عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-05-2008, 11:45 PM   #1
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي عندما يسقط حزب الله من رتبة مقاومة الى ميليشيا

عندما يسقط حزب الله من رتبة مقاومة الى ميليشيا

بقلم د صلاح أبو الحسن
13 أيار, 2008

ظن اللبنانيون أنهم سيستمعون الى مؤتمر صحافي من قائد مقاومة وطنية حررت جنوب لبنان في أيار عام 2000، وبطل حرب تموز الذي هزم إسرائيل، في العام 2006.. وتفاجأوا عندما أطلّ عليهم السيد حسن نصرالله برتبة رئيس ميليشيا ليعلن البيان رقم واحد للإنقلاب على الدولة ومؤسساتها.. الصعود الى رتبة قائد مقاومة كلف حزب الله واللبنانيين، آلاف الشهداء والجرحى.. والسقوط الى رتبة رئيس ميليشيا، يكلف اللبنانيين ـ حتى الآن ـ عشرات القتلى والجرحى الأبرياء..



إضافة الى الكلفة الكبيرة جداً، والذي تحاشى اللبنانيون خاصة على مدى السنوات الثلاث الماضية، الإنزلاق فيها وهي الفتنة المذهبية، التي لا يربح فيها أي فريق لبناني.. وهنا لا بدّ من إعادة التأكيد، أن المقاومة الحقيقية، لا تُقاس ولا تنتصر بعدد الصواريخ ومدى تطورها وتقنيتها ولا بالمال (الحلال أو النظيف)، ولا بسلاح الإشارة ولا بالتخطيط، فمع أهمية كل هذه العوامل، يبقى العامل الأول والأساسي لانتصار المقاومة، هو الإحتضان الشعبي والسياسي الواسع والعريض لها.. فلا السلاح ولا الصواريخ ولا المال هي التي قادت المقاومة الى الإنتصارين الكبيرين في العام 2000 وفي العام 2006، إنما الذي حقق إنتصار المقاومة، هو الإلتفاف الشعبي والإحتضان السياسي، والغطاء الرسمي من قبل كل اللبنانيين الذين وقفوا وقفة رجل واحد خلف المقاومة والمقاومين الأبطال، ومن قبل كافة الأحزاب والتيارات السياسية وبالتالي من قبل الحكومة اللبنانية والذي لم يُخطى الرئيس نبيه بري بتسميتها حكومة المقاومة السياسية، بصرف النظر عن التراجع عن هذه التسمية، والكل يعرف أسبابه..!


عندما يُطلق على إجتياح حزب الله لمدينة بيروت، تسمية الإنقلاب، فإن هذا التوصيف صحيح ودقيق، فالإنقلاب له قواعده وأصوله التي عرفناها في كل الإنقلابات التي عاناها العالم العربي والعالم الثالث، فقواعد الإنقلاب تقوم على ما يلي:


1ـ الخطوة الأولى في أي انقلاب، السيطرة على المطار منعاً لخروج الحاكمين من البلاد، من أجل محاكمتهم من قبل الإنقلابيين. وهذا ما حصل من قبل ميليشيا حزب الله عندما بادروا الى السيطرة على مطار رفيق الحريري.. لكنه عجز عن استكمال المرحلة الثانية والتي تقضي باعتقال أعضاء الحكومة، وهو ما كان قد أشار اليه حسن نصرالله في بيانه الإنقلابي في المؤتمر الصحافي..؟!


2ـ الخطوة الثانية، نشر القوات المسلحة في شوارع العاصمة، حيث تقع كل المؤسسات الدستورية السياسية والأمنية والعسكرية والإدارية، وهذا ما حصل، عندما اجتاحت القوى المسلحة (المليشياوية) أزقة وشوارع بيروت، فانتشرت الميليشيا لحظة انتهاء نصرالله من خطاب ـ الإنقلاب.. والملفت كان إنسحاب الجيش اللبناني من الشوارع والطرقات في اللحظة التي انتشرت فيها الميليشيا..!


3ـ الخطوة الثالثة لأي انقلاب عسكري، السيطرة على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة، المعادية للإنقلابيين.. وهذا ما نفذته ميليشيا حزب الله، عندما انقضّت على وسائل الإعلام التابعة لتيار المسقبل، وعلى الصحف وبيوت الإعلاميين الوطنيين الأحرار..

