الأخت الفاضلة على رسلك
التفاتة ذكية أن يُنظر الى ما وراء الدوافع في عملية المثاقفة، وهي وإن كانت من المسلمات التي تنحصر بها قدرة اكتناه ما يُطرح، والكيفية التي تستحدث ردة الفعل عند المتلقي، فإن التأشير على بواعثها يسهل الكيفية في التعامل مع الكثير من المواد المطروحة كمواضيع دعائية أو إخبارية أو كنشاط عقلي يصنف مع الفن في كثير من الأحيان.
برأيي أن قدرة الفهم تنبع من الرصيد (البنكي ـ المعرفي) .. فإن كان الرصيد محدود بنمط من أنماط المعرفة ستكون ردة الفعل حبيسة لقدرة ذلك الرصيد الذي سيتصلب و يتجمد عند صاحبه، وتصبح ردوده مصبوغة بصبغة كالتي عند (باباي) الذي يتخلص من كل ورطاته ب (السبانخ).
وهكذا، فإن من يتأثر بفكرة، ويكتفي بقراءة كتاب أو عشرة كتب، سنجده يدور ليستخدم ما عنده في تفسير الأمور ..
نجد في بعض الأحيان، مشتركين لو ذُكرت على مسامعهم انقلاب حافلة في بورتوريكو، لأرجعوا سبب انقلابها للمقابر الجماعية في العراق، في العهد السابق! ونجد آخرين لو ذكر أمامهم انفلونزا الطيور، لبادروا في القول أن مرد ذلك يعود للفساد في أجهزة الدولة..
إن الجاهزية المتعجلة، تفقد المثقف قدرته على أن يكون مقنعا..
دمتِ بكل خير أختنا الفاضلة
__________________
ابن حوران
|