الملاك والشيطان
معجزةُ الحب الخالد { لارا }
تنهض من تحت رماد الاسطورة ، عنقاء
تتألق نجماً قطبياً
وتهاجر مثل الأنهار
تتقمص في الواح الطينِ
وفي أختام ملوك { الوركاء }
صورةَ عشتار
تصبح معشوقاً أزلياً في لاهوت العشاق
إحدى الربّات
تتجلى في صور شتى
في أوراق البرديِّ وفي المنحوتات
تُغري بعبادتها الشعراء
فإذا ما عبدوها
صاروا في الحب لها عُبدان .
أغوتني
وأنا في المهد صبيٌّ
لكني أصبحتُ عليها سلطان .
كانت في الحب ملاكاً
وأنا كنتُ الشيطان .
1986
نهر المجرة
في نهر مجرة هذا الكون الشعريِّ
المسكون بروح الأسلاف
كنا مثل فراخٍ لم تنبت ، بعدُ ، قوادمها
نسبح ضد التيار
ونحاولُ ليلَ نهار
أن نصطاد الثور الاسطوريَّ
لنذبحه قرباناً لإله الشعر المتجلي
في غبش الأسحار
كنا نتحدى
أزمنة ً شاخت وعصوراً تنهار
بصواعق من نار .
كنا أطفالاً
لكنّا في الحب كبار .
1986
النقاد الأدعياء
جرذانُ حقول الكلمات
دفنوا رأسَ الشاعر في حقل رماد
لكنّ الشاعرَ فوق صليب المنفى
حمل الشمس وطار .
نيسان 1986
مترو باريس
أشباح عدد الرمل
أنهكها المعنى واللامعنى في حمّى البحث
ودوارُ الرفض
بعض منها ينزل أو يصعد من جوف الأرض
أملاً في البعث .
منها : من يبكي / يترنح / يضحك
يعوي مثل الذئبِ
ويُخفي بجريدته وجهاً متعب
ويُودِعُ ضوء نهارٍ يرحل
يستبدل ذاكرة الأمس بأخرى
ويخاطب انساناً مجهولاً في الغيهب .
من يهذي / يتضور جوعاً / يتأبط
كتباً لم تُقرأ .
من يعزف لحناً / يشحذ
يُلقي شعراً ويبحلق في المطلق .
من يرجو شيئاً لا يتحقق .
وتظل الأشباح الأرضية تنزل أو تصعد
في النفق الأسود .
1986
|