الموضوع: الشيعي الجديد
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-07-2008, 10:34 AM   #2
القوس
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,839
إفتراضي

الشيعي الجديد ولائه لوطنه وأمته ، فلا يؤمن بالنظم الأممية كولاية الفقيه والخلافة والإمارة ، الشيعي الجديد يرى في الوطن الأم والوجود وفي الأمة الامتداد والمصير، الشيعي الجديد يرى إن وحدة الأمة في فيدراليتها ولامركزية إدارة شئونها ، وتعدد نماذجها الحضارية والثقافية ، كما هو شان الاتحاد الأوربي والإفريقي والأمريكي، الشيعي الجديد يعمل من اجل دولته الوطنية وشعبه القطري، ولا يرى في نظريات الحكم الأممية إلا شكلا من أشكال الاستبداد والهيمنة ومحاولة الاستيلاء على مقدرات الشعوب والأوطان وتامين مصالح القوى التي تصدرها على حساب الشعوب المغلوبة على أمرها.

الشيعي الجديد يرى في المرأة إنسان موازيا له ، فيمنحها كل ما يمنح نفسه من امتيازات وحقوق ، فلا يتعامل معها بناء على الفقه البشري السائد أو منظومة التعاليم البرجوازية المستبدة أو الموروث الشعبي المتحجر ، وإنما يعاملها بقيمه الإنسانية وأخلاقه الآدمية وثقافة العالمية ، انه يتعاط معها كانسان ند ومواطن له حقوق وعليه واجبات ، انه يعتبرها إنسان متعدد الأدوار في مجتمعه ويشارك بفاعلية في البناء والأعمار، الشيعي الجديد لا يحصر المرأة في أنوثتها ، إنما يرى في المرأة إنسان ومواطن ومسئول ونصف المجتمع الحي الذي ينتمي إليه، بكل ما يحمله من طاقات وقدرات ، انه يتعامل معها بصورتها البشرية ونزعتها الإنسانية بناء على موقعها كانسان حر ومواطن مسئول ونشط في محيطها الاجتماعي .

الشيعي الجديد يرى أن العادات والتقاليد ليست سوى نظم اجتماعية مهمتها التعامل مع آخر ما توصل إليه الثقافة البشرية والنهضة الإنسانية ، فالنظم الاجتماعية من عادات وتقاليد وقيم تدور في مدار القوانين والأنظمة التي تدور في مدار التشريعات ، التي تدور في مدار القانون الأب الجامع ( الدستور) ، إن الشيعي الجديد يرى إن النظم الاجتماعية تتغير بتغير القوانين والأنظمة التي هي عبارة عن تشريعات وضعت من قبل عقلاء وأذكياء المجتمع ، بناء على المصلحة العامة ، فلا شي مقدس سوى المصلحة ، وكل عادة عرضة للتغيير والإقصاء والإلغاء ، فكل نظام أو قانون هدفه سعادة الإنسان، فإذا ما وجد أي تقليد أو عادة أو تشريع أو قانون يخل بهذه القاعدة يجب إلغاءه حتى لا يشكل عقبة أمام تقدم المجتمع ورفاهه .

الشيعي الجديد يرى في التعصب والغلو والإرهاب ظواهر خطيرة نشئت في الوطن العربي جراء الاستبداد باسم الدين ، ويعتقد بان نشر قيم الحرية وثقافة الحقوق وزيادة رقعة الحريات في إطار خط تنمية بشرية واقتصادية وحضرية طموحة وجادة ومتوازنة سوف تجعل هذه الظواهر تنحسر ويصبح معتنقيها في عداد المنبوذين في مجتمعاتهم وليس لهم إي وزن أو تأثير.

الشيعي الجديد يتبع الفقهاء في الفقه ألعبادي الفردي، شانهم كشأن باقي أصحاب التخصصات، أما ما هو متعلق بالوطن من حيث نظامه السياسي والحقوقي والاقتصادي والقانوني والقضائي والاجتماعي فانه بيد الشعب عبر حكمائه واذكيائه.

الشيعي الجديد يرى في الالتزامات المالية الدينية- في سيرتها الأولى- شان فرديا وضريبة مالية شخصية ليس لها وزن اقتصادي حقيقي ولا يجب أن تكون عنوان لحركة طائفية أو امتداد مشبوه، يتعارض مع الانتماء الوطني والهوية القطرية وقيم التعايش والحرية والمساواة.

الشيعي الجديد يرى إن إنسان الحاضر لا يمكن للماضي أن يستوعبه، لذلك فان عليه أن ينهل من الماضي بما يتمكن من بناء حاضره، وان عليه أن ينظر للمستقبل وان يعمل من اجله، فالمستقبل هو الغد وما بعده ، وهو الحياة الحقيقة القادمة، أما الماضي فانه ليس سوى تراث وارث مضى بخيره وشره ، فلا يجب أن يحكمنا آبائنا وأجدادنا من قبورهم! ولا يجب أن نحيي خلافاتهم وصراعاتهم وثقافتهم ، لأنها ماتت بموتهم وانتهت بنهايتهم، أما أبناء هذه العصر فهم الحاضر وأبنائها المستقبل الذي يجب أن يخطط له بدقة وعناية .

الشيعي الجديد يتحرك من خلال إيمانه العميق بالقيم الإنسانية المشتركة والنتاج الإنساني في مختلف جوانب الحياة البشرية، يحلم بيوم أفضل للإنسانية جمعاء، يحلم بفجر الحرية والخلاص لكل شعوب الأرض دون تمييز، عالمي النزعة معولم الحركة، ديني الضمير، أنساني الفكر ، دولي الأفق ، كوني التطلعات، يمد يديه لكافة بني البشر ويعمل من اجل خير البشرية، يؤمن بتنافس الحضارات وتلاقح الثقافات وتعايش الأديان ،الشيعي الجديد هو الإنسان المسلم الجديد الذي يساهم في أعمار الأرض وانقاد البشرية من الشرور والآثام في ظل سيادة قيم التعايش والإخاء والمحبة .
__________________
مأساتي معاك تزيد

واتم بعيد .. وتتم بعيد
وأتم مثل الحزن ..

أنطر سحابة عيد
أجي ملهوف ..
عطش تحت المطر ملهوف
وقتي يطوف .. لوني ضايع ومخطوف
القوس غير متصل   الرد مع إقتباس