حكم أ تباع الهوى
خلق الميل فى الإنسان لضرورة بقائه: فإنه لولا ميله إلى المطعم والمشرب والمنكح ما أكل وما شرب ولا نكح فالهوى مستحث لها لما يريده، كما أن الغضب دافع عنه ما يؤذيه فلا ينبغى ذم الهوى مطلقاً ولا مدحه مطلقاً كما أن الغضب لا يذم مطلقا ولا يمدح مطلقا وإنما يذم المفرط من النوعية وهو ما زاد على جلب المنافع ودفع المضار ولما كان الغالب من مطيع هواه وشهوته وغضبه أنه لا يقف فيه على حد المنتفع به أطلق ذم الهوى والشهوة والغضب لعموم غلبة القدر لأنه يندُر من يقصد العدل فى ذلك ويقف عنده كما أنه يندر فى الأمزجة المزاج المعتدل من كل وجه فلذلك لم يذكر الله تعالى الهوى فى كتابة إلا ذمة وكذلك فى السنة لم يجىء إلا مذموماً إلا ما جاء منه مقيداً بما يخرج معناه عن الذم كقولهم: هوى حسن, وهوى موافق للصواب. وقد قيل الهوى * لايؤمن.
يتبع
|