عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-08-2008, 02:49 AM   #5
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة DR.ali
هللوا "نحمد الله جت على ما تمنى"
سعوديون يحتفون داخل محكمة الرياض بتطليق "غريب" لفتاة من قبيلتهم
أخي الكريم / د . علي

موضوع تكافؤ النسب خاض الناس فيه كثيرا
والحقيقة الغائبة عن الكثيرين أن سلامة الأسرة وتماسكها اللاحق شرط ضروري للعقد
فمن الخطأ أن يكون العقد دافعا لقطع الأرحام أو الخصام أو ما شابه ذلك
وليس هذا رأيي بل هو رأي من شابت لحاهم في طلب العلم
وقولي عندهم يعتبر من نافلة القول ، مع يقيني أنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى
ولكن في أمور الزواج لا علاقة للأفضلية بما يحدث فيه ، فالأمر يستمر ويطال كل الأسرة سواء من كانت ذات علاقة قريبة أو من هم بعيدون عنها منها ، وثق أن لكل حبة أرض تنبت فيها ، وأمر لا يخلفه إلاالخصام لا خير فيه

وقد أعجبني اليوم مقال في ( الوطن ) للدكتور محمد النجيمي حول هذا الموضوع
وكان يرد على إحدى الكاتبات التي انتقدت هذا الأمر

