عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-06-2008, 06:42 PM   #7
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

حق الزوجين

للزواج آثار هامة ومقتضيات كبيرة، فهو رابطة بين الزوج وزوجته يلزم كل واحد منهما بحقوق للآخر: حقوق بدنية، وحقوق اجتماعية، وحقوق مالية. فيجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف، وأن يبذل الحق الواجب له بكل سماحة وسهولة من غير تكره لبذله ولا مماطلة. قال الله تعالى "وعاشروهن بالمعروف" (سورة النساء، الآية: 19) وقال تعالى "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة" (سورة البقرة، الآية: 228) كما يجب على المرأة أن تبذل لزوجها ما يجب عليها بذله. ومتى قام كل واحد من الزوجين بما يجب عليه للآخر كانت حياتهما سعيدة، ودامت العشرة بينهما، وإن كان الأمر بالعكس حصل الشقاق والنزاع، وتنكدت حياة كل منهما. ولقد جاءت النصوص الكثيرة بالوصية بالمرأة ومراعاة حالها وأن كمال الحال، من المحال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء " (رواه البخاري ومسلم) وفي رواية: "إن المرأة خلقت من ضلع ولن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها" (رواه مسلم) وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر" (رواه مسلم) ومعنى لا يفرك: لا يبغض. ففي هذه الأحاديث إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم أمته كيف يعامل الرجل المرأة، وأنه ينبغي أن يأخذ منها ما تيسر؛ لأن طبيعتها التي منها خلقت أن لا تكون على الوجه الكامل. بل لابد فيها من عوج، ولا يمكن أن يستمتع بها الرجل إلا على الطبيعة التي خلقت عليها. وفي هذه الأحاديث أنه ينبغي للإنسان أن يقارن بين المحاسن والمساوئ في المرأة، فإنه إذا كره منها خلقاً فليقارنه بالخلق الثاني الذي يرضاه منها، ولا ينظر إليها بمنظار السخط والكراهة وحده. وإن كثيراً من الأزواج يريدون الحالة الكاملة من زوجاتهم وهذا شيء غير ممكن، وبذلك يقعون في النكد ولا يتمكنون من الاستمتاع والمتعة بزوجاتهم، وربما أدى ذلك إلى الطلاق، كما قال صلى الله عليه وسلم: "وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها" فينبغي للزوج أن يتساهل ويتغاضى عن كل ما تفعله الزوجة إذا كان لا يخل بالدين أو الشرف. من حقوق الزوجة على زوجها: ومن حقوق الزوجة على زوجها: أن يقوم بواجب نفقتها من الطعام والشراب والكسوة والمسكن وتوابع ذلك: لقوله تعالى "وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف" (سورة البقرة، الآية 223) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف" (رواه الترمذي وصححه) وسئل صلى الله عليه وسلم: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: "أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت" (حديث حسن رواه احمد وأبو داود وابن ماجة) ومن حقوق الزوجة على زوجها: أن يعدل بينها وبين جاراتها (الجارة: الزوجة الثانية) إن كان له زوجة ثانية، يعدل بينهما في الإنفاق والسكنى والمبيت، وكل ما يمكنه العدل فيهن فإن الميل إلى إحداهما كبيرة من الكبائر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل" (رواه احمد وأهل السنن بسند صحيح) وأما ما لا يمكنه أن يعدل فيه كالمحبة وراحة النفس فإنه لا إثم عليه فيه؛ لأن هذا بغير استطاعته. قال الله تعالى "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم" (سورة النساء، الآية: 129) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل، ويقول: "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" (رواه أهل السنن الأربعة) ولكن لو فضل إحداهما على الأخرى في المبيت برضاها فلا بأس، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سودة حين وهبته سودة لعائشة (لحديث عائشة المتفق عليه) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل في مرضه الذي مات فيه: "أين أنا غداً؟، أين أنا غداً؟" فإذن له أزواجه أن يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات (رواه البخاري ومسلم) من حقوق الزوج على زوجته: أما حقوق الزوج على زوجته: فهي أعظم من حقوقها عليه؛ لقوله تعالى " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة" (سورة البقرة، الآية:228) والرجل قوام على المرأة، يقوم بمصالحها وتأديبها وتوجيهها، كما قال تعالى "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" (سورة النساء، الآية:34) فمن حقوق الزوج على زوجته: أن تطيعه في غير معصية الله، وأن تحفظه في سره وماله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمراً أحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن) وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح" (رواه البخاري ومسلم) ومن حقوقه عليها: أن لا تعمل عملاً يضيع عليه كمال الاستمتاع، حتى ولو كان ذلك تطوعاً بعبادة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه" (رواه البخاري ومسلم) ولقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم رضا الزوج عن زوجته من أسباب دخولها الجنة، فروى الترمذي من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة" (رواه ابن ماجة والترمذي، وقال: حديث حسن غريب)
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس