حق الجيران
الجار هو القريب منك في المنزل، وله حق كبير عليك، فإن كان قريباً منك في النسب وهو مسلم فله ثلاثة حقوق: حق الجوار، وحق القرابة، وحق الإسلام. وإن كان مسلماً وليس بقريب في النسب فله حقان: حق الجوار، وحق القرابة. وإن كان بعيداً غير مسلم فله حق واحد: حق الجوار (الحديث رواه أبو بكر البزار بسنده عن الحسن عن جابر بن عبد الله ذكره عنه ابن كثير في تفسيره للآية 36 من سورة النساء) قال تعالى "وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى" (سورة النساء، الآية:36) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" متفق عليه. فمن حقوق الجار على جاره: أن يحسن إليه بما استطاع من المال والجاه والنفع، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الجيران عند الله خيرهم لجاره" رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب وقال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره" رواه مسلم وقال أيضاً: "إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك" رواه مسلم ومن الإحسان إلى الجار تقديم الهدايا إليه في المناسبات، فإن الهدية تجلب المودة وتزيل العداوة. ومن حقوق الجار على جاره: أن يكف عنه الأذى القولي والفعلي، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلمك "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن" قالوا: من يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يأمن جاره بوائقه" رواه البخاري وفي رواية: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه". والبوائق: الشرور، فمن لا يأمن جاره شره فليس بمؤمن ولا يدخل الجنة. وكثير من الناس الآن لا يهتمون بحق الجوار، ولا يأمن جيرانهم من شرورهم، فتراهم دائماً في نزاع معهم وشقاق واعتداء على الحقوق، وإيذاء بالقول أو بالفعل، وكل هذا مخالف لما أمر الله ورسوله، وموجب لتفكك المسلمين وتباعد قلوبهم، وإسقاط بعضهم حرمة بعض.
|