عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-10-2008, 01:50 AM   #6
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي


حاجتنا إلى مقاصد الشريعة



وعلى العكس من ذلك، فإن معرفة مقاصد الأعمال تحرك النشاط

إليها، وتدعو إلى الصبر والمواظبة عليها، وتبعث على إتقانها

والإحسان فيها. فمن وجبت عليه الزكاة وهو لا يدري لها مقصدا

ولا يرى لها فائدة يجنيها، كان إلى التهرب منها أقرب. فإن لم

يتهرب منها تحايل في تقليلها وتأخيرها، وأداها من أردإ ما

يملكه، وكان مع ذلك مستاء متحسرا. فإذا وضحنا له ما جاء في

القرآن الكريم من أن المزكي يستفيد من زكاته بأكثر مما يستفيده

آخذ الزكاة وقبله، وأن زكاته طهارة له وبركة لماله، وأنه يستحق

بها دعاء الرسول والمؤمنين، وأن ذلك يجلب له السكينة والرحمة

وجعلناه على بصيرة من قوله تعالى: ( خذ من أموالهم صدقة

تطهرهم وتزكيهم بها، وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ) سورة

التوبة 103 ، وجعلناه على بصيرة من سائر المصالح التي

تترتب على أداء الزكاة، فلا شك أن موقفه سيتغير وأن تطبيقه

سيرتقي. وهكذا يقال في سائر التكاليف.



وفي القرآن الكريم والسنة النبوية نماذج عديدة من هذا القبيل،

ينبغي الاعتبار بها والاقتداء بها في تنبيه المكلفين على مقاصد

التشريع، وحضهم بذلك على اتباعه وابتغاء مقاصده. فمن ذلك

أيضا التنبيه الوارد في قوله تعالى: ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ

بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا

وعلى ربهم يتوكلون) سورة النحل:98 .

قال ابن عاشور: ً وجملة ( إنه ليس له سلطان...) تعليل للأمر

بالاستعاذة من الشيطان عند إرادة قراءة القرآن وبيان لصفة

الاستعاذة.

فأما كونها تعليلا فلزيادة الحث على الامتثال للأمر بأن الاستعاذة

تمنع تسلط الشيطان على المستعيذ، لأن الله منعه من التسلط على

الذين آمنوا المتوكلين. والاستعاذة منه شعبة من شعب التوكل على

الله، لأن اللجأ إليه توكل عليه. وفي الإعلام بالعلة تنشيط للمأمور

بالفعل على الامتثال؛ إذ يصير عالما بالحكمة ً ( التحريروالتنوير

278 ).

يتبع

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس