إن الحياة الزوجية بدأت بكلمة من الله وانتهت بكلمة من الله , أي أن الله حاضر فيها وشاهد عليها ومطلع على كل تفاصيلها , فإذا استقر هذا المعنى لدى المطلقين كان رادعا لنفوسهم عن الظلم والإيذاء والإنتقام والتشفي والغضب .
مواصفات الطلاق المتحضر (التسريح بإحسان) :
وأخيرا نأتي لمواصفات الطلاق المتحضر أو التسريح بإحسان طبقا للنص القرآني فنوجزها فيما يلي :
*أن يعلم الطرفان أن الله يراقب أقوالهما وأفعالهما فيتصرفان من هذا المنطلق و فالزواج قد تم بكلمة من اللله والطلاق أيضا
*أن يحذر الطرف الأقوى من استغلال قوته لإذلال أو إضرار الطرف الأضعف وليعلم بأن قوة الله فوق قوته , وأن دعوة المظلوم مستجابة
*أن يحرص كل طرف على أداء حقوق الطرف الآخر المادية
*أن يتعامل الطرفان بالفضل لا بالعدل , بمعنى أن يتنازلوا عن بعض حقوقهم فضلا وكرامة ومروءة
*أن يتفاوض الزوجين ويتفاهما فيما يخص تفاصيل عملية الطلاق بشكل متحضر وناضج
*أن يعلن كلا الزوجين أن الطلاق لا يعني سوءا في أخلاقهما أو طباعهما وإنما يعود إلى عدم توافقهما
*أن يدعو كل واحد منهما للآخر بالخير والتوفيق في حياته المستقبله
*أن يستبقي الطرفان قنوات اتصال مشروعة للتفاهم بخصوص إجراءات الطلاق و وأيضا لمتابعة أحوال الأبناء واحتياجاتهم المادية والتربوية
*أن تتم إجراءات الطلاق بشكل محترم يحفظ للطرفين كرامتهما
*أن يبقيا قدرا من الود والإحترام عسى أن تكون هناك فرصة للرجوع
*أن يترفع كل طرف عن إيذاء الآخر
*أن يحتفظ كل طرف بأي سر ائتمنه الآخر عليه في فترة زواجهما
*أن يترفع كل طرف عن تشويه صورة الآخر أمام الأبناء لأن هذا يؤذيهم أيما إيذاء
*أن يتذكر الطرفان أنهما انفصلا كزوجين لكنهما بقيا أبوين لأبنائهما
*أن يحذر الطرفان استخدام الأبناء كأدوات للضغط أو لي الذراع
*أن لا يستأثر أحد الطرفين بالأبناء أو يستقطبهما بعيدا عن الآخر , بل يحرص كل طرف على استبقاء دور الطرف الآخر كضرورة للنمو النفسي والتربوي للأبناء حتى ينشأوا بشكل سوي
*أن يحذر أي طرف أن يساهم بوعي أو بدون وعي في فشل الأبناء لا لشئ إلا ليثبت للطرف الآخر أنه تسبب في تحطيم أبنائه أو يكون ذلك نوع من الإنتقام منه والتشفي فيه
*أن يكون هناك احترام للعائلتين الكبيرتين للزوج والزوجة فهذا يتيح الفرصة لطلاق هادئ وعلاقات محترمة فيما يخص الأبناء بعد ذلك
*يلجأ بعض الأزواج المقبلين على الطلاق إلى متخصص في الطب النفسي أو العلاج النفسي أو الإرشاد النفسي أو الإجتماعي أو مراكز المشورة الزواجية وذلك بهدف إدارة عملية الطلاق بشكل جيد ومتحضر , ويكون الشخص المتخصص هنا صمام أمان بين المطلقين لأنه يرشدهما من موقف محايد ويضبط إيقاع عملية الطلاق وما قبلها وما بعدها
وحين لا يكون هناك بد من الطلاق , وحين نتأكد أن المطلقين تعاملا مع بعضهما ومع عائلتيهما ومع أطفالهما بشكل متحضر , واستحضرا الله في كل تفاصيل العلاقة والأحداث , هنا تكون كلمة النهاية : "وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته"
دكتور / محمد المهدى