الموضوع
:
الوجيز في تأويل الكتاب العزيز/الفجر
عرض مشاركة مفردة
06-07-2008, 05:02 AM
#
3
جمال الشرباتي
كاتب إسلامي مميز
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 639
ثمّ قال"
وقوله: (
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ
) يقول: وبثمود الذين خرقوا الصخر ودخلوه فاتخذوه بيوتا، كما قال جلّ ثناؤه:
وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ
والعرب تقول: جاب فلان الفلاة يجوبها جوبا: إذا دخلها وقطعها، ومنه قول نابغة:
أتـاكَ أبُـو لَيْـلَى يَجُـوبُ بِـهِ الدُّجَى
دُجَـى اللَّيـلِ جَـوّابُ الفَـلاةِ عَمِيـمُ
يعني بقوله: يجوب يدخل ويقطع.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ثمّ ذكر من قال ذلك:
----------
--: قال ابن زيد في قوله:
( الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ )
: ضربوا البيوت والمساكن في الصخر في الجبال، حتى جعلوا فيها مساكن. جابوا: جوّبوها تجوّبوا البيوت في الجبال، قال قائل:
ألا كُـلُّ شَـيْءٍ مـا خَـلا اللـهَ بـائِدٌ
كمَـا بـادَ حَـيٌّ مِـنْ شَـنِيقٍ وَمارِدِ
هُـمُ ضَرَبُـوا فِـي كُلّ صَلاءَ صَعْدَةٍ
بــأيْدٍ شِــدَادٍ أيِّــدَاتِ السَّــوَاعِدِ
----------------------------------------
ثمّ قال"
وقوله:
( وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتَادِ )
يقول جلّ ثناؤه: ألم تر كيف فعل ربك أيضا بفرعون صاحب الأوتاد.
واختلف أهل التأويل في معنى قوله:
( ذِي الأوْتَادِ
) ولم قيل له ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: ذي الجنود الذي يقوّون له أمره، وقالوا: الأوتاد في هذا الموضع: الجنود.
*
--------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: بل قيل له ذلك لأنه كان يُوتِد الناس بالأوتاد.
-----------------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: كانت مظالّ وملاعب يلعب له تحتها.
----------------------------------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: بل ذلك لأنه كان يعذّب الناس بالأوتاد.
-------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: إنما قيل ذلك لأنه كان له بنيان يعذّب الناس عليه.
-------------------------------------------------------
ثمّ قال"
وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب قول من قال: عُنِيَ بذلك: الأوتاد التي تُوتَد، من خشب كانت أو حديد، لأن ذلك هو المعروف من معاني الأوتاد، ووصف بذلك لأنه إما أن يكون كان يعذّب الناس بها، كما قال أبو رافع وسعيد بن جُبير، وإما أن يكون كان يُلعب له بها.
-----------------------
ثمّ قال"
وقوله: (
الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ
) يعني بقوله جلّ ثناؤه (
الذين
) : عادًا وثمود وفرعون وجنده، ويعني بقوله (
طَغَوْا )
: تجاوزوا ما أباحه لهم ربهم، وعتوا على ربهم إلى ما حظره عليهم من الكفر به. وقوله: ( فِي الْبِلادِ ) : التي كانوا فيها.
-----------------------------------
قال رحمه الله "
القول في تأويل قوله تعالى :
فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ
(12)
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
(13)
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ
(14)
فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ
(15)
.
يقول تعالى ذكره: فأكثروا في البلاد المعاصي، وركوب ما حرّم الله عليهم ( فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ) يقول تعالى ذكره: فأنـزل بهم يا محمد ربك عذابه، وأحلّ بهم نقمته، بما أفسدوا في البلاد، وطغَوْا على الله فيها. وقيل: فصبّ عليهم ربك سَوط عذاب. وإنما كانت نِقَما تنـزل بهم، إما ريحا تُدَمرهم، وإما رَجفا يُدَمدم عليهم، وإما غَرَقا يُهلكهم من غير ضرب بسوط ولا عصا؛ لأنه كان من أليم عذاب القوم الذين خوطبوا بهذا القرآن، الجلد بالسياط، فكثر استعمال القوم الخبر عن شدّة العذاب الذي يعذّب به الرجل منهم أن يقولوا: ضُرب فلان حتى بالسياط، إلى أن صار ذلك مثلا فاستعملوه في كلّ معذَّب بنوع من العذاب شديد، وقالوا: صَبّ عليه سَوْط عذاب.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*
ثم ذكر من قال ذلك:
----------------------------------------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ
) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: إن ربك يا محمد لهؤلاء الذين قصصت عليك قَصَصَهم، ولِضُرَبائهم من أهل الكفر، لبالمِرصاد يرصدهم بأعمالهم في الدنيا وفي الآخرة، على قناطر جهنم، ليكردسهم فيها إذا وردوها يوم القيامة.
*****************************
قال رحمه الله
واختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم: معنى قوله: ( لَبِالْمِرْصَادِ ) بحيث يرى ويسمع.
--------------------------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: يعني بذلك أنه بمَرصد لأهل الظلم.
------------------------------
---------------------------------------------
ثمّ قال"
وقوله:
( فَأَمَّا الإنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ )
يقول تعالى ذكره: فأما الإنسان إذا ما امتحنه ربه بالنعم والغنى
( فأكْرَمَهُ )
بالمال، وأفضل عليه، ( وَنَعَّمَهُ ) بما أوسع عليه من فضله (
فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ
) فيفرح بذلك ويسرّ به ويقول: ربي أكرمني بهذه الكرامة.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( فَأَمَّا الإنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ) وحقّ له.
-----------------------------------
-----------------------
يتبع
__________________
مؤسس ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb/
جمال الشرباتي
عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو
إيجاد المزيد من المشاركات لـ جمال الشرباتي