عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-07-2008, 06:48 AM   #4
mohamed halabjay
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 36
إفتراضي

حلبجة اسم فاق كل الآفاق ارتبط بل اصبح مرادفا لـ(جينوسايد) -الإبادة الجماعية والغازات الكيمياوية السامة.
بعيدا عن الويلات والمآسي، قريبا من الطبيعة الساحرة، بعيدا عن الـ(جينوسايد)، قريبا من التاريخ والجغرافيا، نحاول هنا ان نتصفح صفحات مشرقة من تاريخ هذه المدينة الجميلة الباسلة الشهيدة .

ماذا تعني كلمة (حلبجة – هةلةبجة)؟
بخصوص كلمة (حلبجة):
بادئ ذي بدء علينا ان نعرف بأن الكرد ينطقونها بـ(هةلَةبجة-JALABJA) وهناك آراء عديدة عن أصل هذه الكلمة ، اهم هذه الآراء :-
رأي يقول بأنها تلخيص لكلمتي(عجب جا)الفارسيتين وتعنيان (الموقع المدهش).
رأي آخر يقول انها أتت من (هةلوزةHluzha –الاجاص) لكثرة بساتين الاجاص الموجودة فيها والدليل على صحة هذا الرأي ان القرويين يسمونها بـ(هةلةوجة)الأقرب من(هةلوزة).
(حلبجة) قد تكون اسما مصغرا من الـ(حلب) الواقعة في سوريا و(جه) في اللغة الكردية تستعمل للتصغير.
كان العثمانيون يطلقون اسم (ألبجة قزاسي) على حلبجة وهناك رأي يقول بأنها جاءت من اسم (ألب أرسلان)الأمير السلجوقي الذي مر بحلبجة وسماها (الب جا) وتعني (جا) الموقع، أي موقع ألب أرسلان والب ارسلان هو محمد بن داود الملقب بعضد الدولة والسلطان المعظم الذي حكم من (1033-1072م) وحكم مرو وهراة وارمينية ونيسابور ومدينة السلام والري...
-وردت كلمة حلبجة عند المؤرخين بان (حلة) كانت قرية في شهرزورفي القرن العاشر الهجري وفي البدء كانت كلمتان (حلة -بجى) لكن مع مرور الزمن تلاشت كلمة (جى) وبقيت-حلة- الا ان هذه القرية دمرت ولم تبق في الوجود.
وهناك من يقول انها عمرت على يد (هةلو بةك)وسميت بــ(هةلوجان)، ثم حدثت تغيرات على الكلمة ولصعوبة النطق على السنة الناس اصبحت(هةلةوجة) أو (هةلةبجة).
ومن يقول ان(هةلوخان)الأمير الاردلاني عمر حلبجة وسماها(هةلوجة).
كما ان هناك آراء اخرى، لكنها أقرب الى الاساطير والخرافات لا جدوى من ذكرها، واود ان أشير الى انني استعملت كلمة (عمرّ) بدل من بنى لأن المنطقة كانت آهلة بالسكان منذ قديم الزمن، ولكن ليس على شكل مدينة أو وحدة مدنية ادارية بدليل وجود التلال والهضبات التي كانت قد استعملت كقلاع للدفاع، واكتشاف المقابر القديمة وبقايا العظام والآثار التي يعود تاريخها الى ما قبل الاسلام بقرون طويلة، وهناك دلائل كافية لحدوث معارك طاحنة في المنطقة في عهد الفتوحات الاسلامية، كما لا ينكر وجود حضارة مدنية في المطقة قبل ظهور الاسلام.

