السلام عليكم
عندما تصعد في حافلة أو طائرة أو قطار
لن تجد العربي المصون قدس سره يقرأ
إن كان لوحده فستجده نائما
و إن كانا إثنين فستجدهما يبحلقان في الركاب و يتفحصان جسد إحدى الراكبات
و إن كانا ثلاثة فسيكون نقاشا نميميا رااائعا
و إن كانا أربعة فأكيد ستكون لعبة بلوت لن تسمع إلا صراخهم المفتخر بفوزهم على بعضهم
قارن ذلك بقطارات الغرب و وسائل نقلهم
هنا ستعرف الفرق !!!
شيء آخر
إن وجدت أحدنا يقرؤ
فكن خايا من الذوق و تمعن معه في ما يقرؤه
ستجده مجلة فضائحية فاضحة
أو كتابا من صنف آيات شيطانية
المهم، في الأخير لن تجد شيئا ينفعه في دينه و دنياه
طبعا التعميم لا يجوز
هذا أقل شيء و مثال بسيط عن واقعنا !!!
المكتبات أصبحت أماكن لقاءات غرامية !!
بسطات الكتب اصبح مكانها بسطات الأكلة الخفيفة !!
...
التعفف عن القراءة أخي و أستاذي الفاضل إبن حوران له أسباب
بعضها إقتصادي، حيث أن الكتاب لم يعد يشبع أفواها جائعة في المنازل
فتجد المواطن يكد طوال اليوم ليسد رمقه و رمق من هم في كفالته
و لا يصل إلى مغرب اليوم إلا و تجده منهدا من التعب ما يغرقه في سبات لا يفيق منه إلا صباحا
بعضها إجتماعي، و هنا تندرج بقية الاسباب تحت هذا المحور حسب وجهة نظري
قديما كانت القراءة وسيلة ترفيه و تثقيف، اليوم تم الإستغناء عنها مقابل القنوات التلفزية و التي في أغلبها قنوات لنشر السطحية و ترسيخ اللا وعي بالواقع لدى المواطن العربي
إنفتاحنا الفجئي على الغرب كان الثغرة التي دخلوا بها إلينا
و بما أن أهم شيء لمحاربة شعب ما، هو طمس هويته، و أهم ما في هويتنا كعرب هي لغتنا
فإن البداية كانت بإستمالة العرب بعيدا عن الكتاب
فبعد أن كان الطفل في القرون البعيدة، يحفظ القرآن و الصحاح و بعض كتب العلم
أصبح بعدها يحفظ بعض القرآن و يقرأ بعض الكتب
و اليوم إنمحت كلمة حفظ من قاموسه و كلمة القراءة بقيت مرتبطة بالمدرسة فقط و الكتب المدرسية
ما جعله ضعيفا حتى في لغته
فكيف سيكون قارئا و مطلعا في المستقبل !!؟؟
هي أعظم من ظاهرة إحتباس أخي ابن حوران
فالإحتباس نتائجه معروفة غذا لم نتداركه
و لكن هذه الظاهرة الله وحده أعلم بما ستجره علينا
إذا لم نرتقي بأنفسنا و نرجع لـ إقرء بما أننا أمة إقرء
آسف على الإطالة و ربما الخروج من الموضوع
تحياااااااااااتي