عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-07-2008, 03:44 PM   #2
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي

وهو نفس ما أوردته مؤسسة "ميمري" الصهيونية التي تعنى بمتابعة الإنتاج الفكري والإعلامي والأدبي في العالم العربي وتقدم خدماتها بشكل خاص لأعضاء الكونجرس الأمريكي ولدوائر الإدارة في واشنطن؛ إذ ذكرت اسم د.المسيري أكثر من مرة كواحد من "مروجي الفكر اللاسامي" في العالم العربي.
بل ذهبت "ميمري" التي يرأس مجلس إدارتها رجل الموساد يغال كرمون إلى أكثر من ذلك؛ فربطت بين د.المسيري والعلامة الشيخ د. يوسف القرضاوي كـ"دعاة للاسامية والإرهاب" في عدة تقارير مستندة إلى ما تقول إنها اقتباسات تؤكد ذلك.
وخلال القرنين الـ17 والـ18 ظهر مصطلح "اللاسامية" كمفهوم ثقافي غربي يتعلق باضطهاد الجماعات اليهودية في أوروبا لكونها يهودية، وانطلاقا من فكرة نقاء الأعراق العنصرية، ويعتمد على التفسير التوراتي لأنساب البشر والقائل: إن "الساميين من نسل سام بن نبي الله نوح عليه السلام، بينما الأوروبيون أبناء يافث بن نوح عليه السلام".
وتطورت "اللاسامية" من مفهوم ثقافي إلى تهمة "معاداة السامية" بعد توقيع الرئيس الأمريكي جورج بوش في 16-10-2004 مشروع قانون يلزم وزارة الخارجية برصد وإحصاء الأعمال المعادية للسامية في العالم، وتقويم مواقف الدول من هذه الأعمال، وينص على ضرورة استمرار الولايات المتحدة في جهودها لمحاربة عداء السامية في العالم.
من خلال هذا القانون نجح أنصار الصهيونية في العالم من إلصاق هذه التهمة بكل من يحاول كشف الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، أو يفند الحقائق التاريخية المتعلقة بالمحرقة اليهودية "الهولوكوست"، مثل المفكر الفرنسي روجيه جارودي الذي حوكم بتهمة "معاداة السامية" لهذا السبب.
وللدكتور المسيري -بجانب موسوعته الأشهر "اليهود واليهودية والصهيونية"- مؤلفات أخرى منها: "من هو اليهودي"، و"النازية والصهيونية ونهاية التاريخ"، وكان قبل وفاته الخميس الماضي 3-7-2008 يعد لنشر موسوعة بعنوان "الصهيونية وإسرائيل"، تتناول إسرائيل من الداخل مجتمعا ومؤسسات؛ بهدف تعميق الفهم بإسرائيل.
بلورة الوعي العربي
وبحسب خبراء بالشئون الإسرائيلية، فإن الإعلام الإسرائيلي لم يتجاهل وفاة الدكتور المسيري، ليس لأنه لا يعرف قدره؛ بل لأنه الباحث والمحقق العربي الأبرز الذي درس الحالة اليهودية والحركة الصهيونية، والذي ساهم بالتبعية في تنوير الوعي العربي بحقيقة إسرائيل والصهيونية، مجسدا شعار "اعرف عدوك" على أرض الواقع.
المسيري الذي آلمته هزيمة بلاده العربية في يونيو 1967، قرر دراسة هذا المجتمع وعقائده وأفكاره فأنتج موسوعته الفريدة "اليهود واليهودية والصهيونية"، وعددًا من الكتابات الأخرى التي عبدت الطريق أمام عشرات من الباحثين العرب الآخرين لدراسة إسرائيل من الداخل.
وما يعكس وجهة النظر الإسرائيلية تجاه المسيري ما قاله أستاذ الإعلام الإسرائيلي والمحاضر بجامعة بن جوريون د. شلومو زند قبل عام بأنه: "لا يوجد شيء يضايق النخب التي تسيطر على وسائل الإعلام الإسرائيلية والنخب الفكرية والبحثية الإسرائيلية أكثر من أن يكون هناك باحثون عرب على دراية بحقيقة الأوضاع في إسرائيل".
وفي مقالة بحثية مطولة نشرها في "العين السابعة" العبرية المعنية بنقد وسائل الإعلام نوه "زند" إلى أن رجال المخابرات والمستشرقين والأكاديميين والإعلاميين اليهود المختصين بالشئون العربية لا يريدون تغيير الصورة النمطية التي كونوها لأنفسهم بأنهم "يعلمون خفايا الإنسان العربي وخصائصه النفسية والذهنية".
وفي المقابل -يضيف زند- "لا يريدون أن يعي الرأي العام العربي أن في الطرف العربي باحثين عربًا على نفس القدرة من التأهيل القادر على سبر أغوار الشخصية والمجتمع الإسرائيلي" مثل د. المسيري.
واعتبر "زند" أن "هذا التقليد في التعاطي يعكس في الحقيقة توجها عنصريا ونسفا لأبسط متطلبات الموضوعية التي تفترض على الأقل الإشارة إلى الحراك في الجانب الآخر لاسيما على صعيد تقديم المعلومات للجمهور الإسرائيلي حول طابع النخب المثقفة العربية".
ووفق هذا الطرح الذي أكده "زند"، يأتي تجاهل الإعلام الإسرائيلي لوفاة الدكتور المسيري على وجه التحديد منطقيا وفي سياقه.
إسرائيل: "نعم للمطبعين.. فقط"
وما يؤكد ما ذهب إليه المراقبون وخبراء الشئون الإسرائيلية ويفسر موقف الإعلام الإسرائيلي من وفاة المسيري ما قاله الباحث الإسرائيلي إبراهام ليفيشيت في مقال كتبه بصحيفة "يديعوت أحرونوت" قبل ثلاثة أعوام وجاء فيه: "الإسرائيليون يرتاحون لطابع محدد من المثقفين العرب الذين يميلون للتطبيع".
وأشار المقال إلى سيل المديح الذي يكيله الإعلام الإسرائيلي للسيناريست المصري علي سالم، أحد أبرز دعاة التطبيع؛ حيث تحظى زياراته لإسرائيل بتغطية إعلامية واسعة، لاسيما مع منحه الشهادات الفخرية من جامعة بار إيلان التي تعتبر أحد أبرز معاقل التطرف في إسرائيل.
ونوه ليفشيت إلى أن الإعلام الإسرائيلي يحاول "شيطنة "النوع الآخر من المثقفين العرب الذين يرفضون التطبيع ويعادونه لدوافع وطنية وقومية ودينية، معتبرا أن هذا سلوك غير موضوعي، ويتعارض مع أبسط متطلبات الأمانة العلمية.
ورحل د. المسيري عن عالمنا الخميس الماضي بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز الـ 70 عاما، وفاضت روحه في مستشفى فلسطين بالقاهرة فجرًا، وشيع جثمانه من مسجد رابعة العدوية بالقاهرة، ووري الثرى في مسقط رأسه بمدينة دمنهور في محافظة البحيرة (شمال)، في اليوم نفسه.
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس