عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-05-2008, 04:30 PM   #1
maher
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
Thumbs up ثــلاث أمــهـــات



اليوم يوم لطش



كانت أم غاندي وتدعى بوتليباي امرأة بسيطة عطوفة وحياتها مكرسة لأمرين : عائلتها ودينها وكانت عائلة غاندي ضخمة العدد يعيش أفرادها في منزل العائلة كانت بوتليباي تطعمهم جميعاً وترعاهم وحين يمرض أحدهم لا تتركه حتى يشفى فهي تحس أن حياتها موهوبة للمرضى أساساً وفيما بعد وأصل غاندي في هذه المسيرة .

كانت الأم تعمل بجد طوال اليوم وقبل تناول الطعام كانت تدعو وتصلي كثيراً كأنها كانت في حالة صوم سبه دايم ربما لقلة الطعام أو لتوقير نصفه لأحد أبنائها حتى نفطر قلب ابنها غاندي الصغير عليها من منظر تقشفها وكان هذا الدور أو العقيدة الذي بني غاندي عليها حياته كانت أمه تغمره بالحنان والحب والرعاية وأهم ما علمته في صغره ألا يكذب فبقى يقول الصدق حتى نهاية عمره مهما كلفه ذا لك من عناء وهناك حادثة غريبة بدأت في مسيرة الصدق عنده فقد كانت أمه تقضي حياتها في التعبد وعمل الخير قدر استطاعتها ولم تكن تتناول طعامها حتى تسمع صوت الوقواق وذات يوم غاب الوقواق فلم تسمع له صوتاً وحين سمع الابن ذا لك وقف وراء المنزل وحاول تقليد الوقواق ولاكن الأم حزنت كثيراً لأنها عرفت أن ابنها يكذب فصاحت يا إلهي " أي جرم ارتكبته لتوهبني ولد كذوب" وحين علم غاندي إنه سبب الحزن لأمه أقسم ألا يكذب كانت تهتم فيه أكثر من نفسها وتضرب نموذجاً مثالياً حب الأم الذي يتسامى فوق كل شيء

وذات يوم كان الجو مطراً أقسمت أم غاندي أن لا تتناول الطعام حتى ترى الشمس مشرقة خاف أولادها من أن تموت من ضعف صحتها ومرة بدا أن الشمس على وشك الشروق من بين الغمام فأسرع الأولاد إلى داخل المنزل وحملوا أمهم قائلين " تعالي لتري الشمس فلنسرع !" لكن حالما وصلت الأم لخارج البيت غابت الشمس وراء الغمام فقالت أم غاندي لا يهم يا أولاد فالرب لا يريدني أن أتناول الطعام اليوم أيضاً" وحين كانت الهند تضم طبقة اجتماعية يعرف أصحابها بـ"المنبوذين " حيث يعتقد الهندوس بوجوب عدم لمسهم لأي سبب كان كانت أم غاندي ترفض هذا المبدأ وكلما مرت بأحدهم لمسته ودعته لتنظيف نفسه وتلاوة الصلوات وكان إيمانها عميقاً بهذه الفكرة وظل غاندي على هذا المبدأ طول حياته فلقد كان لا يتقبل فكرة " المنبوذين " وحاول أن يساعدهم طيلة حياته حتى أنه أطلق عيهم اسم " هاريجان " وتعني " أطفال الرب " كانت بوتليباي تعمل في البيوت أحيانا فضعفت صحتهاً وقال لها غاندي الصغير " ارتاحي يا أمي فسوف أبدأ العمل من هذا اليوم للعمل بدلاً منكِ" ومرة منحه الضابط طعاماً وحين صره غاندي قال الضابط " إن كنت جائعاً فكل هنا والآن ولماذا تأخذ الطعام للبيت؟ " فانهار الطفل باكياً وقال لابد أن تأكل منه أمي أولاً فتعجب الضابط من هذا الصغير الذي يضحي لأجل أمه وقال مبارك للأم الذي أنجبت ولداً باراً مثلك ويصعب وصف الحب الذي أغدقته أم غاندي على ابنها ولا العناية التي كان يوليها لأمه مثلاً على أم وهبت حياتها لتجلب السكينة لحياة ابنها وتربي فيه القيم المثالية كما كانت تقول له " إن التعليم يا بني يلبي حاجات المعدة فقط ليس فضيلة على الإطلاق عليك أن تدرس لتخدم المجتمع وتوظف ما تعلمته لصالح البلاد "
__________________





maher غير متصل   الرد مع إقتباس