الموضوع: جراء
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-11-2008, 02:30 PM   #8
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

تتمة:

أ- ولا يجوز لمن اقتنى كلباً مباحاً أن يعلق في عنقه جرساً، وذلك لحديث أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه قال:
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا لا تَبقَيَنَّ في رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلاَدَةٌ مِنْ وَتَرٍ - أوْ قِلاَدَةٌ - إِلاَّ قُطِعَتْ. رواه البخاري [6/174] ومسلم [14/95].
وقد جاء في تفسير هذا النهي ثلاثة أقوال:
الأول: أنهم كانوا يضعون الأوتار في أعناق الإبل لئلا تصاب بالعين بزعمهم فنهاهم عن ذلك إعلاماً بأن الأوتار لا ترد مِن أمر الله شيئاً، وهو قول الإمام مالك.
والثانـي: لئلا تختنق الدابة عند الركض، وهو قول محمد بن الحسن وأبي عبيد.
والثالث: لأنهم كانـوا يعلقون فيها الأجراس وهو ما يدل عليه تبويب البخاري، وهو قول الخطابي وابن حبان وبوب عليه في صحيحه [10/552]: ذكر البيان بأن الأمر بقطع قلائد الأوتار عن أعناق الدواب إنما أمر بذلك من أجل الأجراس التي كانت فيها.
ولا مانع مِن حمل الحديث على كل المعاني التي ذكرها الأئمة. ولا فرق بين الإبل وغيرها في ذلك، فلعل التقييد بـها في الترجمة للغالب. وهو قول ابن حجر وابن حبان رحمهما الله.
انظر: (صحيح ابن حبان [10/551])و(شرح مسلم [14/95])و(الفتح [6/175]).

ب- ولا يجوز لمن جاز له الاقتناء أن يسافر به، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لاَ تَصْحَبِ الملائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ وَلاَ جَرَسٌ. رواه مسلم [14/94].
قال النووي رحمه الله: أما فقه الحديث ففيه كراهة استصحاب الكلب والجرس في الأسفار وأن الملائكة لا تصحب رفقة فيها أحدهما، والمراد بالملائكة ملائكة الرحمة والاستغفار لا الحفظة. (شرح مسلم [14/95]).

جـ- فإن كانت قافلة كبيرة كركبِ الحجاج ونحوهم، ومع واحد منهم كلب، فهل يكون عدم صحبة الملائكة مختصا بأصحاب الكلب أو بالجميع؟
قال ابن عبد الهادي رحمه الله: يحتمل قولين … (الإغراب [ص216]).
والأقرب أن الذي يحرم صحبة الملائكة هو الذي معه الكلب، وأما الباقي فلا علاقة لهم بفعله المحرم هذا، لاسيما إذا كان في قافلة أو طائرة أو باخرة، فإن الإنسان في كثيرٍ مِن أحيانه يحرم عليه السفر مع من معه حتى لو لم يكن معهم كلاب،لكن الضرورة تدعو لذلك السفر، فإن بعضهم يكون السفر مع الكلاب أقل حرمة مِن السفر معهم!! فالإثم عليهم في شرب الخمر أو التبرج أو سفرهم إلى معصية أو صحبتهم كلابهم دونه. والله أعلم.

د- قال ابن قدامة - رحمه الله - : ومَن اقتنى كلباً ثم ترك الصيد مدة وهو يريد العود إليه لم يحرم اقتناؤه في مدة تركه لأن ذلك لا يمكن التحرز منه ، وكذلك لو حصد صاحب الزرع زرعه أبيح له إمساك الكلب إلى أن يزرع زرعا آخر، ولو هلكت ماشيته فأراد شراء غيرها فله إمساك كلبها لينتفع به في التي يشتريها .(المغني[4/326]).

والله أعلم. وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اعذريني ان أطلت ...
وتقبلي احترامي وتقديري أختي كونزيت
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس