عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-06-2008, 06:38 PM   #5
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

حق الأولاد

الأولاد تشمل البنين والبنات، وحقوق الأولاد كثيرة من أهمهما: التربية وهي تنمية الدين والأخلاق في نفوسهم حتى يكونوا على جانب كبير من ذلك. قال الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة" (سورة التحريم، الآية: 6) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته" (رواه البخاري ومسلم) فالأولاد أمانة في عنق الوالدين، وهما مسئولان عنهم يوم القيامة، وبتربيتهم التربية الدينية والأخلاقية يخرج الوالدان من تبعة هذه الرعية ويصلح الأولاد فيكونون قرة عين الأبوين في الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين" (سورة الطور، الآية:21) ومعنى ما ألتناهم: أي ما نقصناهم. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" (رواه مسلم) فهذا من ثمرة تأديب الولد إذا تربى تربية صالحة أن يكون نافعاً لوالديه حتى بعد الممات. ولقد استهان كثير من الوالدين بهذا الحق فأضاعوا أولادهم، ونسوهم كأن لا مسؤولية لهم عليهم، لا يسألون أين ذهبوا، ولا متى جاءوا، ولا ينهونهم عن شر. ومن العجب أن هؤلاء حريصون كل الحرص على أموالهم بحفظها وتنميتها والسهر على ما يصلحها مع أنهم ينمون هذا المال ويصلحونه لغيرهم غالباً، أما الأولاد فليسوا منهم في شيء مع أن المحافظة عليهم أولى وأنفع في الدنيا والآخرة. وكما أن الوالد يجب عليه تغذية جسم الولد بالطعام والشراب، وكسوة بدنه باللباس، كذلك يجب عليه أن يغذي قلب ولده بالعلم والإيمان، ويكسو روحه بلباس التقوى فذلك خير. ومن حقوق الأولاد: أن ينفق عليهم بالمعروف من غير إسراف ولا تقصير؛ لأن ذلك من واجب أولاده عليه، ومن شكر نعمة الله عليه بما أعطاه من المال، وكيف يمنعهم المال في حياته ويبخل عليهم به ليجمعه لهم فيأخذونه قهراً بعد مماته؟ حتى لو بخل عليهم بما يجب فلهم أن يأخذوا من ماله ما يكفيهم بالمعروف كما أفتى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم هند بنت عتبة (في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم) ومن حقوق الأولاد: أن لا يفضل أحداً منهم على أحد في العطايا والهبات، فلا يعطي بعض أولاده شيئاً ويحرم الآخر فإن ذلك من الجور والظلم والله لا يحب الظالمين، ولأن ذلك يؤدي إلى تنفير المحرومين وحدوث العداوة بينهم وبين الموهوبين، بل ربما تكون العداوة بين المحرومين وبين آبائهم. وبعض الناس يمتاز أحد من أولاده على الآخرين بالبر والعطف على والديه، فيخصه والده بالهبة والعطية من أجل ما امتاز به من البر، ولكن هذا غير مبرر للتخصيص، فالمتميز بالبر لا يجوز أن يعطي عوضاً عن بره؛ لأن أجر بره على الله . ولأن تمييز البار بالعطية يوجب أن يعجب ببره ويرى له فضلاً، وأن ينفر الآخر ويستمر في عقوقه ثم إننا لا ندري فقد تتغير الأحوال فينقلب البار عاقاً والعاق باراً؛ لأن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء. وفي الصحيحين –صحيح البخاري ومسلم- عن النعمان بن بشير أن أباه بشير بن سعد وهبه غلاماً فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أكل ولدك نحلته مثل هذا؟" قال: لا. قال: "فأرجعه"، وفي رواية قال: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم". وفي لفظ: "أشهد على هذا غيري فإني لا أشهد على جور". فسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم تفضيل بعض الأولاد على بعض: جوراً، والجور ظلم وحرام. لكن لو أعطى بعضهم شيئاً يحتاجه والثاني لا يحتاجه مثل أن يحتاج أحد الأولاد إلى أدوات مكتبية أو علاج أو زواج فلا بأس أن يخصه بما يحتاج إليه؛ لأن هذا تخصيص من أجل الحاجة فيكون كالنفقة. ومتى قام الوالد بما يجب عليه للولد من التربية والنفقة فإنه حري أن يوفق الولد للقيام ببر والده، ومراعاة حقوقه، ومتى فرط الوالد بما يجب عليه من ذلك كان جديراً بالعقوبة بأن ينكر الولد حقه ويبتلى بعقوبة جزاءً وفاقاً، وكما تدين تدان.
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس