الحلقة السادسة
اقتاد أهالي الحارة محظوظ وسط فضيحة مدوية إلى قسم الشرطة حاملا علامات سوداء تحت عينية ليقذف به إلى داخل غرفة الحجز
سمعت والدة محظوظ بالخبر فانطلقت إلى إمام المسجد في سكنه تترجاه وتشرح له اللبس الذي وقع فيه ابنها الغبي وكعادتنا في أعانه المستجير هب الإمام ومعه بعض وجهاء الحارة إلى منزل المدعي جار أم محظوظ طالبين العفو والتنازل عن دعواه ضد محظوظ وبعد إلحاح وترجي وافق أن يسقط حقه بعد أن يكتب تعهدا خطيا بعدم تكرار فعلته وذهب الجميع بمعية إمام المسجد وعمدة الحارة وبعض الوجهاء من أبناء حارته الجديدة إلى الضابط المناوب
ومع بزوغ الشمس معلنه ابتداء يوم جديد خرج محظوظ من غرفة التوقيف مصحوبا بعدد لا بأس به من البق والقمل وبعض الحشرات من مصاصة الدماء
دخل محظوظ إلى منزلة وأخذت والدته تكمد عينية التي تلقت بعض الضربات الخطافية من قبل جارها كما شرعت في تفليته من القمل وتصبره على ما ابتلاه به ربه وتغرس في نفسه بذور الأمل لغدا أفضل ( في المشمش )
بعد يومين من الراحة قرر محظوظ أن يبداء أولى خطوات النجاح بخطوته الأولى حيث قرر أن يبتاع كمية من البطيخ بميه وخمسين ريال وبعشرة ريال سكين
ومع أول استفتاح يا دوب لا حظوا يا دوب قال حبحب على السكين في إحدى الشوارع الرئيسية وإذ بسيارة البلدية مصحوبة بدورية من المرور وأخرى تابعة للشرطة ملقية القبض عليه هو وحبحبه وقام الأشاوس من موظفي البلدية بمصادرة جميع البطيخ كما قام أبطال رجال المرور بالحجز على دبابة ولم يجد رجال الشرطة الأوفياء إلا إركابه في جيب الشرطة بتهمة مخالفة النظام الذي لا يرى إلا في الضعفاء والمساكين فقط وفي القسم تم تحرير محضر من قبل المرور لمخالفة الوقوف الممنوع والبلدية اكتفوا بمصادرة حملة البطيخ ولم ينسوا السكين خاصة أن احد موظفي البلدية إبداء إعجابه بها والعهدة علي انه أخذها إلى منزلة وبعد ترجي واستعطاف للضابط بعدم حجز دبابة رق قلب الضابط وسمح له بالمغادرة مع دبابة على أن يكتب تعهد بعدم مزاولة البيع في الطرقات خرج محظوظ من دائرة الشرطة محطما ذليلا فرجع إلي مويمته ( والدته ) وأخته وهو يحمل في يده نصف حبة دجاج شواية وثلاثة أنفار رز والقليل من البصل الأحمر فلقد اعتادوا أن يحلو بعد الأكل بالبصل منذ أمد بعيد
فقال محظوظ لوالدته يا ماما فقالت له أمه وجع يكسر عظامك ويش تبي
فحكى لها ما حصل له من سوء الحظ وما قامت به الشرطة والبلدية والمرور من اقتلاع البذور التي غرستها في نفسه ومصادرة أمله بمصادرة بطيخة الذي انفق عليه ما تبقى معه من مال
حينها انهمرت دمعة على خد أم محظوظ وقالت بكل أسى وحزن بني قال محظوظ نعم يا أماه قالت قسماً بالله انك دلخاً من بين كل ها إلي يبعون ما صادوا ألا أنت وخشمك قم أصلحك الله وشفلك شغل صاحب البيت بيطردنا إذا ما يندفع الإيجار الباقي لا أترفس في بطنك
كانت هذه الحلقة برعاية بقاله عم عطية فليت
لبيع الجبن البلدي والعسل ودواء الكحة
|