حلبجة والتاريخ
مما لا شك فيه ان حلبجة (كمدينة) اسست وبنيت في زمن الاتراك العثمانيين، لكن من هو الذي بني المدينة ومن اسكن فيها اول الامر؟ هذا ما هو مجهول وفي غياهب التاريخ وغير موثوق به ككثير من التاريخ المدون.. نحن بدورنا نعرض على المرء ما جاء من آراء حول تاريخ هذه المدينة بالذات ولا اتجرأ ان اقترب من تاريخ المنطقة لانها قدم التاريخ ومن شأن ذوي الاختصاص :-
يقول المؤرخون بأن عشيرة الجاف هم الذين بنوا المدينة قبيل سنة 1700 م، بعد صراعهم المرير والدامي مع احد أمراء اردلان في جوانرو ويهجرون منطقتهم ويتجهون نحو منطقة شهرزور التي كانت تحت سيطرة البابانيين وبالتحديد يسكنون في منطقة باني خيلان .. في البدء كان عددهم (100عائلة -100 رِةشمال) ثم بدأوا من هناك برحلة الشتاء والصيف من والى جبال وسهول المنطقة. ومن يقول ما بين 1650-1772م اسكنت منطقة حلبجة الحالية (13)عائلة منحدرة من بكوات شيوةكةل وبسبب وجود الينابيع والكهاريز والجداول الكثيرة في المنطقة ولجمال طبيعتها اصبحت المنطقة معمرة وآهلة بالسكان والى الآن بقيت سلالة الـ(13 بيتا)واحفادهم في حلبجة وضواحيها، ويتفق اكثر المصادر على ان حلبجة بنيت كمدينة عام 1650م ومن ثم اوهلت بالسكان رويدا رويدا، وكانت تابعة لناحية كولَ عمر قبل ان تبنى مدينة السليمانية، واصبحت اداريا قضاءً مركزها مدينة حلبجة، وهي من اقدم اقضية العراق، فمنذ 1889 م وهي مركز لقضاء حلبجة وعين(عثمان باشا الجاف) اول قائممقام لها، وكان لـ(بكوات الجاف) الدور المشهود في ادارة العدل والقضاء والتعليم والبلدية والامن في زمن العثمانيين والانكليز .
تحت ضوء التعداد السكاني الذي اجري عام 1922 ظهر بأن عدد سكان حلبجة كان كما يلي :-
مركز القضاء 2300 نسمة، خورمال 19.500 نسمة، بينجوين 22.000 نسمة، وارماوه – دربنديخان 7.000نسمة والمجموع الكلي 50.800 نسمة.. وكانت هذه النواحي والقصبات تابعة لقضاء حلبجة
1- بينجوين الى العام 1959
2- وارماوا – دربنديخان وهي الآن مركز لقضاء
3- ناحة بياره
4- ناحية خورمال
5- سيروان
6- ناحية شهرزور- سيد صادق.
منذ العام 1930 الى 1946 كان عدد بيوت حلبجة لا يتجاوز 470-500 بيتا لذلك كان فيها ثلاث محلات فقط
1- محلة باشا
2- محلة بير محمد
3- محلة كاني عاشقان
ثم بعد ان اسست مشاريع الماء والمجاري والكهرباء في 1940 اوجدت محلة السراي ومن ثم محلة كاني قولكه ومحلة شيخ سمايل.
نظرا لموقعها التجاري المهم والواقع على طريق القوافل التجارية القادمة والعائدة من والى خانقين والموصل وبغداد، من والى باوه، مريوان، كرمانشاه، سنندج وزنجان وتبريز، اتجه صوب المدينة واسكن فيها العديد من العوائل القادمة من المناطق الأخرى .
كان يسكن حلبجة منذ القديم الافخاذ التالية التابعة لعشيرة الجاف (نةورولي كوكويي، شةميران، هاروني، ئيناخي، زةردويي، ئيامي ياروةيس، عةمولة، وةلي، سةداني ) اضافة الى (هةورامي، كاكةيي، الاسياد، الشيوخ) بعدهم اسكنت المنطقة عدة عوائل من (كلهور، تاوكوز، باوايي وغيرهم ).

