[maher]

السلام عليكم


ذهبت ظهيرة هذا اليوم للبحر لكي أخفف على نفسي قليلا من وطأة الحر التي إجتاحتنا

وصلنا للشاطئ لأرى من بعيد شاحنة تتبع لبلدية مدينتنا على حافة الشاطئ

و بما أني متعود على هذا المنظر سنويا خلال الصيف

و هو مشهد مريع و مع الأسف لم آخذ جوالي معي و إلا كنت إلتقطت لكم صورا و أدرجتها هنا

المهم، الشاحنة كانت تحمل جثثا لبعض الأفارقة الذين رمى بهم البحر لشواطئنا بعد أن غرقت بهم سفينتهم


سماسرة البحر كما نسميهم هنا

هم مجموعة من الأشخاص يقومون ببيع أحلام الهجرة لأروبا للأفارقة

و أكيد هؤلاء الذين لم يعرفوا من الحياة إلا شظفها سيبهرهم هذا الحلم

و لم يعيشوا إلا في فقر أو حرب ستستهويهم فكرة عبور البحر على خطورتها

مقابل حرية و حياة تذكرهم بآدميتهم !!!

و سيسعون إليه بكل الطرق و الـ .. مبالغ !!!

طبعا المراكب غير مزودة إلا بالمحرك و وعاء بنزين

و قليلا ما تجد مركبا مزودة ببوصلة على الأقل

يأخذونهم فيحشرونهم كسمكات السردين فوق المركب الصغير

و يسلمونهم دفته مع توصيات بسيطة لا تساعد في الإبتعاد إلا بضع كيلومترات عن الشاطئ

يمخضون عباب البحر ليواجهوا مصيرا محتوما أغلب الظن أنه ميتة غرقا !!!

أو سجن على أيدي السلطات التونسية أو الإيطالية إن حالفهم الحظ ليتجاوزوا مياه تونس


مع الأسف هؤلاء السماسرة عرب مسلمون من تونس و ليبيا

يبيعون الوهم و يتاجرون بحياة الأبرياء مقابل حفنة أوروات أو دولارات

الله أعلم كيف تمكن صاحبها من جمعها


و مع الأسف لازالت أوهامهم تلقى رواجا

و مع الأسف جثثهم لا زالت في تزايد !!!