الموضوع: ناقة صالح
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-07-2008, 06:44 PM   #3
الشيخ عادل
كاتب إسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: مصر
المشاركات: 642
إرسال رسالة عبر MSN إلى الشيخ عادل
إفتراضي ناقه صالح2


قصور وبيوت منحوتة..تماثيل فى كل مكان..حدائق..مكان مهيب بحق
استيقظ الناس فى الصباح..والتفوا حولى بحذر..
كانت أى حركة أعملها حتى لو حركت راسى..ترعبهم وتخليهم ينطوا لورا..
الموضوع ده ضايقنى عشان قيد حريتى قليلا..

واللى ضايقنى أكثر الأحاديث الهامسة اللى ماكنتش بسمع منها حاجة..
شعور غبى قوى لما تبقى قاعد فى وسط جماعة..كلهم بيتكلموا عليك بصوت واطى وانت عارف!!!!

وظلوا على حالهم هذا أيام..لحد ما جه طفل صغير..قرب منى بشجاعة..ومد إيده.
أنا خفت ورجعت براسى للخلف..بس فهمت إن هو عايز يطبطب عليا..
اومئت له دماغى وسط صيحات الأهالى للطفل بالابتعاد :
ارجع يا واد ..؟
بس الواد مارجعش..والتصرف ده..كسر كل المخاوف..

ومابين يوم وليلة..كان كل القوم حبايبى!!!!..وفى اليوم التالت من ظهورى فى أرض ثمود..أنجبت صغيرى!!!
نعم..فى اليوم الثالث أنجبت صغيرى..ومش عايزة تعليقات سخيفة!!!

جذب وليدى إهتمام الناس أكثر منى أنا..وزادت علاقاتنا أنا وصغيرى بالقوم..
وبدأت أرضع صغيرى..لبن طبعا..

اللن جذب الناس جدا..ريقهم جرى..فجريوا هم كمان على صالح..يستأذنوه إنهم يشربوا من اللبن ده!!
صالح قال لهم..اللبن مباح برحمة الله..بس الماء حايتقسم بينى وبينهم..أنا أشرب يوم..وهم يوم..
وطبعا الأمر ده وحى إلهى بحت..أنا يوم وهم يوم..وفى اليوم بتاعى هم يشربوا لبن..وفى اليوم بتاعهم..أنا أرضع صغيرى..
كان اقتراح جميل فعلا..وهم وافقوا عليه..

كنت كريمة معاهم فعلا..كنت أنزع ثديي من فم صغيرى..لأرضع طفلة من قوم ثمود..كان لبنى جميل المذاق فعلا!!!
والغريب..أن من يشرب منه..لا يظمأ ولا يجوع!!!!
أحبنى المجتمع كله..فقد كنت أطعمه وأسقيه...
ومرت أيام فى غاية السعادة والهناء..!!
وفعلا..مرت..وعدت الأيام الحلوة..وأكيد انتوا عارفين..
الأيام الحلوة..بتعدى فى ثوانى

مش كل القوم آمنوا..لم يزل هناك كثير من الأثرياء الحاقدين..وكانوا يدبرون..ويتكتكون!!!
وبدأت تدريجيا أشعر بستار من الكراية يحيط بى!!
وانقسم المجتمع قسمين..قسم مؤمن بصالح..وقسم كافر وحاقد..
وفيوم دار بينهم الحوار ده: فى قول الله سبحانه وتعالى :

-قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ
-قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ
-قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ


المشكلة..إنه كالعادة فى كل زمان ومكان..المؤمنين غلابة..والكفار جبابرة!!!
قلقى بدأ يزيد..وحسيت إن فى مكيدة فى الموضوع
وفعلا...
أرسل كبير الكفار إلى كل سادة ثمود ..ودخلوا إلى قصره..ليبحثوا كيفية القضاء على دعوة صالح التى نزعت منهم كل سلطان؟؟!!
وبدؤوا يتجاذبون أطراف الحديث
-وجود ناقة ترعى بحريتها قد نزع منا كل سلطان على القبيلة!!
-وجود الناقة تذكير مستمر للناس بصالح ونبوته
-ما هو الحل؟؟
-التخلص من الناقة!!!!
يتخلصون منى أنا..أنا النبل والطهارة والحب..
يقتلون الخير بأيديهم!!!
فزع بعضهم من الفكرة فى البداية..فقد حذرهم صالح ألا يمسونى بسوء..وتراجع الكثير بالفعل..
ولكن زعيمهم لم يكن ليتركهم...أديرت كؤوس الخمور..ولم يعد هناك من يدرى شيئا ..أو يخاف شيئا..العملية شعشعت خالص
وبدأت مباحثات أخرى...
وبعد أن كان السؤال..ماذا نفعل بالناقة..تحول إلى كيف نقتلها..ثم تطور الأمر..مين اللى يقتلها!!!

أكتر حاجة كانت مجننانى..إنى مش فاهمة ليه..ليه عايزين يقتلواالخير؟؟
أنا عملتلهم إيه؟؟..أنا ماضرتهمش فحاجة..
أحنيت رأسى..ومضيت فى تقديم اللبن لمن يريد..شعرت أن قرار ذبحى قد صدر..ولم يبقى إلا التنفيذ..
وأحسست بالحزن ذات ليلة..وابنى الصغير يستدفئ فى صدرى..حزنت على مصير البراءة..
لماذا يذبح الناس البراءة فى هذا العالم؟؟؟

ومضيت أقدم اللبن..ومرت ليلتان..وجاءت الثالثة..وأحسست أنها الأخيرة..
وجاء تسعة من العتاه..أشار إليهم الله بقوله:

وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ

دول اللى دبروا..واللى نفذ أشير اليه بوصفه صاحبهم...

إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ

كان سكران..دخل وهو بيتمايل من السكر..السيف كان بيلمع فى إيده لمعان..خلى صغيرى يبكى..نفسه كان أشد سوادا من عمق الليل..
رفع سيفه لأعلى وهو لايكاد يرى..
انحنيت أحمى صغيرى..
قطع السيف قدمى..سقطت ساجدة من الألم..
ورفع سيفه مرة أخرى..
السيف يلمع..
أنفاس الرجل قاتلة..
وصدقوا أو لا تصدقوا..البرق يضئ على السيف..
لابد أنها الأخيرة..

لاتخافى يا ناقة الله..أنا ملك كريم..وقد كنت فتنة وآية لقوم ظالمون..والآن يخفف عنك الله,,ها أنت شهيدة فى سبيله

هبط السيف على رقبتى..أعتقد أنها النهاية..لم أعد أقوى على كتابة المزيد..
شعور رائع بالفعل..الشهادة..

أما مصير ثمود..فها هو أمامكم


إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ

واسيبكم فى رعايه الله ..حد عايز حاجه

وفضفضه اخرى مع الشيخ عادل

__________________
اذا ضاق بك الصدر ...ففكر فى الم نشرح

فان العسر مقرون بيسرين..فلا تبرح
الشيخ عادل غير متصل   الرد مع إقتباس