عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-11-2008, 03:30 PM   #12
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

ـ الزكاة ـ



وأما الزكاة: فمصالحها الدنيوية والتربية والاجتماعية، يدركها ويلمسها الخاصة والعامة، وهي أوضح

وأظهر من أن تحتاج إلى بيان واستدلال.

ـ الصوم ـ



وأما الصوم: فقد وقع التنبيه على مصالحه في عدد من نصوص القرآن والسنة ، منها قوله عز وجل: ( كتب عليكم

الصيام...لعلكم تتقون ) سورة البقرة 183 . ً فقوله تعالى ( لعلكم تتقون ) بيان لحكمة الصيام وما لأجله شرع... والتقوى

الشرعية هي اتقاء المعاصي...فجعل الصيام وسيلة لاتقائها، لأنه يعدل القوى الطبيعية التي هي داعية تلك المعاصي، ليرتقي

المسلم به عن حضيض الانغماس في المادة إلى أوج العالم الروحاني. فهو وسيلة للارتياض بالصفات الملكية والانتفاض من

غبار الكدرات الحيوانية ً التحرير والتنوير 158 .

وفي الحديث الصحيح: ً الصيام جنة، فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل. فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم،

إني صائم ً رواه مالك في موطئه والبخاري ومسلم في صحيحيهما. فالمقاصد التربوية للصيام واضحة جلية في ألفاظ الحديث

وتوجيهاته. إلا أن وصفه الصيام بكونه ( جنة ) يحتاج إلى مزيد من التوضيح. فقد اشتهر تفسير ( الجنة ) ـ ومعناها

اللغوي الوقاية وما يستعمل لها ـ بأن الصيام وقاية من النار. وهذا صحيح إذا أريد به أن أعظم وقاية في الصيام هي وقايته

من النار. أما إذا أريد به حصر وقاية الصيام في الوقاية من النار، وأن هذا هو المعنى الوحيد لوصف ( الجنة )، فهذا ما لا

تساعد عليه قواعد اللغة ولا شهادة الواقع. يقول الإمام ابن عاشور: ً حذف متعلق ( جنة ) لقصد التعميم، أي التكثير

للمتعلقات الصالحة بالمقام... فأفاد كلام الرسول عليه الصلاة والسلام أن الصوم وقاية من أضرار كثيرة. فكل ضر ثبت عندنا

أن الصوم يدفعه فهو مراد من المتعلق المحذوف...ً كشف المغطى من الألفاظ والمعاني الواقعة في الموطأ،17 .

وقد أصبحت فوائد الصيام الصحية معلومة بالتجربة والدراسة لدى المسلمين وغير المسلمين.

ـ الحج ـ



وأما الحج فهو منجم لما لا يحصى من المصالح الدينية والدنيوية. فقد اجتمع فيه ما تفرق في غيره. فمن حيث العبادة، ففيه

الصلاة والذكر والدعاء، وفيه الإنفاق بأشكال متعددة، وفيه الجهاد المالي والبدني، وفيه كبح الشهوات وتهذيب العادات. ومن

حيث المصالح الدنيوية المباشرة، ففيه فرصة نادرة للتبادل التجاري، والتداول السياسي والاجتماعي، وفيه ما في الأسفار

والرحلات من التجارب والخبرات والتداريب، ومن إغناء للعقل والعلم والمعرفة...

وإلى هذا كله يشير قوله وتعالى: ( وأذن في الناس بالحج... ليشهدوا منافع لهم...) سورة الحج 27 ـ 28 . ً وتنكير

( منافع ) للتعظيم المراد منه الكثرة. وهي المصالح الدينية والدنيوية، لأن في مجمع الحج فوائد جمة للناس ً التحرير

والتنوير لابن عاشور246 .

وإذا كان عموم المنافع في الآية لا ينكره أحد، فإن أكثر المفسرين ركزوا خاصة على ما نبهت عليه الآية من مشروعية ابتغاء

المنافع الدنيوية في الحج، وفي مقدمتها ممارسة الأعمال التجارية. قال ابن عطية ً والمنافع في هذه الآية: التجارة، في قول

أكثر المتأولين، ابن عباس وغيره ً المحرر الوجيز 195 .

وقد جاء التنصيص على مشروعية هذا المقصد في الحج بشكل أكثر خصوصية وصراحة في هذه الآية ( الحج أشهر

معلومات...) إلى قوله ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ). سورة البقرة 197 ـ 198 .

قال القرطبي ً ففي الآية دليل على جواز التجارة في الحج مع أداء العبادة، وأن القصد إلى ذلك لا يكون شركا ولا يخرج

المكلف عن رسم الإخلاص المفترض عليه ً. الجامع لأحكام القرآن 413 .

يتبع

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس