عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-06-2008, 12:15 PM   #1
فرناس
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2008
المشاركات: 281
إفتراضي عندما تنطفئ الكهرباء ..

عندما تنطفئ الكهرباء و توحش الحياة الموحشة أصلا ، و يزداد الحر حرا ، و الظلام ظلاما ، و يريد الطلاب الفقراء إلى الله و إلى المجتمع و إلى أنفسهم أخذ قسط من الراحة كي يستعدوا للأختبارات المتبقية و وضعهم النفسي في أعلى درجات الإستنفار ثم تنطفئ الكهرباء و ينطفئ معه آخر دافع داخلي و محفز خارجي فإن الدرجات ستسلك سبيل أختها الأسهم لتنزل إلى أسفل سافلين ، إن حال الطلاب هذه خاصة و أن الإختبارات هي الحصاد و الفوز و البداية و النهاية سبب و لا شك في أخذ الجامعات السعودية و لا فخر آخر المراتب و سيرها ببطء في آخر ركب الجامعات فليست المسألة مسألة وزارة التعليم العالي أو شخص العنقري و لكن المسألة عندما تنطفئ الكهرباء ، إن إنطفاء الكهرباء و طلاب التوجيهي على شفا جرف هار من الهلاك هل تقبلهم جامعات التعليم العالي أو جامعات البطالة المتخمة بالوظائف و الموظفين ثم تأتي النتائج كاعصار مانيمار محطمة لكل المعنويات فالمسألة هنا ليست مسألة وزارة العمل أو شخص ( عاري من الصحة ) القصيبي لكن المسألة عندما تنطفى الكهرباء ، و عندما تمتلئ طرقاتنا بالمطاعم الفخمة و الرديئة و المنتهية الصلاحية و يتجه إليها الناس زرافات و وحدانا فإننا نعلم أن هذا السلوك هو من آثار المدنية و يختلف الناس في تقويمه ثم نسمع بعد ذلك بحالات التسمم الأسبوعية و المساومة على شاشات البلازما فإن المسألة ليست في وزارة الشؤون البلدية و القروية أو شخص الأمير متعب بن عبد العزيز لكن المسألة عندما تنطفئ الكهرباء ، إننا عندما نفتخر بمستشفياتنا الوطنية و نرفع رؤسنا فخرا بمنجزاتها ثم نسمع عن الجزارين الذين أدخلوا في الطب ظلما و عدوانا و قطعوا رجل أبودية و أرجل العشرات و قاموا بإبادة الكثير من أرواح المواطنين فإن الخطأ ليس عند وزارة الصحة أو في شخص الوزير المانع و لكن المسألة عندما تنطفئ الكهرباء ، إن المواطنين عندما يصطفوا طوابيرا و بالعشرات أمام كل صرافه في خمس من الشهر بقين ثم يستلموا مستحقاتهم فإنهم يرفعون أكف الضراعة داعين شاكرين ثم يذهبوا إلى محلات الجملة ليخرجوا و قد استعملوا الماستر كارد فإنهم يرفعون أيدي الضراعه باثين لشكواهم متحسبين على وزارة التجارة و وزيرها السابق يماني لكن المسألة _ لو علموا _ عندما تنطفئ الكهرباء ، إن الكهرباء نعمة فلنحافظ عليها جملة حفظناها منذ الصغر الكهرباء اليوم عصب الحياة لا نسطيع أن نستغني عنه و إننا في بلد ينعم بالخيرات و تسهب أرضه بالعطايا الجزيلات يستحق أهله أن يعيشوا حياة هانئة حياة غنية في دولة غنية إن إنقطاع الكهرباء المتكرر لا يحدث إلا في مدغشقر أو غانا أما في دولة غنية فإنه لا يحدث إلا أن يكون هناك إهمال و فساد مستشري في وزارة الماء و الكهرباء إن نيويورك في عام 2006 إنطفئت الكهرباء فيها لمدة ساعات فتناقلت وكالات الأخبار هذا الخبر العجيب و الغريب من نوعه و إن انقطاعات الكهرباء المتوالية و المتتالية عندنا لو حظيت بتغطية إخبارية لملأت الصفحات و الأوقات في الإجهزة الإذاعية و التلفزيونية ، قد يكون هذا المقال عار من الصحة ك ال( عاري من الصحة ) القصيبي و لكنه مجرد تنفيس و جنة المواطن التنفيس و لقد كتبته بعقلية الكاتب و المفكر و الأديب الشايب عبدالله أبو السمح .
تحياتي
فرناس غير متصل   الرد مع إقتباس