عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-06-2008, 04:39 PM   #2
جمال الشرباتي
كاتب إسلامي مميز
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 639
إرسال رسالة عبر MSN إلى جمال الشرباتي إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى جمال الشرباتي
إفتراضي

قال تعالى


أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } * { وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } * { وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ } * { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } * { فَكُّ رَقَبَةٍ } * { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } * { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } * { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ }

قال رحمه الله"



يقول تعالى ذكره: ألم نجعل لهذا القائل
{ أهْلَكْتُ مالاً لُبَداً }
عينين يبصر بهما حُجَج الله عليه، ولساناً يعبر به عن نفسه ما أراد، وشفتين، نعمة منا بذلك عليه.


# عن قتادة، قوله: { أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ } نِعَم من الله متظاهرة، يقررك بها كيماً تشكره.
----------------------------
قال رحمه الله"










وقوله: { وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ } يقول تعالى ذكره: وهديناه الطريقين، ونجد: طريق في ارتفاع.واختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: عُنِي بذلك: نَجْد الخير، ونَجْد الشرّ، كما قال:
{ إنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إمَّا شاكِراً وإمَّا كَفُوراً }
ذكر من قال ذلك:



--------------------------------
وأورد أخبارة راجعة إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم بذلك



# عن الحسن يقول { وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ } قال: ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " يا أيُّها النَّاسُ إنَّمَا هُمَا النَّجْدَانِ: نَجْدُ الخَيْرِ، وَنَجْدُ الشَّرِّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أحَبَّ إلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيْرِ " -----------------------------------------
قال رحمه الله"




وقال آخرون: بل معنى ذلك: وهديناه الثَّديين: سبيلي اللبن الذي يتغذّى به، وينبت عليه لحمه وجسمه.

وذكر من قال ذلك:
-------------------------------------------------------------------------------------------
ثمّ رجّح قولا فقال"


وأولى القولين بالصواب في ذلك عندنا: قول من قال: عُنِي بذلك طريق الخير والشرّ، وذلك أنه لا قول في ذلك نعلمه غير القولين اللذين ذكرنا والثديان، وإن كانا سبيلي اللبن، فإن الله تعالى ذكْره إذ عدّد على العبد نِعَمه بقوله:
{ إنَّا خَلَقْنا الإنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً إنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ }
إنما عدّد عليه هدايته إياه إلى سبيل الخير من نِعمه، فكذلك قوله: { وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْن }.

-------------------------

قال رحمه الله"


وقوله: { فَلا اقْتَحَم الْعَقَبَةَ } يقول تعالى ذكره: فلم يركب العقبة، فيقطعها ويجوزها.وذُكر أن العقبة: جبل في جهنم.


-----------------------------------------------------------------
ثم قال"

وأفرد قوله: { فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ } بذكر «لا» مرّة واحدة، والعرب لا تكاد تفردها في كلام في مثل هذا الموضع، حتى يكرّروها مع كلام آخر، كما قال:
{ فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى }

{ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ }
وإنما فعل ذلك كذلك في هذا الموضع، استغناء بدلالة آخر الكلام على معناه، من إعادتها مرّة أخرى، وذلك قوله إذ فسَّر اقتحام العقبة، فقال: { فَكُّ رَقَبَةٍ أوْ إطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ أوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } ثم كان من الذين آمنوا، ففسر ذلك بأشياء ثلاثة، فكان كأنه في أوّل الكلام، قال: فلا فَعَلَ ذا ولا ذا ولا ذا. وتأوّل ذلك ابن زيد، بمعنى: أفلا، ومن تأوّله كذلك، لم يكن به حاجة إلى أن يزعم أن في الكلام متروكاً.

-----------------------------------
ثمّ قال"
وقوله: { وَما أدْرَاكَ ما الْعَقَبَةُ؟ } يقول تعالى ذكره: وأيّ شيء أشعرك يا محمد ما العقبة؟.ثم بين جلّ ثناؤه له، ما العقبة، وما النجاة منها، وما وجه اقتحامها؟ فقال: اقتحامها وقطعها فكّ رقبة من الرقّ، وأسر العبودة، كما:# عن الحسن { وَما أدْرَاكَ ما الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ } قال: ذُكر لنا أنه ليس مسلم يعتق رقبة مسلمة، إلا كانت فداءه من النار.# عن قتادة، قوله: { وَما أدْرَاكَ ما الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ } ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن الرقاب أيها أعظم أجراً؟ قال: «أكثرها ثمناً».

# قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أيُّمَا مُسْلِم أعْتَقَ رَجُلاً مُسْلماً، فإنَّ اللّهَ جاعِلُ وَفاءَ كُلِّ عَظْيمٍ مِنْ عِظامِهِ، عَظْماً مِنْ عِظامِ مُحَرِّرهِ مِنَ النَّارِ وأيُّمَا امْرأةٍ مُسْلَمَةٍ أعْتَقَتْ امْرأةً مُسْلِمَةً، فإنَّ اللّهَ جاعِلُ وَفاءَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظامِها، عَظْماً مِنْ عِظامِ مُحَرِّرِها مِنَ النَّارِ " # رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مَنْ أعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، فَهِيَ فِدَاؤُهُ مِنَ النَّارِ "



__________________
مؤسس ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb/

جمال الشرباتي غير متصل   الرد مع إقتباس