أيا رفيقة دربي لو لدي سـوى
(عمري) ، لقلت: فدى عينيك ِ أعماري
أحببتـِني وشبابي في فتوتـه
وما تغيرت ِ والأوجاع ُ سـُـماري
منحتـِني من كنوز ِ الحب أنفسها
وكنت ُ لولا نداك ِ الجائع العاري
ماذا أقول؟ وددت البحر قافيتي
والغيم محبرتي .. والأفق أشعاري
إن سائلوك ِ فقولي: كان يعشقني
بكل ما فيه من عنف ِ وإصرار ِ
وكان يأوي إلى قلبي ويسكنه
وكان يحمـِـلُ في أضلاعه داري
وان مضيت ُ فقولي: لم يكن بطلا ً
لكنه لم يـُـقبـِـل جبهـة َ العار ِ
وأنت ِ يا بنت ُ فجر ٌ في تنفـسه
ما في الأنوثة ِ من سحر ٍ وأسرار ِ
ماذا تريدين مني؟ إنني شبح ٌ
يهيم ما بين أغلال ٍ وأسوار ِ
هذي صديقة عمري في الغروب كما
رأيت مرعى خريف ٍ جائع ٍ ضار ِ
الطير ُ هاجر والأغصان شاحبة
والورد اطرق يبكي عهد آذار ِ
لا تتبعيني ! دعيني واقرئي كتبي
فـ بين أوراقها تلقاك أخباري
وان مضيت ُ فقولي لم يكن بطلا ً
وكان يمزج ُ أطوارا ً بأطوار ِ
ويا بلادا ً نذرت العمر زهرته
لعزها دمت .. إني حان إبحاري
تركت بين رمال ِ البيد أغنيتي
وعند شاطـِك ِ المسحور ِ أسماري
إن سائلوك ِ فقولي: لم أبع قلمي
ولم أُدنــس بسوق الزيف أفكاري
وان مضيت فقولي لم يكن بطلا ً
وكان (طفلي)و(محبوبي)و(قيثاري)
يا عالم الغيب ِ ذنبي أنت تعرفه
وأنت تعلم إعلاني وإسراري
وأنت أدرى بإيمان ٍ مننت به
علي ما خدشته كل أوزاري
أحببت ُ لقيـاك حـُسن الظن ِ يشفع لي
أيرتجى العفـو إلا عنـد غفــــار ِ !!..