أخي الفاضل الزبير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما تفضلتم به فيه جانب كبير من الصحة، خصوصا ما يتعلق الأمر بالمصالح في طبيعة التحرك السياسي لأي دولة، وهنا تكون المناقشة بفضاء المصلحة العامة وما تستوجب من تكييف سياسي تُحسب فيه الخسائر والأرباح للأطراف أو للطرفيين المعنيين بذلك التحرك، مجنبين العامل الديني أو العقائدي لفترة ما.
في موضوع إيران وأمريكا، هناك عاملان هامان من جانب أمريكا هما: (1)استثمار الجهد الإيراني في إضعاف القوى المناهضة للمشاريع الأمريكية في المنطقة بأشكالهم العقائدية المختلفة (إسلامية أو قومية أو دول تطمح لتحسين وضعها الإقليمي)، وهذا ما أطلق أيدي عناصر القوى الإستخبارية الإيرانية متعاونة مع من يهواها من القوى العراقية المهللة لاستقدام الأمريكان للمنطقة، وتمثل ذلك باغتيال وقنص العلماء العراقيين والضباط الكبار من الجيش العراقي، وإثارة الفتن لتهيئة الأجواء لتقسيم العراق وهو مطلب ترضى عنه الدوائر الإمبريالية والصهيونية والإيرانية وقوى تمثل الراغبين بالانفصال وتكوين كيانات هزيلة محمية من قبل القوى الاستعمارية. كما أن جعل إيران بصفتها المبالغ بقوتها وأثرها مبررا للاستمرار بالاحتيال على القوى العربية الإقليمية التي لم تحسم بعد مسألة التمكن من الدفاع عن نفسها دون مساعدة غربية وبالذات أمريكية.
(2) عدم ترك المجال لإيران للتوسع بأحلامها لتصبح مستقبلا عاملا يعيق التحركات الأمريكية في المنطقة ودفع القوى الإقليمية للبحث عن تحالفات جديدة قد تضر بالمصلحة الأمريكية (التوجه لروسيا أو الصين) سواء للتسلح أو لكسب غطاء دولي سياسي. أو إعادة النظر بالعلاقات العربية ـ العربية التي خُربت كثمن مقابل للغطاء الأمريكي.
إضافة الى أن تسويق المشروع الإيراني يقتضي دعم (حماس) أو (حزب الله) وما يحمل هذا الدعم من تساهل شعبي وثقافي في تقبل المشروع الإيراني. لكن هذا النمط من (الفزلكة) الإيرانية سيجعل الصهاينة غير مرتاحين لعدم لجم الأطماع الإيرانية. وهنا يدخل تعقيد جديد.
تقبل احترامي و تقديري
__________________
ابن حوران
|