تعقيباً على حصة آل الشيخ
تكافؤ النسب قضية معتبرة عند جمهور فقهاء الإسلام


قرأت مقالاً للأخت حصة بنت محمد آل الشيخ في "الوطن" الاثنين 25 رجب 1429 بعنوان "تكافؤ النسب البلاء القديم الجديد" ملخص هذا المقال: أن الأخت حصة تعتبر تكافؤ النسب من أمور الجاهلية المقيتة ولم تستدل بأي دليل شرعي أو قانوني معتبر وإنما هو مجرد عواطف وتماه وتناغم مع دعوات منظمات حقوق الإنسان الدولية التي لم تنصف مسلماً منذ أن تأسست بل أساءت إلى المسلمين وإلى قضاياهم.
يا أخت حصة خضت في موضوع لا تحسنين الحديث فيه وبضاعتك فيه مزجاة وقديماً قيل من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب، قضية تكافؤ النسب قضية معتبرة عند جمهور فقهاء الإسلام من حنفية وشافعية وحنابلة ودليلهم العرف والعادة فإن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما بعث في مكة المكرمة كانت العرب تعتد بكفاءة النسب فلم ينكر عليهم ذلك وهذا إقرار منه صلى الله عليه وسلم لهذه العادة وقد وصفت كلام الإمام الشوكاني في هذه القضية بالتناقض وفي الواقع أنه ليس متناقضاً ولكن قلة بضاعتك في العلوم الشرعية والعربية أوقعتك في هذه التهمة لإمام كبير من أئمة الإسلام، سأشرح لك باختصار شديد ماذا يريد أن يقول الإمام الشوكاني يقول الشيخ إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوجب الكفاءة لأنه لم يرد في اعتبارها حديث صحيح وبالتالي فإذا وافقت المرأة وولي أمرها على الزواج فليست واجبة وإنما هي حق للمرأة ووليها لا يعدوهما ثم يقول الشيخ إن الذين تزوجوا من قبائل العرب وهم لا يكافئونهم في النسب كبلال رضي الله عنه لم يرد دليل أن ذلك كان رغماً عن رضاها ووالدها بل كان برضاها ورضاء وليها والعرف والعادة يا حصة إذا لم تخالف نصاً من الكتاب والسنة ولا إجماعاً قطعياً أو سكوتياً عند بعض الفقهاء أو قياساً صحيحاً فالعرف حجة عند الأصوليين والفقهاء، كما أن العرف من مصادر القانون الوضعي أيضاً سواء كان القانون اللاتيني الذي تتزعمه فرنسا والمدرسة الفرنسية أو الأنجلوسكسوني الذي تأخذ به الولايات المتحدة غالباً وبريطانيا وألمانيا وغيرها، بل إن العرف عندهم مصدر في غاية الأهمية، وبالتالي فإن ما قلته أنا وأخي الشيخ القاضي الدكتور إبراهيم الخضيري وفضيلة الدكتور مسفر بن علي القحطاني ليس إرضاءً للنعرات القبلية بل هو قول محترم لجمهور الفقهاء نعم هناك من العلماء من لا يعتبر الكفاءة في النسب ويرى أن كفاءة الدين كافية وهو رأي السادة المالكية والظاهرية والإمامية الجعفرية وشيخ الإسلام ابن القيم ولكنهم لم يصفوا رأي الطرف الآخر بالعنصري أو بالجاهلي كما تقولين، يجب عليك أن تحترمي الرأي الآخر وأن تعي ما يخرج من رأسك فوصفك التكافؤ في النسب بالجاهلية يوقعك في مصيبة لم تدركيها وهي اتهام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم بالعنصرية لأنه بعث واستمرت دعوته ثلاثاً وعشرين سنة وهذه العادة موجودة عند العرب ولم يثبت أنه نهى عنها.
أما قضية فسخ العقد عند عدم تكافؤ النسب فهذا أمر يترك للقضاء ويجب عليك أن تكفي عن التدخل في شأن القضاء فإن لكل قضية ملابساتها فإذا علمت أشياء غابت عنك أشياء كثيرة وقد اعتبرت الكفاءة في النسب أغلب قوانين الأحوال الشخصية العربية، ولم يعترض عليها الشرعيون والقانونيون وإنما اعترض عليها في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات فلول اليسار والبعثيون والناصريون والقوميون العرب، ثم تغيرت الوجوه فتلبرل هؤلاء وأصبحوا متأمركين، وبدؤوا يهاجمون أي شيء لا يوافق هواهم وأمزجتهم ومن ذلك أنه في عام 2003 عقد في القاهرة مؤتمر أطلق عليه اسم (مستقبل الثقافة العربية) فإذا بعدد لا يستهان به من هؤلاء المثقفين إن صح التعبير يطالبون بإلغاء الحدود والمواريث وإلغاء القوامة وكثير من ثوابت الدين باسم الثقافة وقد لمست في كتابتك أنك ممن يتهجمون على العلماء والقضاء اللبراليين التغريبيين المتطرفين الذين يتفقون مع القاعدة والتيار الديني المتطرف في النيل من العلماء والتهوين من قدرهم والتهجم على القضاء، فانتبهي يا حصة ولا تصطفي مع تيار الغلو الليبرالي الذي قطعاً يخالف منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجو أن تعودي إلى صوابك وأن تعي أنك تقفين موقفاً ليس الذي نريده لك بإمكانك أن تؤيدي رأي العلماء الذين لا يعتبرون الكفاءة في النسب ولكن بأسلوب علمي رصين بعيد عن التجريح وبعيد عن هرقطات ما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان واصلت الأخت / حصة آل الشيخ حديثها عن تكافؤ النسب منتقدة الدراسة المنشورة في صحيفة الوطن ووصفتها بالشعارات والنصائح.
