عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-07-2008, 03:33 PM   #6
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي

الإبادة الجماعية بإخضاع أعضاء الجماعات المستهدفة عمداً لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكها الفعلي كلياً أو جزئياً:
(١) إن الهجمات التي تشن علي القري في دارفور من مارس ٢٠٠٣ إلي اليوم قد صممت ليس لقتل أعضاء الجماعات المستهدفة وإخراجهم من أراضيهم فحسب بل أيضاً لتدمير وسائل كسب عيش هذه الجماعات. إنهم يدمرون الطعام والآبار ومضخات المياه والمأوي والمحاصيل والماشية، بالإضافة إلي أي إنشاءات يمكن أن توفر سبل العيش أو التجارة. إنهم يدمرون المزارع وينهبون أو يحرقون صوامع الغلال. والهدف هو التأكد من إعجاز السكان الذين نجوا من الموت علي البقاء علي قيد الحياة دون مساعدة.
(٢) إن الناجين من الموت لم يهجروا فقط من ديارهم بل أيضاً تمت ملاحقتهم في مناطق وعرة. لقد سمع أحد الضحايا صدفة في الصحراء أحد المهاجمين يقول لزميله: «لا تضيع الرصاصة، لا يملكون ما سيأكلونه فإنهم سيموتون من الجوع».
(٣) فضلاً عن اضطهاد الضحايا، فقد سلب المهاجمون الضحايا من أراضيهم التي يقيم عليها الآن مستوطنون جدد: «إن هذه الأرض الآن محررة ولم تعد لكم أرض ولا الحق في فلاحة المناطق المحررة». إن اغتصاب الأرض غالباً ما يكون الضربة الأخيرة التي تسدد علي إمكانية بقاء الجماعات المستهدفة في دارفور. وتحدد دائماً مسألة الأرض كمسألة أساسية في الموضوع، وحتي البشير نفسه يعتقد كذلك.
في خطابه بتاريخ أبريل ٢٠٠٣، الذي وجهه إلي القوات المسلحة وجنود قوات الدفاع الشعبي في مطار الفاشر، أعلن البشير قائلاً: «أنا لا أرغب إلا في الأرض». بعد طرد الجماعات المستهدفة من أراضيها وتدمير وسائل كسب عيشهم، يشجع البشير ويسهل عملية استيطان الأرض من قبل قبائل أخري أكثر دعماً للحكومة، ينتسب أغلبها إلي الميليشيا «الجنجويد»،
وقد تم تنفيذ التشريد عن علم بالأثر المدمر الذي يخلفه علي النسيج الاجتماعي لهذه الجماعات التي ترتبط هويتها بالأرض. فإن إزالة هذه الجماعات من الأرض يضعف هيكلها القبلي.
(٤) إنهم أيضاً يهاجمون الجماعات المستهدفة في المخيمات. إن البشير ومرؤوسيه لا يرفضون باستمرار تقديم أي عون مجد فحسب بل أيضاً يعيقون المجهودات الأخري لجلب العون الإنساني للمليونين وأربعمائة وخمسين ألفاً من المدنيين المشردين داخلياً. وعليه، بعد إخراج أعضاء الجماعات المستهدفة من أراضيهم بالقوة، أخضعوهم في أفضل الحالات لحمية غذائية وتخفيض للخدمات الطبية الأساسية دون الحد الأدني.
في مخيمات المشردين داخلياً، حيث هرب معظم أفراد الجماعات المستهدفة، نظم البشير للذين بقوا علي قيد الحياة الفاقة وعدم الأمن والتحرش. لا تقدم وزارة الشؤون الإنسانية للمشردين داخلياً عوناً حكومياً مجدياً، لا بل تعرقل أو تعطل باستمرار الإغاثة الإنسانية المقدمة من المجتمع الدولي.
إن وزارة الشؤون الإنسانية تعطل نشر مسوحات التغذية، وتؤخر توزيع الإغاثة، وتطرد موظفي الإغاثة الذين يشجبون مثل هذه الأفعال، وتمنع منح التأشيرات وتصاريح السفر، وتفرض علي عمال الإغاثة شروطاً بيروقراطية غير ضرورية. وقد أدي هذا إلي تخفيض التغذية وعدم الحصول علي الخدمات الطبية، وذلك خلال فترات زمنية طويلة.
أفراد الميليشيا «الجنجويد» الذين جندهم البشير وسلحهم ويرفض عن عمد نزع سلاحهم، يقيمون بالقرب من المخيمات مع عناصر أخري من قوات الحكومة السودانية. ويعرضون المشردين داخلياً لمعاملات سيئة، منها أعمال القتل والاغتصاب وأعمال أخري للعنف الجنسي. في الوقت الذي تدعي فيه السلطات بوجود متمردين مسلحين داخل المخيمات، توضح الدلائل أن الذين تم الاعتداء عليهم كانوا مدنيين عُزل.
جرائم ضد الإنسانية
إن تُهم الجرائم ضد الإنسانية مطلوبة كذلك لعرض النطاق الكامل للنشاط الإجرامي في دارفور منذ عام ٢٠٠٣، تحديدًا أعمال القتل والاغتصاب والتهجير القسري والإهلاك المرتكبة في حق كل من أفراد الجماعات المستهدفة والجماعات العرقية الصغيرة الأخري مثل التنجر، والارينقا، والبرقد، والمسيرية جبل، والميدوب، والداجو، والبرقو. بالرغم من أن الهجمات ضد هذه الجماعات شُنت علي خلفيات عنصرية، لا توجد في الوقت الراهن أدلة كافية لتوجيه تُهمة ارتكاب الإبادة الجماعية ضد هذه الجماعات.
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس