الجبهة الاسلامية القومية في السودان
وهي الاسم السابق لجماعة الترابي والذي تركه اخير بعد وصولهم الى السلطة لتوسيع المظلة لتجمع العوام والنفعيين والمخدوعين ، كما ان تجربة الترابي في السلطة قد أشهدت على نفسها العالم اجمع، بل صدرت في ادانتها بالارهاب قرارات دولية ، وشهد العالم على الحروب التي يثيرها الترابي باسم الدين وهي سياسية بالامكان حلها بطرق اخرى ، الا انه يريد هذا المسار ليصفي المجتمع حتى يبقى عملاءه من النفعيين ، فقد افقد المجتمع شبابه وسعادته حيث لا يسلم بيت الا وفيه عدة قتلى سماهم شهداء واقام لهم حفلات العرس في الدنيا وهم يحضرونها مع الحور العين على زعمه وكانما اوحي اليه بمقعدهم عند الله مع ان الشهيد حتى لو كان في امر مشروع فنظن به الخير ولكن لا نجزم له بقبول العمل فلا ندري ما بداخله ولا نعقد له الافراح ، وقد شهد النبي r لرجل مات في القتال مع النبي ص فقال هو في النار وذلك لانه انتحر لجزعه ، وهذه الامور نتركها لله دون تزكية لانسان.
واما المصلحة للترابي في ذلك هي تثبيت اقدام قوم فوق اخرين.
ومن المآخذ التي تعكس تطرف تجربة الترابي انه بعد كل ما فعله من تجاوز في حق شعب السودان وخروجه على اجماعهم، فقد شرع يتدخل في دول الجوار لتصدير التجربة والمشاركة في قلب الحكم فيها ، وقد شهدت بنفسي تلك الاجراءات عندما كنت في كمبالا عاصمة يوغندا ، وكانت للترابي عدة فرق تعمل بالتآمر هناك يقودها ضابط استخبارات سابق كان مدير مكتب عمر محمد الطيب في امن الدولة السابق ، وقد اخرجه الترابي من السجن لهذه المهمة، وبعد ان اكتملت اعمالهم الارهابية بعثوا الى يوغندا المجرم الدولي كارلس للتعاون مع عناصرهم المذكورة هناك وقد حضر كارلس مؤتمرين صحفيين مع الرئيس موسفني كصحافي وهو يرتب للمؤامرة ، كل ذلك عرف اخيرا.
وقد كنت افشلت اعماله ومؤامراته بطريقة غير مباشرة دون ان اعرف من هو ، حيث كنت انزل ذات الفندق الذي كان فيه ( اسبيك هتيل ) وكنت ارى شخص اوربي يركز متابعته الي بطريقة غير عادية حتى ادخل غرفتي والتي تبعد عنه اكثر من سبعين متر تقريبا ، وكانت في ذات الاسبوع وردتني مكالمة هاتفية بالتهديد في شكل فاعل خير يقول : ان لم تغادر البلد في خلال اربعة وعشرين ساعة سوف تغتال ، فلم يمنعني ذلك من مسيرتي لكن كنت قد اعددت اللازم مع مكتب الحماية في الامم المتحدة ، ثم جئت لاتعرف على هذا الاوربي الغريب، وما كنت اعلم انه في شخصية عربي وجواز عربي وانه الذي يزوره السوداني المذكور ، فكنت احدثه على شكله أي اوروبي واكلمه بالإنجليزية ، وكان في ما ذكرت ان النظام السوداني يتدخل في دول الجوار ونحن نعلم انه الان يعد مآمرة كبيرة ضد حكومة يوغندا ومن يديرها فلان ومكتبه خلف هذا الفندق ، فقرأت في عينيه الدهشة والرعب ، ولم ادري انه الذي يزوره السوداني ، فاسرع للخروج منزعجا. ثم لم اره بعد ذلك ، وكانت في نفسي استفهامات حوله. اما هو فقد ظن ان المعارضة السودانية قد كشفته وسيقبض عليه فهرب الى السودان ، واما الترابي فخشي ان المعارضة تنشر ذلك وتكون ضربة قوية عليه ، فاسرع الى فرنسا وقال ان كارلس عندي فباعه في صفقة كان منها طائرات استطلاع من غير طيار كما ذكرت ذلك الصحافة الفرنسية اخيرا من احزاب تعارض الحكومة في ذلك.
وقد علمت التفاصيل اخيرا وانا في راوندا جاءني صديق من كمبالا واخبرني ان كارلس كان في يوغندا في ذات الفندق الذي انت فيه ووصفه بذات تلك الصفاة ، له لحية خفيفة بيضاء ويلبس ساعته باليمن للتمويه بانه عربي مسلم. وهذا قليل من اهوال الترابي وتجربته المتطرفة الارهابية، وما خفي اعظم.
وهذه الفئة الباغية في غنى عن التعريف بالتطرف فلا داعي للتوسع عنها الان ولنا حولها إيضاحات واسعة في كتب اخرى، واما موافقتهم للخوارج في جواز الخروج على الحكام ، ثم ممارسة الخروج بالفعل ، ويوافقونهم في تكفير الحكام ، واما اموال الاخرين فهي محللة لهم في شرع الترابي ، ويزيد عليهم الترابي بانه يحارب الدين من داخله ولتشويه سمعته عمدا ، كما هو واضح من خلال كتبه وسيرته، وقد سبق عن احد شركاءه في الاخوان ان قال عنه : ان الترابي ينكر القيامة ويرى ان من مات قامت قيامته وغير ذلك.
وقد سبق لي ان ذكرت بعض ضلالات الترابي في كتاب طبع في القاهرة عام 92 باسم : جبهة الترابي تحت المجهر.
__________________
ملاحقة التطرف الخوارج واجب الدين والدنيا
|