[علي]

رغم أن الجميع كان يعول على اتفاق الدوحة لتضميد جراح اللبنانيين ، إلا أنه مازال هناك فيما بينهم من يسعى لإشعال فتيل الفتنة الطائفية والاقتتال الداخلي ، حيث كشف موقع "ديبكا" الاستخباراتي العبري في 21 يونيو 2008 أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط وعد مسئولين إسرائيليين خلال لقاءات معهم في الولايات المتحدة مؤخرا بتنفيذ اغتيالات لأي شخصية يحددونها مهما بلغ وزنها حتى لو كان الرئيس اللبناني الجديد ميشيل سليمان وذلك في مقابل نزع سلاح حزب الله.

وفي تراجع واضح عن موقفه من مزارع شبعا التي أكد مرارا أنها سورية ، ناشد جنبلاط المسئولين الإسرائيليين بالانسحاب من المزارع وإعادتها للبنان لإسقاط أحد أهم حجج حزب الله للاحتفاظ بسلاحه ، قائلا :" "إذا كنتم غير قادرين على اغتيال حسن نصر الله فأعطونا مزارع شبعا لنبدأ بحملتنا لنزع سلاحه، وهذا هدفكم كما هو هدفنا".
ووفقا لما ذكره ديبكا أيضا ، فإن جنبلاط اعتبر مسألة الاغتيالات أمر بسيط لأنه كما جرت العادة ستلصق التهمة بسوريا وحلفائها في لبنان، بل وصب جام غضبه أيضا على إسرائيل لتراجعها عن عملية اغتيال بحق شخصية قيادية بحزب الله كان مقررا أن تقوم بها في 25 إبريل 2008 ، مشيراً إلى الدعم الكبير الذي قدمه لضمان نجاح هذه العملية.

ورغم عدم الاقتناع بصحة ما تنشره وسائل الاعلام الإسرائيلية ، إلا أنه وللأسف فإن صحيفة المنار الفلسطينية كشفت أيضا أن أطرافا لبنانية تربط بعضها علاقات مع إسرائيل توجهت إلى وزارة الخارجية الأمريكية والتقت وزيرة الخارجية كونداليزا رايس أربع مرات منذ أواخر إبريل الماضي ، الأمر الذي يبدو أنه متسق مع ما ذكره موقع ديبكا من ناحية ، كما يرفع الغطاء عن مؤامرات كثيرة تحاك سرا للبنان ، وخاصة ما يتعلق منها بالتفجيرات والاغتيالات الغامضة ، من ناحية أخرى .