الموضوع: Super Heroes
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-06-2008, 03:54 PM   #10
سيدي حرازم يطرونس
المشرف العام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: SDF
المشاركات: 1,056
إفتراضي


إقتباس:
والحمد لله أنني استطعت أن أغسل عقلي من كل ما سبق
ياللي فوء
الله الله
كنت أعرف أنك مغسول الدماغ.


لكن الملاحظ أن أصحاب هاته الرسائل لا يضيقون الدوائر إلى هذا المستوى العروبي العنصري المتزمت والأعرج.
مثلا : ساسوكي لم يكن مسيحيا ولا يهوديا. وسبايدر مان شاب وفقط، لا كاثوليكي ولا مورموني أو آميش.
غراندايزر عندما يطلق الرزة المزدوجة لا يقول باسم يسوع المسيح، أبانا الذي في السما. والنمر المقنع. وايلاخي ايلاخي ايلاخي...
سيد الخواتم، فنتازيا عن صراع الخير والشر.
وكل البشرية تتحارب لأجل إنقاذ الحياة على هذه الأرض وكفى.
كل الأفلام.. هي لكل الإنسان.

ماعدانا نحن.
دائما نضِيق ونُضَيق... دائما نتحدث باسم الهوية القزم، والانتماءات الضيقة.
لذلك فأنا لا أجدني متفقا معكم.
بل أحس أن هذه الأفلام تعبر عني أنا أيضا.
أنا لست مسلما وفقط.
عربيا وفقط.

أنظر إلى نفسي داخل دوائر الهويات التي تحيط بي، فأجدني فوق كوني مسلما، أنني، مغربي، أمازيغي، فخور بثقافتي العربية، أحب أغاني الفلامينكو، ورقصات الخيطانوس، فضلا عن نواحي الهوية الأخرى التي اكتسبتها من كوني رجلا ينتمي إلى طبقة اجتماعية معينة، أمارس عملا في المالية، أناصر اليسار، متذوق للسينما، لي حس جمالي، أقرأ الكتب الفلسفية، وأعشق الشعر، وأعتقد في الديمقراطية كنظام حكم، مناصر لحقوق الإنسان، والحركات النسائية، وأكتب قصصا قصيرة، وعاشق للريال، وغير ذلك كثير.

نعم وأضف إلى ذلك أن إعلاء هوية على حساب أخرى يتم بحسب السياق، ولزمن ظرفي مرتبط بمعامل خارجي، فمثلا إذا كنت في مقهى أشاهد مباراة الديربي بين البارصا والريال، فهل يهمني أن يكون الذي بجانبي عربي أم لا، مسلم أم لا، يميني أم يساري، مجاز في الحقوق أو أمي ؟؟؟ إن الذي يهم بدرجة أولى هو عشقنا المتبادل للكرة، ومدى تعلقنا بهذا الفريق أو ذاك.

إذا قررت دعوة أستاذ جامعي فرنسي درسني في الكلية وحافظت على رباط الصداقة بيننا، فالذي يهم أكثر هو أن صديقي نباتي، لا يهم كونه متخصص في النظام البنكي بقدر ما يهمني كونه نباتي. أما ونحن في حرم الجامعة، فإن الدائرة التي أنظر اليه من خلالها لن تكون سوى تخصصه وما يقدمه لي من معارف جديدة بخصوص اتفاقية بال الثانية مثلا.

وطبعا، زيدان وأنيلكا وتيبيري، ثلاثة لاعبين مسلمين في الفريق الفرنسي، هل ديانتهم هي التي تقفز إلى الواجهة أم أن حملهم للقميص الفرنسي هو ما يؤخذ بعين الإعتبار من طرف ملايين المتابعين ؟

والقسم الذي كنت أدرسه الإسبانية في مدرسة خاصة منذ سنوات، يضم فتاة يهودية اسمها جوانا.. هل ينقص ذلك من شيء ليحصل اندماجها الكلي في داخل المجموعة المكونة من عشرة أشخاص أم أن التناغم متحقق بينهم بدرجة كبيرة لأن الدائرة التي تجمعهم هي الرغبة في تعلم اللغة ؟

وأمر الهوية يتحدد بحسب السياق، ونحن من يختار دائرتنا الهوياتية الظرفية والتي من الممكن أن تستقبل أي أحد آخر مهما كان، لأن الهوية الأولى والجامعة هي التي رمست ملامحها من قبل في كوننا جميعا بشر، ومواطنون ينتمون لهذا الكوكب.

عندما نضطر للإعلاء من شأن دائرة هوياتية على حساب أخرى فإن التفكير الخاص والتمعن الدقيق هو الذي يحقق لنا الترتيب المرجو من خلال القوة النسبية لكل واحدة.

وبالنسبة لي.. إذا ما اضطررت للاختيار بين خيانة صديقي وخيانة بلدي، فإنني أتمنى أن تكون لي الشجاعة لأخون بلدي.

أيها السادة..
لا تنسوا أننا قبل أن نكون كذا وكذا.

نحن إنسااااااان.
ويهمنا انتصار الخير في الإنسان.
على الشر في الإنسان.

الخلاصة :
الأحمق فقط هو من يجعل من هؤلاء الطائفيين الكريهين زعماء سياسيين لهم كلمة مسموعة، فالحياة ينبغي أن تعاش بالإختيارات العقلانية ولن يستطيع أي متشدد أن يحصرك في داخل حظيرة هوية انعزالية، بل يجب التسليم بوفرة وشساعة المجال الهوياتي الذي ينتمي إليه كل فرد، فنجد أيضا من هذه الأفلام.... امتدادا لهويتنا الإنسانية.
__________________
"Noble sois de la montaña no lo pongais en olvido"

آخر تعديل بواسطة سيدي حرازم يطرونس ، 27-06-2008 الساعة 04:02 PM.
سيدي حرازم يطرونس غير متصل   الرد مع إقتباس