موقع وجغرافية حلبجة
تقع مدينة حلبجة في جنوب شرق السليمانية، بالتحديد في نهاية تخوم سهل شهرزور الذي يعد من اخصب سهول العالم، لا تبعد عن السليمانية سوى 80 كلم، تطل على هذه المدينة سلاسل جبال هورامان شنروي – بالامبو..
تتمتع حلبجة بجوها المعتدل في اكثر شهور السنة وفي الربيع والخريف تصبح ماوى للسياح. موسم الامطار في حلبجة يمتد من شهر تشرين الثاني الى شهر مايس، كما ان المطر هو العامل الرئيس والمساعد للزراعة فيها وفي سهل شهرزور، اما بعد بناء سد دربنديخان في نهاية الخمسينيات اعيدت نسبة كبيرة من مياه نهر سيروان – ديالى الى سهل شهرزور واصبحت حلبجة شبه جزيرة صغيرة وصارت اراضيها اكثر خصوبة واكثر سيحية. عن جمال الطبيعة في هذه المنطقة لا نقول شيئا، لان شعراءنا الكرد قالوا عنها الكثير وكتابنا وادباؤنا لم يبخلوا عن وصفها بشيء، حيث دون الشهيد شاكر فتاح عن رحلته الى حلبجة في 1934.. (حلبجة ..بوابة هورامان وهي المدينة المعروفة التي اسكنت فيها اكبر عشيرة كردية الا وهي عشيرة الـ(جاف) ظهر فيهم رجال مثل وسمان باشا الجاف ونساء مثل عادلة خانم .. هؤلاء أداروا هذه المنطقة الشاسعة .. في هذه الفترة ظهر هناك رجال عظماء مثل (شيخ عثماني طويلة) والشاعر الكبير (مولوي)و(طاهر بك وسمان باشا )هنا.. الاحظ بان حرية المرأة اكثر من أي منطقة اخرى في كردستان وحلبجة هي طريق التجارة الرئيسية بين العراق وايران).

اهم معالم البناء والعمران سابقا
بعض معالم العمران والبناء في هذه المدينة بقي شاخصا الى الآونة الأخيرة اي الى ما قبل الفاجعة الكيمياوية، بعد هذا اليوم المشؤوم ما بقي مَعلَم من هذه المعالم شاخصا للعيان الا وصلت اليه أيادي الغدر، وما قصف قصف، وما لم يقصف فجر عمدا، من اهم هذه المعالم :-
قصر باشا (وسمان باشا الجاف)المكون من اربعين غرفة مزججة ومغطاة بالمرايا من الداخل وبشبابيكها الملونة وطوابقها وقلاعها وعمارات وشناشيل عادلة خانم وابنائها والحمامات الخاصة بعائلة الباشا والحاشية .. جامع باشا الكبير ومسجد الجامعة، قيصريتا حامد بك و وسمان باشا بنيتا على الطراز البهلوي، بناية السراي القديمة المطلة على محلة كاني عاشقان وهي من صنع العثمانيين، بناية السراي والشرطة الجديدة الواقعة في محلة السراي بنيت عام 1930 وفي العام 1931 بنوا فيها فندقا وكراجا للنقليات وما كان يتجاوز عدد البيوت فيها الـ(500) بيت.
في 1940 وصلت المدينة مولدة للطاقة الكهربائية، كانت تمد جميع البيوت بالتيار الكهربائي وتسمى بـ(عةلة تريك).
بنيت اولى مدرسة فيها عام 1925 وفي 1929 بني اول مستشفى، واول مشروع لايصال مياه الشرب الى البيوت في 1929 كما وصلتها اول سيارة من السليمانية في العام 1924، وفي نفس العام بني مركز الاتصالات (تلكراف خانة)، في 1954 بني مركز لتنقيح التبوغ من عدة طوابق، وفي الخمسينات فتح اول مشروع للمشروبات الغازية (صوده) لصاحبه كمال خفاف ومنها صدرت المشروبات الغازية الى السليمانية والمناطق الاخرى.

موارد الرزق
الزراعة / القمح، الشعير، الشلب، التبغ، السمسم، عباد الشمس، القطن.
الفواكه/ الرمان، العنب، الجوز، التوت، الاجاص، الخوخ، التين وعلى الشكل بساتين .
الحرف اليدوية / صناعة الادوات المنزلية والملابس والمفروشات والسجاجيد.
التجارة/ نظرا لموقعها الستراتيجي كانت نقطة التقاء القوافل التجارية وسوقا للتجارة.
تربية الدواجن والمواشي/ الماعز،الغنم، الابقار، الجاموس، الخيول والتدجين.
الصيد/ بكافة انواعه من الحيوانات البرية والطيوروالاسماك وغيرها.
علك ماء/ يمارس انتاجها الى يومنا الحاضر.
mohamed halabjay غير متصل   الرد مع إقتباس