الى يلماز غونيه
رجل وامرأة وقطار في ليل الأناضول
تحت الضوء / تقول المرأة في خوف : { ما هذا الليل ؟ }
مدن وقرى وذئاب تعوي جائعة ، تحت الثلج
ودخان الأنفاق الملتوية
وسعال الأطفال .
ليل ينذر بالزلزال .
قال الرجل النائم في همس : { الليل هو الليل } .
رجل آخر في أقصى العربة
يكتب تحت الضوء المخنوق رسالة
ويردد أغنية شاعت بعد الحرب الكونية في البلقان
تتحدث عن حب غامض
ونبي شاعر
فُتِنَ الناسُ بهِ / رجل يغتاب صديقاً ويقول :
{ هذي الدنيا خائنة ولعوب
تركب ظهر حمار بالمقلوب } .
المرأة تبكي في خوف . الرجل الأول يزجرها
ويقول لها : { ما هذا ؟
الفجر وشيك والغابات تتنفس في عمقٍ
والأرض تعاني أوجاعَ مخاض } .
1984
بستان عائشة
بستانُ عائشة على { الخابور }
كان مدينةً مسحورةً .
عرب الشمال
يتطلعون الى قلاع حصونها
ويواصلون البحث عن أبوابها
ويقدمون ضحية للنهر في فصل الربيع
لعل أبواب المدينة
تستجيب لهم
فَتُفتَحُ / كلما داروا .
اختفى البستانُ
واختفت الحصون .
فإذا خبا نجم الصباح
عادوا الى { حلبٍ } لينتظروا
ويبكوا ألف عام
فلعلهم في رحلة أخرى الى { الخابور }
يفتتحونها
ولعلهم لا يُفلحون
فالموت عرّافُ المدينة
هادمُ اللذات
يعرف وحدهُ
أين اختفى بستان عائشة
وفي أي العصور ؟
26 / 12 / 1987
2 / 1 / 1988
اللقالق
تحط الرحال بأعلى الكنائس
أعلى المساجد
فوق القباب
تُجَمِّمعُ عيدان أعشاشها
من هنا أو هناك
تبيض / تُفرخُ / تفرد في الريح أجنحة
لتزق الفراخ
فإن ضوأَت نجمة القطب فوق المدينة
ذارفة نورها في العراء
نما ريشها
واستطالت قوادمُها في الهواء .
تطير اللقالق عائدةً
لبلاد الضباب
مخلفةً صرخة في أعالي السماء .
القفص
لِتَكُن المقلاع والحجر
لتكن الانسان في صراعه الدامي مع القدر
لتكن المبدع والنار وصوت الريح والبشر
فأنت سيد الينابيع
وأنت سيد المطر
لكنك الآن ، حبيس
تنقر القضبان في القفص .
المكتشفون
يتوجع العشاق في صحراء وحدتهم
يجوبون المساءات الكئيبة
حاملين جحيمهم
متوحدين / مُهمشين
لبثوا / بفعل تواصل الأزمان
في ملكوتهم / لا يكبرون
شابت نواصي الأرض
دبّ الموت في الغابات
فانقرضت
وهم يتفتحون ويزهرون ويثمرون
وبسحرهم قهروا التعاسة
واصلوا الابداع
في صحراء وحدتهم
وكانوا / ما يكون .
تركوا على أسوار هذا الكون
بعض رموزهم
وَهمُ الى أرض الكواكب يرحلون .
|