عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-06-2008, 08:12 PM   #16
أبواسلام
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 147
إفتراضي




.:. الدعاء .. الحلقة الثالثة عشر ؟ من أسباب الإجابة ( 9 )جمعية القلب .:.




جمعية القلب : سلاح الدعاء


قال تعالى
(
فادعوا الله مخلصين له الدين )


قال
صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء هو العبادة ) وفى الأثر ( الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض )

وهذا تشبيه يوضح أهمية الدعاء بالنسبة للمؤمن فهو سلاحه الذى به يصول ويجول ..


تفرج به الكروب .. وتفتح به المغاليق .. ويتحقق به النصر ..

وقد كان صلاح الدين الأيوبي يبدأ القتال وقت صلاة الجمعة حيث يدعو له المسلمون فى كل مكان ليتقوى بدعائهم على أعدائه .

والسلاح تكون قوته بحسب قوة ضاربه وليس بحده .


والقلب هو منصة إطلاق الدعاء

فإذا كان منغمساً فى الشهوات ضعفت قوته وخرجت سهام الدعاء ضعيفة .. أنى تصل إلى الهدف ..

أما إذا خرج الدعاء من قلب مغمور بالإيمان مقبل على الله كانت الإجابة مكافأة من الملك المنان الذى قال ( ادعوا الله مخلصين له الدين ) .

ومن ذلك ما رواه ابن كثير فى البداية والنهاية من أن الصحابى الجليل العلاء بن الحضرمى وكان من مجابي الدعاء

حدث له فى قتال المرتدين من أهل البحرين أنه نزل منزلاً فلم يستقر الناس على الأرض حتى نفرت الإبل بما عليها من زاد الجيش وخيامهم وشرابهم ،

وبقوا على الأرض ليس معهم شىء سوى ثيابهم .

وذلك ليلاً ولم يقدروا منها على بعير واحد فركب الناس من الهم والغم ما لا يوصف وجعل بعضهم يوحي إلى بعض ( لقرب شعورهم بالموت ) .

فنادى مناد العلاء فاجتمع الناس إليه فقال لهم :

( أيها الناس ألستم المسلمين؟ ألستم فى سبيل الله ؟ ألستم أنصار الله ؟ قالوا بلى ،

قال : فأبشروا فوالله لا يخذل الله من كان فى مثل حالكم ، ونودي بصلاة الصبح حين طلع الفجر وصلى بالناس ،

فلما قضى الصلاة جثا على ركبتيه وجثا الناس ، ونصب فى الدعاء ورفع يديه وفعل الناس مثله حتى طلعت الشمس ،

وهو يجتهد فى الدعاء ويكرره ثلاثاً ونظر القوم إلى جوارهم فإذا بغدير عظيم من الماء القراح

فمشي ومشي الناس إليه فشرب وشربوا واغتسلوا فما تعالى النهار حتى أقبلت الإبل من كل فج بما عليها لم يفقد الناس من أمتعتهم شيئاً ، فسقوا الإبل وساروا فى طريقهم .

انظر إلى يقينه وثقته فى الإجابة .. ثم انظر إلى طول المدة التى استغرقها الدعاء حتى طلعت الشمس وأنه لم يترك الدعاء حتى رأى الإجابة ،


تعرف أن سلاح الدعاء ما زال فى أيدي المسلمين وما زال وعد الله تعالى ( ادعونى أستجب لكم ) قائماً لكن السلاح ليس بحده ولكن بقوة الرامي .
كم نحتاج فى هذا الزمان إلى رماة من أمثال العلاء ..

اللهم اجعلنا منهم .. آمين ..

أبواسلام غير متصل   الرد مع إقتباس