أقول: لا يجوز لك أن تستهزئي بالنصائح التي قالها المشايخ لأنهم دعموا كلامهم بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فكيف تتجرئين فتصفينها بالمادية وبكذب المقاصد، هذا تطرف وغلو منك وهذا هو التطرف التغريبي الليبرالي الذي يتوافق مع فكر القاعدة في الأصول ولكن تختلف الوسائل والغاية واحدة، وهي التنقيص والتهوين من قدر العلماء وتأليب العامة عليهم كما تفعلين، وتواصلين تطرفك بقولك "كما تضمنت استدلالات أشبه بتبريرات وتملص من إبداء الرأي يعكس حرج المفتي أو الفقيه...إلخ".
أقول: نحن علماء وفقهاء ولا نتهرب ولكننا تعودنا على أن نحترم الرأي الآخر فالإمام أحمد من أئمة الإسلام وله اجتهاده المقدر وقد قلت لك إن بضاعتك في العلوم الشرعية والعربية مزجاة، فكأنك تقولين لا صواب إلا رأي الإمام مالك لأنه كما زعمت الأقرب لعصر التنزيل لكن الأقرب منه الإمام أبو حنيفة فهو من التابعين وقد قال بالكفاءة، فاعلمي أن جهلك وتعصبك قد أعمى بصيرتك.
وأما استدلالك بحديث أبي هند وبقصة أخي زينب بنت جحش، فإليك التوضيح، حديث أبي هند حديث حسن وقد ضعفه بعض المحدثين لأن في سنده محمد بن عمرو والحديث أصبح في مرتبة الحسن لأن محمد بن عمرو يخطئ أحياناً، وأمره صلى الله عليه وسلم هنا للاستحباب وليس للوجوب وإلا لما خالفه المحدث الكبير واللغوي القدير الإمام الشافعي محمد بن إدريس ولا الإمام أحمد وهو محدث وفقيه ولكنه محدث بالدرجة الأولى وأما قصة أخي زينب فأنت تعلمين أن زيداً لم يكن عبداً في الحقيقة، وبالتالي فلا يصلح دليلاً لك، ثم إنك تغالطين عندما تقرنين عادات الناس الفاسدة بقضية محترمة ومقدرة بين الفقهاء، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنك تصطادين في الماء العكر وتريدين أن تنتصري على خصمك ولو بتحميل النصوص والآراء ما لا تحتمل وهذا هو أسلوب متطرف وقلة بضاعتك أحد أسباب وقوعك في هذه المقارنات الفاسدة، وأما كون ابن حزم لا يعتبر الكفاءة فهاذا من حقه وهو من أئمة الاجتهاد المعتبرين، ولكن جهلك بالفقه المقارن وبدراسة المذاهب يجعلك تتعصبين لرأي آخر فانصرفي إلى تخصصك ولا تخوضي في علم تجهلين أسسه وقواعده، وأما قولك إن العلماء يتنكبون عن القيم الإسلامية إلى عادات جاهلية ويؤصلون لها متماهين مع العادات ضد قيم العدالة والمساواة، فهذا اتهام باطل وفاسد لأن العلماء عندما يختلفون يحترم بعضهم بعضاً ولا يتطرفون ويوزعون الاتهامات جزافاً كما تفعلين، أسلوبك هذا أقرب إلى فعل المتطرفين وإلا فماذا أبقيت للتطرف الديني، والتغريبي الليبرالي فقد تجرأت فوصفت العلماء والفقهاء بأنهم يتنكبون عن الدين وهذا من أساليب المتطرفين، فيجب عليك التراجع الفوري والعاجل عن هذا التطرف المقيت وهذا الغلو، إذا أردت أن تفهمي التكافؤ بسهولة فأسألك السؤال التالي لو تقدم لخطبة بنتك رجل لا يقرأ حرفاً أي أمي وبنتك جامعية أو طبيبة فهل تزوجينه بنتك؟ إذا كان الجواب لا فالسبب أنه لم يكن مكافئاً لها هذه هي الكفاءة ببساطة شديدة علماً بأن بعض قوانين الأحوال الشخصية العربية قد جعلت حق الكفاءة للمرأة وأبيها وجدها وأخيها الشقيق فقط فيمكن الأخذ بهذا القول والنقاش في هذه المسألة بين المؤيدين والمعارضين قديم متجدد لكن دخل الجهلة على خط الخلاف فأفسدوا جو الحوار والنقاش ولكن التطرف دائماً مفسد للحرية والنقاش والحوار الهادئ.


الدكتور محمد بن يحيى النجيمي كاتب وأكاديمي سعودي

هــنـــــــــــــا
__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس