عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-05-2008, 04:07 PM   #1
منير القسوره
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 113
إفتراضي {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }النجم3

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }النجم3
اية من كتاب الله المجيد الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
تعني فيما تعنيه ان الرسول الكريم محمد عليه التحيات والرحمات والسلام لا ينطق هذا القران واياته البينات حصرا عن هوى ومن تلقاء نفسه ومثل ذلك الايات الكريمة الاخرى الكثيرة في هذا الموضوع
ولا تعني فيما تعنيه انه صلى الله عليه وسلم معصوما ولا ينطق عن الهوى البتة
بل انه مثل باقي البشر وخصوصا الرسل يعتريه كل ما يعتريهم من الذنب والخطأ والنسيان وهو ليس منزه عن ذلك
بل ان كماله الايماني البشري لا يتم الا بذلك
اي ان يكون فيه الضعف والميل للمعصية ومن ثم يقاوم ويتقي الله ويصبر ويشكر وقد يذنب ويستغفر،ولن يرتقي سلم الرفعة الى الله الا البشر المحمل بكل انواع الضعف البشري والكينونة البشرية ومحمد ليس بدعا من البشر او الرسل وليس هو ذوصفات تخرج عن البشرية الى الملائكية ،واذا لن يكون اسوة وقدوة واذا لأنتفى عنه المثل الاعلى في الصبر والايمان والتكليف
وقد دلت ايات الله على ذلك ولم تدل على غيره اي ضد هذا التقرير
ولا ينتقص من الرسول انه غير معصوم وانه يذنب وانه خطاء بل ان ذلك من دواعي كماله
وقد اثبت الله له النطق عن الهوى كما في عبس وتولى وكما في اية التزويج:
يقول الله:
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }الأحزاب37
كما ان هذه الاية الكريمة(وما ينطق عن الهوى) لاتتعدى دلالتها عن دلالة ايات اخرى في هذا الموضوع وكثيرةجدا
ومن امثلة ذلك:

يقول الله:
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة2
لاريب:-اي لا هوى فيه،او لا تهمة فيه
يقول الله:
{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ }الحاقة41
اي هو ليس كالشاعر ينطق الشعر عن الهوى
يقول الله:
{وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ }الحاقة42
يقول الله:
{أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ }الطور33
اي انه ليس صاحب هوى وان هذا القران(حصرا) لم يتقوله ولم ينطقه عن الهوى
والنتيجة:
يقول الله:
{تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }الحاقة43
وحصرا وليس غيره ،من رب العالمين ،لئلا يفتح الباب للمزيدين والمفترين
وهنالك للباحث الكثر من الايات في هذا المعنى
بينما لايوجد في كتاب الله اي دليل على ان الرسل لهم شأن- مخالف الغير من البشر- في العصمة وعدم النطق- في غير بلاغ الله -عن الهوى والفرق كبير
منير القسوره غير متصل   الرد مع إقتباس