أخي ماهر،
لا تقلق ولا تتأسف،
تعرف أخي ماهر، أنا أُرجع الإختلاف الذي يحصل بينك وبين أخي يطرونس وأخي الماسك، ويمكن كذلك جميع الإختلافات التي نراها هنا في الخيمة، إلى إختلاف الأسلوب وكيفية التعبير عن الآراء والأفكار أكثر منه إختلاف في هذه الأخيرة يعني الآراء والأفكار
ولكن لما نفكر مليا سنجد أن حتى هذا الأختلاف في الأسلوب وكيفية التعبير شيئ طبيعي وغير مقصود لجرح الآخر بل حتمته طبيعة ووالقع التاريخي والسياسي والإجتماعي والثقافي لكل واحد منا ـ ـ ـ
فمثلا الأسلوب التعبيري الجزائري نحس فيه نوع من الثورة والغضب والألم الذي أرغمه على ذلك ما عاشه الشعب الجزائري من وقائعة تاريخية وسياسية ليست بالهينة، كمثل إستعماره من طرف الفرنسين لمدة أكثر من 100 سنة وما وقع له كذلك مأخرا من حروب أهلية دامية، وكذلك موقعه الجغرافي الذي إضطره قديما أن يكن دائما مستعدا للدفاع عن أرضه ضد القراصنة ولغزاة ـ ـ ـ
التونسي والمغربي شعب شهد كذلك الإستعمار لكن أقل حدة من الشعب الجزائري، الإستعمار دخل مثلا المغرب كصفته حاميا أكثر منه مستعمرا (مع أن الواقع طبعا كان غير ذلك ـ ـ ـ ) لكن موقع الجغرافي لتونس والمغرب حتمت عليهم قبول والتعايش مع الأجنبي بحكم إطلالهم المباشر على أوربا وكونهم ممرات لرواج الإقتصادي ـ ـ ـ
ومعذرة لأخي يطرونس إذا قلت أن التاجر المغربي والتونسي أكثر لباقة وتاكتيكا من أخيه التاجر الجزائري الذي سيقول للمشتري : شوف أخويا ثمن سلعتي كذا إذا عجبتك فأهلا وسهلا وإذا لم تعجبك فلا تضيع وقتي ـ ـ ـ
أما التاجر المغربي والتونسي سيقدم الشاي للمشتري ويقول له : لا عليك حتى إذا لم تعجبك سلعتي فتفضل كأسا من الشاي معي ـ ـ ـ وهكذا يحرج المشتري ويضطر من باب اللياقة شراء شيئ حتى أنه لم يعجبه ليدفع ثمن الشاي ـ ـ ـ وهذا ليس نفاقا ولا غشا ـ ـ ـ بل مهارة تجارية ـ ـ ـ
كل هذا لأقول أن عقلي المتواضع وصلني لما يلي وهو : في مرات عديدة لازم أن نتعدى أسلوب المتكلم ونهتم أكثر بالكلام، أكيد المسألة صعبة، لأن أول عتبة للوصول إلى الفكرة :هي الكلام والأسلوب، لكن من إستطاع تخطي هذه العتبة بدون غضب ولا ألم تحكم في نفسه وعقله ليصل للب الجوهر طارحا ممزقا بذلك القشور التي تحيط به ـ ـ ـ
وهذا ما توصلت إليه متمنية أن يكون مفهوما رغم أسلوبي المبعثر ـ ـ ـ
وسلامي لكم كلكم