عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-07-2008, 01:53 PM   #12
khalid1964
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2008
المشاركات: 80
Arrow حسن الخلق ..

إن من كمال الأمر وتمامه عند البشر حسن الخلق

ولنا فيه عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة فقد قال:


‏إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق

وكان لابد أن نتخذه عليه الصلاة والسلام قدوة لنا جميعا في هذه الصفة التي بها يستقيم الأمر للفرد والجماعة


ومن الجميل أن نذكر تصنيف العلماء رحمهم الله تعالى لدرجات حسن الخلق بأنها أربعة
يستطيع فعلها الجميع ، فهي لا تكلف غاليا ولا تأخذ جهدا
ومن الجميل أن أعرضها هنا لنرى هل نحن قادرون عليها ، أم لأ ؟



الأولى:- كف الأذى


وهذا يعني أن يكف الإنسان أذاه أياً كان ذلك الأذى لفظيا أو ماديا أو معنويا عن الآخرين ، وبالذات عن المسلمين ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا ، وقال في حديث آخر رواه مسلم لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه


الثانية:- طلاقة المحيا


وطلاقة الوجه هنا تعني ( عدم العبوس ) فالإنشراح في وجه الآخرين طلاقة والتبسم لهم طلاقة والسؤال عن صغيرهم طلاقة ، وتقصي حاجاتهم طلاقة ، هذه الأشياء الصغيرة التي لا تحتاج إلى جهد أو مال ثمنها عظيم ، لهذا قال عليه الصلاة والسلام كما جاء في صحيح مسلم : لا تحقرنّ من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق لأن العبوس منفر وقد يضر بصاحبه قبل أن يتعداه إلى الآخرين وطلاقة المحيا باب لمحبة الناس وأسر قلوبهم



الثالثة:- حُسن الكلام


وفي هذا يكفينا قوله جل وعلا في محكم التنزيل في سورة الإسراء : وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ، وفيها أيضا قال عليه الصلاة والسلام كما جاء في مسند الإمام أحمد ليس المؤمن بطعان ولا بلعان ولا ‏ ‏الفاحش ‏ ‏البذيء ‏
وإني لأعجب من يضرب بقول الله جل في علاه وقوله عليه الصلاة والسلام عرض الحائط ، ويأتي بما يخالفهما


الرابعة:- بذل المعروف


والمعروف هنا ليس المال فحسب ، بل قد يكون النفس والجاه ، فقضاء حاجات الناس بذل للمعروف وكظم الغيظ بذل للمعروف ، والعفو بذل للمعروف ، والآيات والأحاديث في هذا الجانب كثيرة جدا لا تخفى على أحد ، ويكفي أن نذكر أن الله قد وصف الإقتصاص بالحق بأنه ( سيئة ) وعظّم سبحانه أجر من عفى وأصلح


وختاماً


هذه دعوة صادقة للتأمل في أحوالنا ، ولينظر كل واحد منّا في نفسه ليرى موقعه من
( حسن الخلق ) خصوصا إذا علمنا أننا محاسبون على ما نقوم به ، سواء بأسمائنا الصريحة أو بأسمائنا الوهمية ، لأننا محاسبون وإن تخفينا
فهناك من لا تنام له عين ، ولا يغيب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض

فهل من الصعوبة بمكان
أن نكف أذانا عن الآخرين ، وأن يكون محيانا طلقا باشا ، وأن يكون كلامنا حسنا ، وأن نبذل العروف ..
بالتأكيد يمكننا ذلك ، ولكن إن أردنا نحن ذلك حقا


فهلموا معاً ليكون ( حسن الخلق ) تاجاً على رؤوسنا

آخر تعديل بواسطة khalid1964 ، 19-07-2008 الساعة 02:07 PM.
khalid1964 غير متصل