لكن هذا الإنقلاب الميليشياوي، لا يمكن صرفه في السياسة، وهو إنقلاب على الإنقلابيين أنفسهم، وإذا أردنا تقييم ما جرى خلال الأيام الماضية، يمكننا إستخلاص الملاحظات التالية:


1ـ حقق هذا الإنقلاب مزيداً من الشرخ والإنقسام داخل المجتمع اللبناني، وسعّر الفتنة الطائفية والمذهبية، وكشف أمام جميع البنانيين، النوايا الحقيقية لحزب الله ومشروعه الجهنمي.

2ـ كشف هذا المشروع الإنقلابي، أن شعارات حزب الله، حول تحرير مزارع شبعا وتحرير الأسرى، شعارات زائفة، حيث أن مشروغهم الحقيقي هو: إقامة دولتهم الخاصة والتابعة للمحور السوري ـ الإيراني.

3ـ أثبت هذا الحزب، زيف دعواته للشراكة والحوار، فمن يريد الشراكة لا يصنف كل اللبنانيين الرافضين لمشروعه انهم كذبة ومنافقون وخونة وعملاء، فكيف يقبلون الشراكة مع العملاء والجواسيس.. ومن يريد الحوار لا يذهب الى الإنقلاب.. فالحوار بين مختلفين لا يبدأ بكم الأفواه ومنع الرأي الآخر والإعتداء على الإعلاميين والصحافيين وعلى وسائل الإعلام الحرّة.

4ـ إن من يدّعي الحرص على التنوع اللبناني، وعلى تطبيق الطائف، عليه أن يكون مؤمناً يلبنان أولاً، وأن لا يعتبر لبنان نزلاً أو فندقاً أو محطة مؤقتة أو ساحة، لاستضافة المشاريع الإيرانية والسورية.

5ـ إن من يتحدّث عن مسألة التوطين، المرفوض من جميع اللبنانيين ومن كل الفلسطينيين، لا يعمل على استبدال توطين الفلسطينيين بتوطين الإيرانيين في بيروت والبقاع والجنوب، ولا يقفل باب المطار على اللبنانيين ليفتحه أمام طائرة إيرانية، تنقل ثلاثمائة من الحرس الثوري الإيراني، ويوزعهم في شوارع بيروت، للأعمال القتالية الخاصة بوجه شركائه اللبنانيين..

6ـ والخلاصة الأخيرة والأهم، هو أن هذا الحزب ـ الميليشيا، الذي رُفعت راياته في كل لبنان وفي العالمين العربي والإسلامي بعد تحرير الجنوب وبعد هزيمة إسرائيل في حرب تموز العظيمة..! وبعد أن سمعنا أمينه العام يعلن أمام اللبنانيين أكثر من مرة: "ان سلاح حزب الله موجّه ضدّ العدو الإسرائيلي، ولجظة استعماله في الداخل لا يعود سلاح مقاومةوتنتهي المقاومة..". أليس هذا ما قاله السيد حسن نصرالله في أكثر من مناسبة؟! فماذا سيقول اليوم لأهل بيروت وللبنانيين؟ لقد إستطاع هذا الحزب برعونته وبمحض إرادته، أن يُسقط نفسه من رتبة حزب مقاوم الى ميليشيا في أزقة وشوارع بيروت، تنهب وتسرق وتروّع اللبنانيين في بيوتهم ومؤسساتهم..

وأخيراً، إن من سمع الإعلاميين من تلفزيون المستقبل، الذين استضافهم مرسيل غانم، والصرخة التي أطلقنها الإعلامية المميزة سحر الخطيب، يدرك مدى الإنحطاط والإنحدار الأخلاقي الذي مارسته ميليشيا حزب الله.. لكن للأسف فإن هذا الحزب الشمولي لا يدع جمهوره يسمع سوى ما يريد له سماعه! بعد أن حوّل هذا الجمهور المثقف الى كورس لا يسمع إلا صوت اذاعته وتلفزيونه وقادته، ولا يصدّق سواهم.. فعذراً يا سحر الخطيب اذا لم يسمعوا صرختك المدوية، لكن من سمعوك هم كثر وكثر جداّ في لبتان وقي العالم
__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس