قدما بالضلالة والهدى ** بقدرة فعال بلا حكم حكمة


إذا العقل بل تحسينه بعض خلقه ** وليس على الخلاق حكم الخليقة


وأفعالنا من خلقه كذواتنا ** وما فيهما خلق لنا بالحقيقة


ولكنه أجرى على الخلق خلقه ** دليلا على تلك الأمور القديمة


عرفنا به أهل السعادة والشقا ** كما شاءه فينا بمحض المشيئة


كإلباس أثواب جعلن أمارة ** على حالتي حب وسخط لرؤية


تصاريفه فينا تصاريف مالك ** سما عن سؤال الكيف والسببية


أمات وأحيا ثم صار معافيا ** وقبح تحسين العقول الضعيفة


فكن راضيا نفس القضاء ولا تكن ** بمقضي كفر راضيا ذا خطيئة


وتكليفنا بالأمر والنهي قاطع ** لأعذارنا في يوم بعث البرية


فعبر بسد أو بفتح وعد عن ** ضلالة تشكيك بأوضح حجة


وقد بان وجه الأمر والنهي واضحا ** ولا شك فيه بل ولا وهم شبهة


هذا الجواب وخلاصته أن الواجب الرضا بالتقدير لا بالمقدور وكل تقدير يرضى به لكونه من قبل الحق


ثم المقدور ينقسم إلى ما يجب الرضا به كالإيمان وإلى ما يحرم الرضا به ويكون الرضا به كفرا كالكفر إلى غير ذلك
ياسر الهلالي غير متصل   الرد مع إقتباس